يقول العلامة
الطباطبائي:نقل لي احد أصدقائي بانه تشرف ذات مرة بزيارة العتبات المقدسة
في كربلاء وقال: " انطلقت بنا السيارة من ايران
والى جانبي كان يجلس شاب حليق الذقن تبدو عليه السمنة, ولهذا لم يجر بيننا
اي حديث , واثناء الطريق اذا بصوته يرتفع بالبكاء والنحيب , مما اثار
دهشتي, فسألته عن سبب بكائه , فقال لي انني اذا لم اخبرك فلمن أقول انا
مهندس مدني , وقد ربيت منذ الطفولة تربية غير دينية, فلم اكن اعتقد بالمبدأ
والمعاد , وانما كنت اشعر ان قلبي ميلا ومحبة للمتدينين فقط , سواء كانوا
مسلمين او مسيحيين او يهودا.
وفي يوم كنت في احدى السهرات الليلية
التي كان اكثر رفقائي البهائيين , حيث رقصنا ولعبنا ساعات وساعات , وفجأة
شعرت في أعماق نفسي بالخجل, وتضايقت من أفعالي , واضطررت ان اخرج من الغرفة
وصعدت الى الطابق العلوي وهناك اجهشت بالبكاء , ورحت اردد في نفسي واقول: يا ذا الذي ان كان هناك اله فهو انت !ادركني ,ثم نزلت الى الحفل الذي كان منتهي . وفي اليوم
التالي كنت عازما على السفر في مهمة فنية بصحبة رئيس القطار وبعض الشخصيات
,وفجأة رايت سيدا نورانيا يقترب مني , فسلم علي وقال :اريد ان التقي بك .
فوعدته بأن اراه غدا بعد الظهر . وبعد ذهابه اخبرني احد اصدقائي بان هذا
الرجل من السادة الكبار , فلماذا سلمت عليه بلا مبالاة, فقلت: لقد ظننت انه
اتى وسلم علي لحاجة له عندي ! وبعدها امرني رئيس القطار بالسفر في اليوم
التالي, وبالتحديد في الموعد الذي ابرمته مع السيد وكلفني بعدة امور واعمال
. فقلت في نفسي : لن استطيع بعد هذا ان التقي بالسيد غدا.
وفي اليوم التالي-عندما اقترب موعد
العمل -احسست بالضعف شيئا فشيئا , واعترتني حمى شديدة الزمتني الفراش
واحضروا لي الطبيب , ما ادى الى اعفائي من المهمة التي كلفت بها في ذلك
اليوم . وما ان اخرج الرجل الذي ارسله رئيس القطار الي وتاكد من مرضي , اذا
بالحمى تزول عني , وعادت حالتي الى طبيعتها , واحسست بالراحة مجددا .
حينها ادركت انه لا بد من وجود سر في ذلك . فنهضت ثم ذهبت الى منزل ذلك
السيد , وما ان جلست عنده بدأ يلقي علي دورة من الاصول الاعتقادية بالادلة و
البراهين , بحيث اصبحت مؤمنا . ثم كلفني بعدة امور , وامرني بالمجيء اليه
في اليوم التالي . ترددت عليه عدة ايام , وكنت -كلما جئت اليه -اسمع منه
اخباري والحوادث التي وقعت في ايامي الماضية دون زيادة او نقيصة , ولم يكن
مطلعا عليها احد غيري , وحتى نياتي التي عزمت عليها ولم اخبر بها احدا.
ومرت ايام فاضطررت ذات ليلة ان اشترك
في سهرة للاصدقاء , جرتني الى طاولة القمار . في اليوم التالي عندما دخلت
عليه , قال لي على الفور : الم تستح وتخجل من ارتكاب هذه المعصية الكبيرة ,
فبدأت دموع الندم تنهمر من عيني , وقلت له :لقد اخطأت , وانا اتوب الان .
فقال : ينبغي ان تغتسل غسل التوبة ولا
تعد الى تلك المعصية . فحدد لي عدة تكاليف . وباختصار , غيرت سيرتي وبرنامج
حياتي .
ولأن هذه القضية حدثت في زنجان ,
فعندما اردت الانتقال الى طهران امرني بزيارة العتبات المقدسة . وهذا السفر
كان بامر السيد الجليل "
وقال صاحبي : وعندما اقتربنا من الحدود
العراقية, سمعت صوته قد علا بالبكاء ثانية فسألته عن السبب فقال:
"ونحن ندخل أرض العراق -الآن-رأيت أبا
عبد الله (عليه السلام) يقول لي : مرحبا "
يقول العلامة :ومرادي انه اذا سار
الانسان في طريق الصدق والصفاء , وطلب الهداية من ربه من صميم قلبه , سوف
يوفق لها , وان كان لديه شك في التوحيد
اللهم صلي على محمد وال محمد