السيد مرتضى الموسوي الروحاني رقم الجوال009647806835991
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

السيد مرتضى الموسوي الروحاني رقم الجوال009647806835991

السيد الرضوي الموسوي الروحاني للعلاج الروحاني العالم الروحاني للكشف الروحاني هاتف 07806835991
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
السيد المقدس مرتضى الموسوي الروحاني المعالج الروحاني لجلب الحبيب من العراق الاتصال07806835991 ومن خارج العراق 009647806835991
السيدمرتضى الموسوي الروحاني المعالج بالقران وسنة رسوله الكريم العالم الروحاني الذي تميز عن غيره بالصدق والمنطق والعمل الصحيح المعالج الروحاني على مستوى العالم العربي والغربي العالم بالعلوم الفوق الطبيعه السيد الاجل الذي دل صدقه وكلامه على العالم بفضل الله ومنه ورحمته علينا وعليه المعالج الباب الاول لكل ما يطلب منه تجده بأذن الله ومشئيته سبحانه بين يديك ببركة الاولياء والانبياء واسرارهم
العالم الروحاني السيد الرضوي الموسوي للكشف الروحاني عن كل ما يطلب منه بأذن الله ولعلاج الحالات المرضيه الروحيه والنفسيه وفك السحر وابطاله وفتح النصيب واعمال المحبة كله من كتاب الله الكريم واسراررب العالمين تجده في الموقع الرضوي العالم الروحاني للكشف وللعلاج ولاي مقصد اتصل على الرقم اذا كنت من خارج العراق009647806835991 أومن داخل العراق07806835991 او راسلنا على الاميل الالكتروني morthadh86@yahoo.com العالم الروحاني الذي شاع صيته في البلدان بصدقه ونورعمله وعلوا مرتبته العالم الروحاني السيد الرضوي الموسوي العالم الروحاني المتواضع في العمل وتزكيته معكم الموقع الشخصي للعالم الروحاني السيد الرضوي الموسوي والله يشهد انه لمن الصادقين https://morth.forumarabia.com

 

 المساواة بين الرجل والمرأة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد الله السائر الى الله
المديرالعام للمنتدى



عدد المساهمات : 1869
تاريخ التسجيل : 25/02/2012

المساواة بين الرجل والمرأة Empty
مُساهمةموضوع: المساواة بين الرجل والمرأة   المساواة بين الرجل والمرأة Icon_minitimeالسبت أغسطس 04, 2012 11:13 am

المساواة بين الرجل والمرأة

لقد غزت الشرق فيما غزاه من صنوف البدع والضلالات، فكرة

{ 412 }

المساواة التامة بين الرجل والمرأة، ومشاطرتها له في مختلف نشاطاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وانخدع اغرار المسلمين بهذه الفكرة، وراحوا ينادون بها ويدعون اليها، جهلاً بزيفها ومخالفتها مبادئ الفطرة والوجدان، للفوارق العديدة بين الجنسين، واختلاف مؤهلاتهما في مجالات الحياة.

ومتى ثبتت المفارقات بين الرجل والمرأة، تجلى خطأ هذه الفكرة، واستبان ما فيها من تفريط وتضييع لخصائص كل منهما وكفاءته.

فالرجل غالباً: هو أضخم هيكلاً من المرأة، وأصلب عوداً، وأقوى جلداً على معاناة الشدائد والأهوال، كما هو اوسع أفقاً، وأبعد نظراً، وأوفر خبرة في تجارب الحياة.

والمرأة غالباً، هي أجمل صورة من الرجل، وأضعف جسماً وطاقة، وأرق عاطفة، وأرهف حسّاً، تيسيراً لما اُعدت له من وظائف الأمومة ورسالتها الانسانية في الحياة.

ويزداد التغاير والتباين بين الجنسين فيما ينتاب الإناث خاصة، من أعراض الحيض والحمل والارضاع، مما يؤثر تأثيراً بالغاً في حياة المرأة وحالتها الصحية.

فهي تعاني أعراضاً مرضية خلال عاداتها الشهرية، تخرجها عن طورها المألوف.

قال الطبيب (جب هارد): «قلّ من النساء من لا تعتل بعلة في المحاض، ووجدنا اكثرهن يشكين الصداع والنصب والوجع تحت السرة،

{ 413 }

وقلة الشهوة للطعام، ويصبحن شرسات الطباع، مائلات الى البكاء. فنظراً لهذه العوارض كلها يصح القول، أن المرأة في محاضها تكون في الحق مريضة، وينتابها هذا المرض مرة في كل شهر، وهذه التغييرات في جسم المرأة تؤثر لا محالة في قواها الذهنية وفي افعال اعضائها».

وهكذا أعرب الباحثون عن امتناع المساواة بين الجنسين.

قال الباحث الطبيعي الروسي (انطون نميلاف) في كتابه الذي أثبت فيه عدم المساواة الفطرية بينهما، بتجارب العلوم الطبيعية ومشاهداته: «ينبغي ان لا نخدع انفسنا بزعم أن إقامة المساواة بين الرجل والمرأة في الحياة العملية أمر هيّن ميسور. الحق أنه لم يجتهد أحد في الدنيا لتحقيق هذه المساواة بين الصنفين مثل ما اجتهدنا في روسيا السوفيتية، ولم يوضع في العالم من القوانين السمحة البريئة من التعصب في هذا الباب مثل ما وضع عندنا، ولكن الحق ان منزلة المرأة قلّما تبدلت في الأسرة، ولا في الأسرة فحسب بل قلما تبدلت في المجتمع ايضاً».

ويقول في مكان آخر: «لا يزال تصور عدم مساواة الرجل والمرأة ذلك التصور العميق راسخاً لا في قلوب الطبقات ذات المستوى الذهني البسيط، بل في قلوب الطبقات السوفيتية العليا ايضاً»(1).

وقال الدكتور (الكسيس كاريل) الحائز على جائزة نوبل: «يجب أن يبذل المربون اهتماماً شديداً للخصائص العضوية والعقلية في الذكر والأنثى، كذا لوظائفهما الطبيعية. فهناك اختلافات لا تُنقض بين الجنسين

_____________________

(1) الحجاب، للمودودي ص 256.

{ 414 }

ولذلك فلا مناص من ان نحسب حساب هذه الاختلافات في انشاء عالم متمدن» (1).

ولا يعتبر تفوق الرجل على المرأة في المجالات العملية والنظرية مقياساً عاماً شاملاً لجميع الرجال، فقد تَبُذُّ المرأة الرجل وتفوقه في ذلك، ولكن هذا لا ينفي تخلفها عن أغلب الرجال.

وعزا بعضهم تخلف المرأة عن الرجل الى التقاليد الاجتماعية، والنظم التربوية التي تكتنف حياتها.

وفاتهم أن تلك التقاليد والنظم قد تلاشت في أغلب الدول المتحللة، وانعدمت فيها الفوارق بين الجنسين، وغدت المرأة تتمتع بجميع فرص التكافؤ التي يتمتع بها الرجل. وبالرغم من ذلك فانها تعتبر في المرتبة الثانية منه.

ومن هنا ندرك امتناع المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة، ونعتبرها ضرباً من الحماقة والسخف.

فهل يسع دعاة المساواة أن يطوروا واقع الرجل ويجعلوه مشاركاً للمرأة في مؤهلاتها الخاصة، ووظائفها النسوية التي يعجز عنها هو، كذلك لا يسعهم ان يسترجلوا المرأة ويمنحوها خصائص الرجل ووظائفه التي تعجز عنها هي.

ان الحكمة الالهية قد كيفت كلاً من الجنسين وأعدته إعداداً خاصاً، يؤهله لأداء وظائفه ومهماته في الحياة، فلا مناص من تنويع الأعمال بينهما

_____________________

(1) الانسان ذلك المجهول ص 117.

{ 415 }

حسب كفاءتهما ومؤهلاتهما... وكُل مُيسر لما خُلق له.

فوظيفة الرجل هي: ممارسة الأعمال الشاقة، والشئون الخارجية عن المنزل، والكدح في توفير وسائل العيش لأسرته، والدأب على حمايتها وإسعادها مادياً وأدبياً، مما تنوء به المرأة ولا تستطيع اتقانه واجادته.

ووظيفة المرأة هي: أن تكون ربة بيت وراعية منزل، وأمّاً مثالية تُنشئ الأكفاء من الرجال، وهي وحدها التي تستطيع أن تجعل البيت فردوساً للرجل، يستشعر فيه الراحة من متاعب الحياة، وينعم الأطفال فيه بدفء الحنان ودواعي النمو والازدهار.

فإقحام المرأة في ميادين الرجل، ومنافستها له في أعماله... تضييع لكفاءتها ومؤهلاتها، ثم هو تجميد للرجل عن ممارسة نشاطاته الحيوية التي يجيدها ولا تجيدها المرأة، وتعطيل له عن انشاء أسرة وتكوين بيت.

وقد أحدثت منافسة المرأة للرجل في وظائفه ونشاطاته الخاصة في الجاهلية الحديثة... شروراً أخلاقية واجتماعية ونفسية خطيرة، وكانت مضارها اكثر من نفعها أضعافاً مضاعفة.

وأصبحت المرأة هناك تعاني مرارة الكفاح ومهانة الابتذال في سبيل العيش، كي لا تمسّها الفاقة لنكول الرجل عن إعالتها، مما عاقها عن أداء وظائفها الخاصة من تدبير المنزل ورعاية الأسرة وتربية الأبناء تربية صالحة.

وبتقاعس المرأة عن أداء واجبها الأصيل، وانخراطها في المجتمع الخليط، أصيبت الأسرة هناك بالتبعثر والتسيب والشقاء، وشاع فيها التفسخ والتهتك والانهيار الخلقي، كما شهد بذلك الباحث الطبيعي الروسي (انطون

{ 416 }

نيميلاف) في كتابه الآنف الذكر:

«الحق أن جميع العمال قد بدت فيهم اعراض الفوضى الجنسية، وهذه حالة جدّ خطرة، تهدد النظام الاشتراكي بالدمار، فيجب أن نحارب بكل ما أمكن من الطرق، لأن المحاربة في هذه الجبهة ذات مشاكل وصعوبات. ولي أن أدلكم على آلاف من الأحداث، يعلم منها ان الاباحية الجنسية قد سرت عدواها لا في الجهال الأغرار فحسب، بل في الأفراد المثقفين من طبقة العمال»(1).

وحسبُنا هذه الشهادة عِظة وعبرة على بطلان المساواة بين الجنسين، وأضرار اختلاطهما في الوظائف والأعمال، فهل من متعظ ؟!

فاقحام المرأة في ميدان أعمال الرجال خطأ فاضح، وجناية كبرى على المرأة والمجتمع الذي تعيشه، وهدر لكرامتهما معاً.

نعم... يستساغ للمرأة ان تمارس أعمالاً تخصها وتليق بها، كتعليم البنات، وتطبيب النساء وتوليدهن، وفي حالة فقدان المرأة من يعولها، أو عجزه عن إعالتها، فانها والحالة هذه تستطيع مزاولة الأعمال والمكاسب التي يؤمن عليها من مفاتن المجتمع الخليط، ويُؤمن عليه من فتنتها كذلك.

ولكن الاسلام، صان كرامة المرأة المعوزة، وكفل رزقها من بيت المال، دون ان يحوجها الى تلك المعاناة، فلو أدى المسلمون زكاة أموالهم ما بقي محتاج.

_____________________

(1) الحجاب، للمودودي ص 257.

{ 417 }

فماذا يريد دعاة المساواة؟ أيريدون إعزاز المرأة وتحريرها من الغبن الاجتماعي؟ فقد حررها الاسلام ورفع منزلتها ومنحها حقوقها المادية والأدبية.

ام يريدون مخادعة المرأة وابتذالها، لتكون قريبة من عيون الذئاب ومغازلاتهم؟

وماذا تريد المرأة المتحررة؟ أتريد المساواة التامة بالرجل، أم تريد حرية الخلاعة والابتذال؟

وكلها غايات داعرة، حرمها الاسلام على المرأة والرجل ليقيهما مزالق الفتن ومآسي الاختلاط.

التمايز بين الجنسين

لقد حرر الاسلام المرأة من تقاليد الجاهلية وأعرافها المقيتة، وأعزها ورفع منزلتها، وقرر مساواتها بالرجل في الانسانية ووحدة المبدأ والمعاد، وحرمة الدم والعرض والمال، ونيل الجزاء الأخروي على الأعمال.

وحدد قيم المرأة ومنزلتها من الرجل تحديداً عادلاً حكيماً. فهو يساوي بينها وبين الرجل فيما تقتضيه الحكمة والصواب، ويفرّق بينهما في بعض الحقوق وبعض الواجبات والأحكام، حيث يجدر التفريق ويحسن التمايز نظراً لاختلاف خصائصهما ومسؤولياتهما في مجالات الحياة.

وهو في هذا وذاك يستهدف الحكمة والصلاح، والتقييم العادل لطبائع البشر وخصائصهم الأصيلة. فلم يكن في تمييزه الرجل في بعض الأحكام

{ 418 }

ليستهين بالمرأة او يبخس حقوقها، وانما أراد أن يحقق العدل، ويمنح كلاً منهما ما يستحقه ويلائم كفاءته وتكاليفه.

وسنبحث في المواضيع التالية أهم مواطن التفريق والتمايز بين الرجل والمرأة، لنستجلي حكمة التشريع الاسلامي وسمو مبادئه في ذلك.

1 - القوامة:

الأسرة هي الخلية الأولى، التي انبثقت منها الخلايا الاجتماعية العديدة والمجتمع الصغير الذي نما واتسع منه المجتمع العام الكبير.

ومن الثابت أن كل مجتمع - ولو كان صغيراً - لا بد له من راع كفؤ يرعى شئونه، وينظم حياته، ويسعى جاهداً في رقيّه وازدهاره.

لذلك كان لابد للأسرة من راع وقيم، يسوسها بحسن التنظيم والتوجيه ويوفر لها وسائل العيش الكريم، ويحوطها بالعزة والمنعة، وتلك مهمة خطيرة تستلزم الحنكة والدُّربة، وقوة الارادة، ووفرة التجربة في حقول الحياة.

فأي الشخصين الرجل أو المرأة أحق برعاية الأسرة والقوامة عليها؟

إنّ الرجل بحكم خصائصه ومؤهلاته أكثر خبرةً وحذقاً في شئون الحياة من المرأة، واكفأ منها على حماية الأسرة ورعايتها أدبياً ومادياً، وأشدّ قوة وجَلداً على تحقيق وسائل العيش ومستلزمات الحياة. لذلك كان هو أحق برعاية الأسرة والقوامة عليها. وهذا ما قرره الدستور الاسلامي

{ 419 }

الخالد «الرجال قوامون على النساء بما فضّل اللّه بعضهم على بعض، وبما انفقوا من أموالهم» (النساء: 34).

وليس معنى القوامة هو التحكم بالأسرة وسياستها بالقسوة والعنف، فذلك منافٍ لاخلاق الاسلام وآدابه. والقوامة الحقة هي التي ترتكز على التفاهم والتآزر والتجاوب الفكري والعاطفي بين راعي الأسرة ورعيته.

«ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف، وللرجال عليهن درجة»

(البقرة: 228)

أما المرأة فانها بحكم أنوثتها، رقيقة العاطفة، مرهفة الحس، سريعة التأثر، تتغلب عواطفها على عقلها ومشاعرها. وذلك ما يؤهلها لأداء رسالة الأمومة، ووظائفها المستلزمة لتلك الخلال، ويقصيها عن مركز القيادة في الأسرة الذي يتطلب الحنكة، واتزان العواطف، وقوة الجَلَد والحزم، المتوفرة في الرجل، وهذا ما يؤثره عليها في رعاية الأسرة والقوامة.

هذا إلى أن المرأة السويّة بحكم انوثتها تستخف بالزوج المائع الرخو، وتكبره اذا كان ذا شخصية قوية جذّابة، تستشعر في ظلال رجولته مفاهيم العزة والمنعة، وترتاح الى حسن رعايته وتدبيره.

2 - ايثار الرجل على المرأة في الارث:

وهكذا قضت حكمة التشريع الاسلامي ان تُؤثر الرجل على المرأة،

{ 420 }

بضعف نصيبها من الارث، مما حسبه المغفلون انتقاصاً لكرامة المرأة وبخساً لحقوقها

لا... لم يكن الاسلام ليستهين بالمرأة او يبخس حقوقها، وهو الذي اعزها ومنحها حقوقها الأدبية والمادية. وانما ضاعف نصيب الرجل عليها في الارث تحقيقاً للعدل والانصاف، ونظراً لتكاليفه ومسؤولياته الجسيمة.

فالرجل مكلف بالانفاق على زوجته وأسرته وتوفير ما تحتاجه من طعام وكساء وسكن، وتعليم وتطبيب، والمرأة معفوة من كل ذلك. وكذلك هو مسؤول عن حماية الاسلام والجهاد في نصرته، والمرأة غير مكلفة به. والرجل مكلف بالاسهام في دية العاقلة ونحوها من الالتزامات الاجتماعية، والمرأة معفاة منها.

وعلى ضوء هذه الموازنة بين الجهد والجزاء، نجد ان من العدل والانصاف تفوّق الرجل على المرأة في الارض، وانها أسعد حالاً، وأوفر نصيباً منه، لتكاليفه الأسرية والاجتماعية، التي هي غير مسؤولة عنها. وهذا ما شرعه الاسلام «للذكر مثل حظ الانثيين» (النساء: 11) على ان تفضيل الرجل على المرأة في الارث لا يعمّ حقوقها الملكية، واموالها المكتسبة، فانها والرجل سيان، ولا يحق له ان يبتز فلساً واحداً منها الا برضاها وإذنها.

3- الشهادة:

وهكذا تجلت حكمة التشريع الاسلامي في تقييم شهادة المرأة، واعتبار شهادة امرأتين بشهادة رجل واحد. وقد أراد الاسلام بهذا الاجراء أن

{ 421 }

يصون شهادة المرأة عن التزوير والافتراء، ليحفظ حقوق المتخاصمين عن البخس والضياع.

فالمرأة سرعان ما تستبد بها عواطفها الجيّاشة، وشعورها المرهف، وانفعالها السريع، فتزيغ عن العدل، وتتناسى الحق والواجب، متأثرة بنوازعها نحو أحد المتداعيين، قريباً لها أو عزيزاً عليها. وتفادياً من ذلك، قرن الاسلام بين المرأتين في الشهادة، لتكون احداهما مذكرة للاخرى ورادعة لها عن الزيغ والممالاة «واستشهدوا شهيدين من رجالكم، فان لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء، ان تضل احداهما فتذكر احداهما الاخرى» (البقرة: 282).

هذا الى ان الطب الحديث قد اكتسف ان بعض النساء ابان عادتهن الشهرية، قد تضعف طاقاتهن الذهنية ويغدون آنذاك مظنة للنسيان، كما اوضحته التقارير السالفة، في بحث المساواة(1).

وهذا ما يؤيد ضرورة اقتران امرأتين في الشهادة، اذ باقترانهما وتذكير احداهما للاخرى يتجلى الحق ويتضح الواقع.

4 - تعدد الزوجات:

وما فتئ اعداء الاسلام يشنون الحملات الظالمة على الدين الاسلامي وشريعته الغراء، في صور من النقد اللاذع، والتنديد الرخيص، الكاشف

_____________________

(1) انظر ص 486 من هذا الكتاب (قول الطبيب جب هارد).

{ 422 }

عن حقدهم وكيدهم للاسلام.

فمن ذلك تشنيعهم على الاسلام باباحته تعدد الزوجات، وأنها على زعمهم اضرار بالزوجة وارباك لحياتها.

وقد جهل الناقدون أو تجاهلوا انّ الاسلام لم يكن المشرع الاول لذلك، فقد شرعته الاديان السماوية والقوانين الوضعية قبل الاسلام بآماد وقرون مديدة.

«فلا حجر على تعدد الزوجات في شريعة قديمة سبقت قبل التوراة والانجيل، ولا حجر على تعدد الزوجات في التوراة او في الأنجيل، بل هو مباح مأثور عن الأنبياء انفسهم، من عهد ابراهيم الخليل الى عهد الميلاد. ولم يرد في الانجيل نص واحد يحرم ما أباحه العهد القديم للآباء والانبياء، ولمن دونهم من الخاصة والعامة. وما ورد في الانجيل يشير الى الاباحة في جميع الحالات، والاستثناء في حالة واحدة، وهي: حالة الاسقف حين لا يطيق الرهبانية فيقنع بزوجة واحدة اكتفاء بأهون الشرور...

وقال (وسترمارك) العالم الثقة في تاريخ الزواج: أنّ تعدد الزوجات باعتراف الكنيسة بقي الى القرن السابع عشر، وكان يتكرر كثيراً في الحالات التي لا تحصيها الكنيسة والدولة...

فالاسلام لم يأت ببدعة فيما أباح من تعدد الزوجات، وإنما الجديد الذي اتى به: أنه اصلح ما أفسدته الفوضى من هذه الاباحة، المطلقة من كل قيد، وانه حسب حساب الضرورات التي لا يغفل عنها الشارع الحكيم، فلم يحرم أمراً قد تدعو اليه الضرورة الحازبة. ويجوز ان تكون اباحته

{ 423 }

خيراً من تحريمه في بعض ظروف الاسرة، او بعض الظروف الاجتماعية العامة»(1).

إن الذين استنكروا اباحة تعدد الزوجات في التشريع الاسلامي، قد مارسوه فعلاً بطرق الغواية والعلاقات الاثيمة بالخليلات والعشيقات، وتجاهلوا واقعهم السيئ وتحللهم من القيم الأخلاقية، كأنما يحلو لهم ان يتنكبوا النهج السوي المشروع، ويتعسفوا الطرق الموبوءة بالفساد.

ولو أنهم فكروا وأمعنوا النظر بتجرد وانصاف في حكمة ذلك التشريع الاسلامي، لايقنوا أنه العلاج الوحيد لحل المشاكل والازمات التي قد تنتاب الفرد وتنتاب المجتمع ويصلحها اصلاحاً فريداً لا بديل له ولا محيص عنه.

أ - المبررات:

ونستطيع ان نستجلي أهداف الشريعة الاسلامية في تعدد الزوجات على ضوء المبررات التالية:

1- قد تمرض الزوجة جسمياً أو عقلياً، وتعجز آنذاك عن أداء رسالتها الزوجية، ولاتستطيع تلبية رغبات الزوج، ورعاية الأسرة والابناء، مما يفضي بهم الى القلق والتسيب.

ولا ريب أنها أزمة خانقة تستدعي العلاج الحاسم الحكيم، وهو

_____________________

(1) عن كتاب حقائق الاسلام، للأستاذ العقاد، بتصرف.

{ 424 }

لا يخلو من فروض ثلاثة:

أ - إما أن يُترك الزوج هملاً يعاني مرارة الحرمان من حقوقه الزوجية، ويغدو عرضة للتردي في مهاوي الرذيلة والاثم، وتترك الاسرة كذلك نهباً للفوضى والتبعثر. وهذا اجحاف بالزوج والاسرة، واهدار لحقوقهما معاً.

ب - واما ان يتخلص الزوج من زوجته المريضة بالطلاق، والتخلي عنها، ويدعها تقاسي شدائد المرض ووحشة النبذ والانفراد، وهذا ما يأباه الوجدان لمنافاته مبادئ الانسانية وسجايا النبل والوفاء.

ج - وإما ان يتسرى الزوج على زوجه المريضة، متخذاً زوجة أخرى تلبي رغباته، وتلمّ شعث الاسرة، وتحيط الاولى بحسن الرعاية واللطف، وهذا هو أفضل الحلول واقربها الى الرشد والصواب.

2 - وقد تكون الزوجة عقيمة محرومة من نعمة النسل والانجاب، فماذا يصنع الزوج والحالة هذه، أيظل محروماً من الابناء يتحرق شوقاً اليهم، وتلهفاً عليهم مستجيباً لغريزة الابوة ووخزها الملح في النفس. فان هو صبر على ذلك الحرمان مؤثراً هوى زوجته على هواه، فذلك نبل وتصحية وايثار. أو يتسرى عليها بأخرى تنجب له أبناءً يملؤن فراغه النفسي، ويكونون له قرة عين وسلوة فؤاد. وهذا هو منطق الفطرة والغريزة الذي لا يحيد عنه الا نفر قليل من الناس.

3 - والنساء - في الغالب - أوفر عدداً واكثر نفوساً من الرجال، وذلك لأمرين:

{ 425 }

أ - ان الرجال اكثر تعرضاً لاخطار العمل وأحداث الوفاة من النساء، لممارستهم الاعمال الشاقة الخطيرة، المؤدية الى ذلك، كالمعامل والمناجم والمطافي ونحوها، مما يسبب تلفهم وقلتهم عن النساء.

اضف الى ذلك، أن الرجال أضعف مناعة من النساء وأكثر اصابة بعدوى الاوبئة والامراض، مما يجعلهم أقل عدداً منهن «ويعزو علماء الحياة ذلك الى ما تتميز به المرأة على الرجل بدنياً. والى ان الامراض كلها تقريباً تهلك من الرجال اكثر مما تهلك من النساء، ولذا فان في الولايات المتحدة في الوقت الحاضر (000،700و7 أرملة)، ويتنبأ مكتب التعداد الامريكي بأن هذه الفئة سيرتفع عددها في امريكا بمعدل مليونين كل 10 سنين.

وان الدكتورة (ماريون لانجر) العالمة الاجتماعية المتخصصة في استشارات الزواج تقول: ان لدى المجتمع حلّين ممكنين فقط لتغطية النقص المتزايد في الرجال اما تعدد الزوجات، او ايجاد طريقة ما لاطالة اعمار الرجال...» (1).

ب - الحروب:

فانها تفني اعداداً ضخمة من الرجال وتسبب هبوط نسبتهم عن النساء هبوطاً مريعاً. فقد كان المصابون في الحرب العالمية الاولى (واحداً وعشرين مليون نسمة) بين قتيل وجريح. وكانت ضحايا الحرب العالمية الثانية (خمسين

_____________________

(1) الاسلام والعلم الحديث، عن مجلة المختار (عدد فبراير 1958).

{ 462 }

مليون نسمة).

وقد أحدث ذلك فراغاً كبيراً في صفوف الرجال وأثار أزمة عالمية تستدعي العلاج الحاسم الناجع.

أما الأمم الغربية، فقد وقفت ازاء هذه الازمة موقف العاجز الحائر في علاجها وملافاتها... لمنعها تعدد الزوجات، فراحت تعالجه عن طريق الفساد الخلقي، مما دنسها واشاع فيها البغاء وكثرة اللقطاء، وعمتها الفوضى الاخلاقية.

وأما الاسلام، فقد عالج ذلك علاجاً فذاً فريداً يلائم الفطرَ البشرية، ومقتضيات الظروف والحالات. حيث اباح التعدد وقاية للفرد والمجتمع من تلك المآسي التي عانتها الامم المحرّمة له، «فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع، فان خفتم أن لا تعدلوا فواحدة».

(النساء:3)

وحين شرع الاسلام التعدد لم يطلقه ارسالاً وجزافاً، فقد اشترط فيه العدل والمساواة بين الازواج صيانة لحقوق المرأة وكرامتها.

بيد ان ذلك العدل مشروط في مستلزمات الحياة المادّية، كالمطعم والملبس والمسكن، ونحوها من المآرب الحسّية المتاحة للانسان، والداخلة في نطاق وسعه وقدرته.

أما النواحي الوجدانية والعاطفية، كالحب والميل النفسي، فانها خارجة عن طوق الانسان، ولا يستطيع العدل فيها والمساواة، لوهنه أزاء سلطانها الآسر، «ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم».

(النساء: 129)

{ 427 }

وقد يعترض البعض أنّ المرأة الغربية قادرة على ممارسة الاعمال وكسب المعاش، فهي غنية عن الزواج.

وهم زعم باطل يكذبه واقع الفطرة الانسانية وغرائزها الراسخة في النفس. فحاجة المرأة الى الرجل ليست مقصورة على المآرب المادية فحسب، وانما هي حاجة نفسية ملحة تستكمل به كيانها وتشعر بوجودها كحاجة الرجل اليها على سواء.

4- ومن مبررات التعدد أنه قد يتصف بعض الرجال بطاقة جنسية عارمة، تتطلب المزيد من التنفيس والافضاء وتستدعي الازواج، فان تيسر له ذلك، وإلا نفّس عن طاقته بالدعارة والفساد، كما حدث ذلك في الامم التي حرمت التعدد المشروع، فابتلت بالتعدد الموبوء من الخليلات والعشيقات.

* * *

الطلاق في الإسلام:

وهكذا انطلقت حناجر لاغية، تتشدق بانتقاد الاسلام على تشريع الطلاق، بأنه يهدد كيان المرأة وسعادتها، فتغدو بنزوة من نزوات الرجل ولوثة من لوثاته الغاضبة، طريدة كسيرة القلب مهدورة الكيان.

وهذا من صور التجني والتشنيع على الاسلام، اذ لم يكن هو المشرع الاول للطلاق، ولا المقنن الوحيد له، وإنّما كان شائعاً في أغلب الامم ومن أقدم العصور. وكان آنذاك بأسلوب فوضوي يهدر حقوق الزوجة

{ 228 }

وكرامتها، ويجعلها طريدة شريدة هائمة حيث تشاء.

فقد شاع عند اليونانيين دون قيد او شرط، وأباحهُ الرومانيون دينياً ومدنياً بعد أن حرمته الاجيال الأولى منهم.

وحينما جاءت الشريعة الموسوية قلّصت من نطاق الطلاق وأباحته في حالات ثلاث: الزنا والعقم والعيب الخَلقي والخُلقي.

وأما الشريعة المسيحية فقد حرمته إلا في حالتين: اقتراف أحد الزوجين أو كلاهما جريمة الفسق، أو في حالة العقم.

وهذا ما دفع الامم الغربية الحديثة، بضغط الحاجة الملحة الى تقنين الطلاق المدني وجعله قانوناً ثابتاً، وإن خالف دينها وشريعتها.

ولما أطل الاسلام بعهده الزاهر وتشريعه الكافل، أقرّ الطلاق وأحاطه بشروط من التدابير الوقائية والعلاجية، لتقليصه وملافاة ازماته ومشاكله.

فهو أبغض الحلال الى اللّه عز وجل، ولكن الضرورة تبيح المحذور، فهناك حالات يتسع الخلاف فيها بين الزوجين ويشتد الخصام وتغدو الحياة الزوجية أتوناً مستعراً بالشحناء والبغضاء، مما يتعذر فيها التفاهم والوفاق.

وهنا يعالج الاسلام هذه الحالة المتوترة والجو المكفهر المحموم بحكمة وتدرج بالغين، فهو «لا يسرع الى رباط الزوجية المقدس فيصمه لأول وهلة، ولأول بادرة من خلاف، انه يشد على هذا الرباط بقوة، ويستمسك به في استماتة، فلايدعه يفلت إلا بعد المحاولة واليأس.

انه يهتف بالرجال «وعاشروهن بالمعروف، فلن كرهتموهن، فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل اللّه فيه خيراً كثيراً» (النساء: 19)،

{ 429 }

فيميل بهم الى التريث والمصابرة حتى في حالة الكراهية.

فان تجاوز الامر مسألة الكره والحب، إلى النشوز والنفور، فليس الطلاق اول خاطر يهدي اليه الاسلام، بل لا بد من محاولة يقوم بها الآخرون وتوفيق يحاوله الخيّرون «وان خفتم شقاق بينهما، فابعثوا حكماً من أهله، وحكماً من أهلها، ان يريدا اصلاحاً يوفق اللّه بينهما. ان اللّه كان عليماً خبيراً» (النساء: 35) «وان امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو اعراضاً، فلا جناح عليهما ان يصلحا بينهما، والصلح خير» (النساء: 128). فان لم تجدِ هذه الوساطة فالأمر إذن جدّ، وهناك ما لا تستقيم معه هذه الحياة، وامساك الزوجين على هذا الوضع محاولة فاشلة، ويزيدها الضغط فشلاً. ومن الحكمة التسليم بالواقع وانهاء هذه الحياة - على كره من الاسلام - فان أبغض الحلال الى اللّه الطلاق.

ولعل هذه التفرقة تثير في نفس الزوجين رغبة جديدة لمعاودة الحياة فكثيراً ما نرى حسنات الشيء عندما نحرمه، والفرصة لم تضع، «الطلاق مرتان، فامساك بمعروف أو تسريح باحسان» (البقرة: 229) وهناك فترة العدة في حال الدخول بالزوجة، وعليه ان ينفق عليها في هذه الفترة ولا يقتر. وفي خلالها يجوز له - ان كان قد ندم - ان يراجع زوجه، وان يستأنفا حياتهما بلا أي إجراء جديد.

فان تركت مدة العدة تمضي دون مراجعة، ففي استطاعتهما ان يستأنفا هذه الحياة متى رغبا. ولكن بعقد جديد.

وتلك هي التجربة الأولى وهي تكشف لكلا الزوجين عن حقيقة

{ 430 }

عواطفهما، وعن جدية الاسباب التي انفصلا بسببها، فاذا تكررت هذه الاسباب، أو جدّ سواها، واندفع الزوج الى الطلاق مرة أخرى، فعندئذٍ لا تبقى سوى فرصة واحدة، هي الثالثة.

فاذا كانت الثالثة، فالعلة اذن عميقة والمحاولة غير مجدية، ومن الخير له ولها ان يجرب كل منهما طريقه، ومن الخير كذلك ان يتلقى الزوج - ان كان عابثاً - نتيجة عبثه أو تسرعه «فان طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجاً غيره» (البقرة: 230) (1).

فماذا ينقم الثرثارون على الاسلام بتشريع الطلاق؟ أيريدون إلغاءه وتحريمه، لتشيع المآسي في المجتمع الاسلامي، التي عاشتها الامم الكاثوليكية، التي حرمت الطلاق وحرمت تعدد الزوجات، مما اضطرهم الى اتخاذ العشيقات والاخدان، وتعسف مسالك الغواية والآثام الخلقية؟

* * *

_____________________

(1) نقل بتصرف واختصار عن كتاب السلام العالمي، لسيد قطب ص 64 - 67.

{ 431 }

حقوق الاقرباء

فضل الأقرباء:

الاقرباء: هم الاسرة التي ينتمي اليها الانسان، والدوحة التي تفرع منها وهم الصق الناس نسباً به، واشدهم عطفاً عليه، وأسرعهم الى نجدته ومواساته.

وقد وصفهم امير المؤمنين عليه السلام فقال: «ايها الناس انه لا يستغني الرجل وان كان ذا مال عن عشيرته، ودفاعهم عنه بأيديهم وألسنتهم، وهم أعظم الناس حيطة من ورائه، وألمّهم لشعثه، واعطفهم عليه عند نازلة اذا نزلت به»(1).

وأفضل الاقرباء واجدرهم بالاعجاب والثناء هم: المتحابون المتعاطفون المتآزرون على تحقيق أهدافهم ومصالحهم.

وكلما استشعر الارحام وتبادلوا مشاعر التضامن والتعاطف كانوا اعز قدراً، وامنع جانباً، وأشد قوة على مجابهة الأعداء ومعاناة الشدائد والازمات.

من أجل ذلك أولت الشريعة شؤون الاسرة عناية بالغة، ورعتها بالتنظيم والتوجيه لمكانتها الاجتماعية وازدهار حياته وأثرها في اصلاح المجتمع الاسلامي.

صلة الرحم:

وفي طليعة المبادئ الخلقية التي فرضتها الشريعة واكدت عليها صلة

_____________________

(1) نهج البلاغة.

{ 432 }

الأرحام، وهم (المتحدون في النسب) وإن تباعدت أواصر القربى بينهم وذلك بالتودد اليهم والعطف عليهم واسداء العون المادي لهم ودفع المكاره والشرور عنهم ومواساتهم في الافراح والاحزان.

واليك طرفاً من نصوص أهل البيت عليهم السلام في صلة الارحام ورعايتهم:

عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله:

«اوصي الشاهد من امتي والغائب منهم ومن في اصلاب الرجال وارحام النساء الى يوم القيامة ان يصل الرحم وان كان منه على مسيرة سنة فانّ ذلك من الدين»(1).

وعن علي بن الحسين عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: -

«من سره ان يمد اللّه في عمره، وان يبسط في رزقه، فليصل رحمه، فإنّ الرحم لها لسان يوم القيامة ذلق تقول: يا رب صل من وصلني واقطع من قطعني»(2).

وعن الرضا عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: -

«من ضمن لي واحدة ضمنت له أربعة: يصل رحمه، فيحبه اللّه تعالى،

_____________________

(1) الوافي ج 3 ص 93 عن الكافي.

(2) البحار، كتاب العشرة، ص 27 عن عيون أخبار الرضا وصحيفة الرضا عليه السلام.

{ 433 }

ويوسع عليه رزقه، ويزيد في عمره، ويدخله الجنة التي وعده»(1).

وقال ابو عبد اللّه عليه السلام: «ما نعلم شيئاً يزيد في العمر الا صلة الرحم، حتى أن الرجل يكون أجله ثلاث سنين، فيكون وصولاً للرحم، فيزيد اللّه في عمره ثلاثين سنة فيجعلها ثلاثاً وثلاثين سنة فيكون قاطعاً للرحم فينقصه اللّه تعالى ثلاثين سنة، ويجعل أجله الى ثلاث سنين»(2).

وقال عليه السلام:

«أن صلة الرحم والبر ليهونان الحساب، ويعصمان من الذنوب، فصلوا أرحامكم، وبرّوا باخوانكم ولو بحسن السلام وردّ الجواب»(4).

وقال ابو جعفر عليه السلام : -

«صلة الأرحام تزكي الأعمال، وتنمي الاموال، وتدفع البلوى، وتيسر الحساب، وتنسئ في الأجل»(5).

وعن أبي عبد اللّه عليه السلام: «أن رجلاً اتى النبي صلى اللّه عليه

_____________________

(1) الوافي ج 3 ص 94 عن الكافي.

(2) الوافي ج 3 ص 94 عن الكافي.

(3) الوافي ج 3 ص 94 عن الكافي.

(4) الوافي ج 3 ص 94 عن الكافي.

(5) الوافي ج 3 ص 94 عن الكافي.

{ 434 }

وآله فقال: يا رسول اللّه اهل بيتي أبوا الا توثباً عليّ وقطيعة لي وشتيمة فأرفضهم؟

قال صلى اللّه عليه وآله: اذاً يرفضكم اللّه جميعاً.

قال: فكيف اصنع؟

قال صلى اللّه عليه وآله: تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك، فانك اذا فعلت ذلك كان لك من اللّه عليهم ظهيراً»(1)

وقد احسن بعض الشعراء المتقدمين حيث قال:

وإن الذي بيني وبين بني أبي*** وبين بني عمي لمختلف جدا

فإن أكلوا لحمي وفرت لحومهم*** وان هدموا مجدي بنيت لهم مجدا

وإن ضيعوا غيبي حفظت غيوبهم*** وإن هم هووا عني هويت لهم رشدا

لهم جل مالي إن تتابع لي غنىً*** وإن قلّ مالي لم اكلفهم رفدا

خصائص صلة الرحم:

ولا غرابة ان نلمس في هذه النصوص قوة التركيز والتأكيد على صلة الرحم، وذلك لما تنطوي عليه من جليل الخصائص والمنافع.

فالأسرة الرحمية تضم عناصر وأفراداً متفاوتين حالاً واقداراً، فيهم الغني والفقير، والقوي والضعيف، والوجيه والخامل، وهي بأسرها فرداً وجماعة لاتستطيع ان تنال اماني العزة والمنعة والرخاء، وتجابه مشاكل

_____________________

(1) الوافي ج 3 ص 94 عن الكافي.

{ 435 }

الحياة ومناوأة الاعداء بجلد وثبات الا بالتضامن والتعاطف اللذين يشدان ازرها ويجعلانها جبهة متراصة لا تزعزعها أعاصير المشاكل والاحداث، ولا يستطيع مكابدتها الاعداء والحساد.

وقد جسد اكثم بن صيفي هذا الواقع في حكمته الشهيرة حيث:

«دعى ابناءه عند موته، فاستدعى اضمامة من السهام، فتقدم الى كل واحد منهم ان يكسرها فلم يقدر احد على كسرها.

ثم بددها فتقدم اليهم ان يكسروها فاستسلهوا كسرها، فقال:

كونوا مجتمعين ليعجز من ناوأكم عن كسركم كعجزكم عن كسرها مجتمعة، فانكم ان تفرقتم سهل كسركم وانشد:

كونوا جميعاً يا بني اذا اعترى*** خطب ولا تتفرقوا آحادا

تأبى القداح اذا اجتمعن تكسراً*** واذا افترقن تكسرت افرادا

هذا الى ما في صلة الرحم من جليل الخصائص والآثار التي اوضحتها النصوص السالفة.

فهي:

مدعاة لحب الاقرباء وعطفهم وايثارهم وموجبة لطيلة العمر، ووفرة المال، وزكاة الأعمال الصالحة ونحوها في الرصيد الاخروي، ومنجاة من صروف الاقدار والبلايا.

قطيعة الرحم:

وهي:

فعل ما يسخط الرحم ويؤذيه قولاً أو فعلاً، كسبه واغتيابه وهجره

{ 436 }

وقطع الصلات المادية وحرمانه من مشاعر العطف والحنان.

وتعتبر الشريعة الاسلامية قطيعة الرحم جرماً كبيراً وإثماً ماحقاً توعد عليها الكتاب والسنة.

قال تعالى: «فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم» (محمد: 22).

وقال سبحانه: «والذين ينقضون عهد اللّه من بعد ميثاقه، ويقطعون ما أمر اللّه به ان يوصل، ويفسدون في الارض أولئك هم الخاسرون».

(البقرة: 27)

وقال رسول اللّه (ص): «اربعة اسرع شيء عقوبة: رجل احسنت اليه فكافأك بالاحسان اساءة، ورجل لا تبغي عليه وهو يبغي عليك، ورجل عاهدته على امر فوفيت له وغدر بك، ورجل وصل قرابته فقطعوه»(1).

وعن ابي جعفر (ع) قال: في كتاب علي عليه السلام «ثلاث خصال لا يموت صاحبهن ابداً حتى يرى وبالهن: البغي، وقطيعة الرحم، واليمين الكاذبة يبارز اللّه بها.

وإن اعجل الطاعات ثواباً لصلة الرحم، وإن القوم ليكونون فجاراً فيتواصلون فتنمو اموالهم ويثرون، وإن اليمين الكاذبة وقطيعة الرحم لتذران الديار بلاقع من أهلها، وتثقل الرحم، وإن ثقل الرحم انقطاع النسل» (2).

_____________________

(1) الوافي ج 14 ص 47 من وصية النبي (ص) لعلي (ع).

(2) الوافي ج 3 ص ص 156 عن الكافي.

{ 437 }

وعن بعض اصحابنا عن ابي عبد اللّه (الصادق) عليه السلام قال: قلت له:

«إن اخوتي وبني عمي قد ضيقوا عليّ الدار والجأوني منها الى بيت ولو تكلمت اخذت ما في ايديهم .

قال: فقال لي: اصبر فان اللّه سيجعل لك فرجاً.

قال: فانصرفت، ووقع الوباء سنة (131 هجري) فماتوا واللّه كلهم فما بقي منهم احد.

قال: فخرجت فلما دخلت عليه قال:

ما حال اهل بيتك؟

قال: قلت: قد ماتوا واللّه كلهم فما بقي منهم احد.

فقال: هو بما صنعوا بك وبعقوقهم إياك وقطع رحمهم بتروا، اتحب انهم بقوا وانهم ضيقوا عليك، قال: قلت أي واللّه»(1).

وفي خبر شعيب العقرقوفي في دخول يعقوب المغزلي على موسى بن جعفر عليه السلام وقوله عليه السلام له: يا يعقوب قدمت امس ووقع بينك وبين اخيك شرفي موضع كذا وكذا حتى شتم بعضكم بعضاً، وليس هذا ديني ولا دين آبائي ولا نأمر بهذا احداً من الناس، فاتق اللّه وحده لا شريك له، فانكما ستفترقان بموت، اما إن أخاك سيموت في سفره قبل ان يصل الى اهله، وستندم انت على ما كان منك، وذلك أنكما تقاطعتما فبتر اللّه أعماركما.

فقال له الرجل: فانا جعلت فداك متى أجلي؟

_____________________

(1) سفينة البحار ج 1 ص 516 عن الكافي.

{ 438 }

فقال عليه السلام: أما إن اجلك قد حضر، حتى وصلت عمتك بما وصلتها به في منزل كذا وكذا فزيد في أجلك عشرون.

قال شعيب: فأخبرني الرجل ولقيته حاجاً أن أخاه لم يصل الى اهله حتى دفنه في الطريق»(1).

مساوئ قطيعة الرحم:

ونستنتج من هذه النصوص أن لقطيعة الرحم مغبة سيئة وآثاراً خطيرة تنذر القاطع وتعاجله بالفناء، وقصف الاعمار، ومحق الديار، والخسران المبين في دينه ودنياه.

_____________________

(1) سفينة البحار ج 1 ص 516 عن الكافي.



حقوق الاصدقاء

فضل الاصدقاء

الانسان مدني بالطبع، لا يستطيع اعتزال الناس والانفراد عنهم، لأن اعتزالهم باعث على استشعار الغربة والوحشة والاحساس بالوهن والخذلان أزاء طوارئ الاحداث وملمات الزمان.

من اجل ذلك كان الانسان توّاقاً الى اتخاذ الخلان والاصدقاء، ليكونوا له سنداً وسلواناً، يسرون عنه الهموم ويخففون عنه المتاعب، ويشاطرونه السراء والضراء.

وقد تضافرت دلائل العقل والنقل على فضل الاصدقاء والترغيب فيهم، واليك طرفاً منها:

قال أمير المؤمنين عليه السلام في حديث له: «عليك باخوان الصدق، فأكثر من اكتسابهم، فانهم عدة عند الرخاء، وجنة عند البلاء»(1).

وقال الصادق عليه السلام: «لقد عظمت منزلة الصديق حتى أن أهل النار يستغيثون به ويدعونه قبل القريب الحميم.

قال اللّه سبحانه مخبراً عنهم: «فما لنا من شافعين ولا صديق

_____________________

(1) البحار كتاب العشرة ص 51 عن امالي الشيخ الصدوق.

{ 440 }

حميم»(1) (الشعراء - 100 - 101).

وقال بعض الحكماء:

إن إخوان الصدق هم خير مكاسب الدنيا، زينة في الرخاء، وعدة في الشدة، ومعونة على خير المعاش والمعاد.

وقيل الحكيم: أيما احب اليك، أخوك أم صديقك؟

فقال: إنما احب أخي اذا كان صديقاً لي.

واقع الصداقة والاصدقاء:

قد يحسب الناس أن الصديق هو من يحسن مجاملتهم ويظهر البشاشة والتودد اليهم، ويعتبرونه خلاً وفياً وصديقاً حميماً، فاذا اختبروا في واقعة اسفر عن صديق مزيف، وخل مخادع عاطل من خلال الصداقة الحقة وواقعها الاصيل.

ومن هنا كثرت شكايات الادباء قديماً وحديثاً من تنكر الاصدقاء وجفائهم وخذلانهم رغم ما يكنونه لهم من حب واخلاص.

واغلب الظن أن سبب تلك المأساة امران:

الأول: الجهل بواقع الصداقة والاصدقاء وعدم التمييز بين خصائص وخلال الواقعيين من المزيفين منهم.

الثاني: اتصاف اغلب الاصدقاء بنقاط الضعف الشائعة في الاوساط

_____________________

(1) البحار كتاب العشرة ص 51 عن امالي ابن الشيخ الطوسي.

{ 441 }

الاجتماعية من التلون والخداع وعدم الوفاء التي سرعان ما يكشفهما محك الاختبار. وقد أوضح امير المؤمنين عليه السلام واقع الاصدقاء وابعاد صداقتهم فيما رواه ابو جعفر الباقر عليه السلام فقال:

«قام رجل بالبصرة الى امير المؤمنين عليه السلام فقال:

يا أمير المؤمنين اخبرنا عن الاخوان.

فقال عليه السلام: الاخوان صنفان: اخوان الثقة، واخوان المكاشرة.

فأما اخوان الثقة: فهم الكف والجناح، والاهل والمال، فاذا كنت من اخيك على حد الثقة، فابذل له مالك، وبدنك، وصاف من صافاه وعاد من عاداه، واكتم سره وعيبه، واظهر منه الحسن، واعلم ايها السائل انهم أقل من الكبريت الأحمر.

واما اخوان المكاشرة: فانك تصيب لذتك منهم، فلاتقطعن ذلك منهم، ولا تطلبن ما وراء ذلك من ضميرهم، وابذل لهم ما بذلوا لك من طلاقة الوجه، وحلاوة اللسان»(1).

وقال الصادق عليه السلام: «لا تكون الصداقة إلا بحدودها، فمن كانت فيه هذه الحدود أو شيء منها فانسبه الى الصداقة، ومن لم يكن فيه شيء منها، فلا تنسبه الى شيء من الصداقة:

فأولها: ان تكون سريرته وعلانيته لك واحدة.

والثانية: ان يرى زينك زينه وشينك شينه.

والثالثة: ان لا تغيره عليك ولاية ولا مال.

_____________________

(1) الوافي ج 3 ص 104 عن الكافي

{ 442 }

والرابعة: ان لا يمنعك شيئاً تناله مقدرته.

والخامسة: وهي تجمع هذه الخصال ان لا يسلمك عند النكبات»(1).

وقال بعض الحكماء: المودات ثلاث:

مودة في اللّه عز وجل لغير رغبة ولا رهبة، فهي التي لا يشوبها غدر ولا خيانة.

ومودة مقه ومعاشره، ومودة رغبة أو رهبة.

وهي: شر المودات، واسرعها انتقاضاً.

وقال مهيار الديلمي:

ما أنا من صبغة ايامكم*** ولا الذي ان قلبوه انقلبا

ولا ابن وجهين المّ حاضراً*** من الصديق وألوم الغيبا

قلبي للاخوان شطوا او دنوا*** وللهوى ساعف دهر او نبا

من عاذري من متلاش كلما*** اذنب يوماً وعذرت أذنبا

يضحك في وجهي ملء فمه*** وإن اغب وذكر اسمي قطبا

يطير لي حمامة فان رأى*** خصاصة دب ورائي عقربا

ما اكثر الناس وما اقلهم*** وما اقل في القليل النجبا

اختيار الصديق:

للصديق اثر بالغ في حياة صديقه وتكييفه فكرياً وأخلاقياً، لما طبع

_____________________

(1) الوافي ج 3 ص 104 عن الكافي.

{ 443 }

عليه الانسان من سرعة التأثر والانفعال بالقرناء والاخلاء، ما يحفزه على محاكاتهم والاقتباس من طباعهم ونزعاتهم.

من اجل ذلك كان التجاوب قوياً بين الاصدقاء، وكانت صفاتهم سريعة العدوى والانتقال، تنشر مفاهيم الخير والصلاح تارة، ومفاهيم الشر والفساد اخرى، تبعاً لخصائصهم وطبائعهم الكريمة او الذميمة، وان كانت عدوى الرذائل اسرع انتقالاً واكثر شيوعاً من عدوى الفضائل.

فالصديق الصالح: رائد خير، وداعية هدى، يهدي الى الرشد والصلاح.

والصديق الفاسد: رائد شر، وداعية ضلال، يقود الى الغي والفساد. وكم انحرف اشخاص كانوا مثاليين هدياً وسلوكا، وضلوا في متاهات الغواية والفساد، لتأثرهم بالقرناء والاخلاء المنحرفين.

وهذا ما يحتم على كل عاقل ان يتحفظ في اختيار الاصدقاء، ويصطفي منهم من تحلى بالخلق المرضي والسمعة الطيبة والسلوك الحميد.

خلال الصديق المثالي:

واهم تلك الخلال وألزمها فيه هي:

1 - ان يكون عاقلاً لبيباً مبرءاً من الحمق. فان الاحمق ذميم العشرة مقيت الصحبة، مجحف بالصديق، وربما اراد نفعه فأضره واساء اليه لسوء تصرفه وفرط حماقته، كما وصفه امير المؤمنين (ع) في حديث له فقال:

«وأما الاحمق فانه لا يشير عليك بخير ولا يرجى لصرف السوء

{ 444 }

عنك ولو اجهد نفسه، وربما اراد منفعتك فضرك، فموته خير من حياته وسكوته خير من نطقه، وبعده خير من قربه»(1).

2 - ان يكون الصديق متحلياً بالايمان والصلاح وحسن الخلق، فإن لم يتحل بذلك كان تافهاً منحرفاً يوشك ان يغوي اخلاءه بضلاله وانحرافه.

انظر كيف يصور القرآن ندم النادمين على مخادنة الغاوين والمضللين وأسفهم ولوعتهم على ذلك:

«ويوم يَعضّ الظالم على يديه يقول: يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا، يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلاناً خليلا، لقد اضلني عن الذكر بعد اذ جاءني وكان الشيطان للانسان خذولا» (الفرقان: 27 - 29).

وعن الصادق عليه السلام عن آبائه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله:

«المرء على دين خليله، فلينظر احدكم من يخالل» (2).

وعن ابي جعفر عليه السلام عن ابيه عن جده عليه السلام قال:

قال امير المؤمنين عليه السلام: «مجالسة الاشرار تورث سوء الظن بالأخيار، ومجالسة الاخيار تلحق الاشرار بالاخيار، ومجالسة الابرار للفجار تلحق الابرار بالفجار، فمن اشتبه عليكم امره، ولم تعرفوا دينه، فانظروا الى خلطائه، فان كانوا اهل دين اللّه، فهو على دين اللّه، وان كانوا على

_____________________

(1) البحار. كتاب العشرة. ص 56 عن الكافي.

(2) البحار. كتاب العشرة. ص 52 عن امالي ابي علي ابن الشيخ الطوسي.

{ 445 }

غير دين اللّه فلا حظّ له من دين اللّه، ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله كان يقول:

من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فلا يؤاخين كافراً، ولا يخالطن فاجراً، ومن آخى كافراً، أو خالط فاجراً كان كافراً فاجراً»(1).

وهكذا يحذر اهل البيت عليهم السلام عن مخادنة انماط من الرجال اتسموا بأخلاق ذميمة وسجايا هابطة باعثة على النفرة وسوء الخلة.

وعن أبي عبد اللّه عن ابيه عليهما السلام قال: قال لي ابي علي بن الحسين عليه السلام:

«يا بني انظر خمسة فلا تصاحبهم، ولا تحادثهم، ولا ترافقهم، فقلت: يا ابه من هم عرفنيهم. قال:

اياك ومصاحبة الكذّاب فإنه بمنزلة السراب يقرب لك البعيد ويبعد لك القريب.

واياك ومصاحبة الفاسق فانه بايعك بأكلة او اقل من ذلك.

واياك من مصاحبة البخيل فانه يخذلك في ماله احوج ما تكون اليه.

واياك ومصاحبة الاحمق فانه يريد ان ينفعك فيضرك.

واياك ومصاحبة القاطع لرحمه فاني وجدته ملعوناً في كتاب اللّه عز وجل في ثلاث مواضع... الخبر»(2).

_____________________

(1) البحار. كتاب العشرة. ص 53 عن كتاب صفات الشيعة للصدوق.

(2) الوافي ج 3 ص 105 عن الكافي.

{ 446 }

وقال ابو العتاهية:

اصحب ذو العقل وأهل الدين*** فالمرء منسوب الى القرين

وقال ابو نؤاس:

ولقد نهزت مع الغواة بدلوهم*** واسمت سرح اللهو حيث أساموا

وبلغت ما بلغ امرؤ بشبابه*** فاذا عصارة كل ذاك أثام

3 - ان يكون بين الصديقين تجاوب عاطفي ورغبة متبادلة في الحب والمؤاخاة، فذلك اثبت للمودة وأوثق لعرى الاخاء، فان تلاشت في احدهما نوازع الحب والخلة وهت علاقة الصداقة وغدا المجفو منها الحريص على توثيقها عرضة للنقد والازدراء.

قال امير المؤمنين عليه السلام: «زهدك في راغب فيك نقصان عقل (حظ) ورغبتك في زاهد فيك ذل نفس» (1).

وقال الشهيد الأول رحمه الله:

غنينا بنا عن كل من لا يريدنا*** وان كثرت أوصافه ونعوته

ومن صدّ عنا حسبه الصدّ والقلا*** ومن فاتنا يكفيه أنّا نفوته

وقال الطغرائي:

جامل اخاك اذا استربت بودّه*** وانظر به عقب الزمان العائد

فان استمر به الفساد فخلّه*** فالعضو يقطع للفساد الزائد

_____________________

(1) نهج البلاغة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://morth.forumarabia.com
 
المساواة بين الرجل والمرأة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الرجل الحكيم
» ماذا يريد الرجل من المراة
» فائدة لتحير الرجل حتى يرجع إلى زوجته خاضعا طائعا
» في أنه عجل الله تعالى فرجه يبني في ظهر الكوفة مسجدا له ألف باب ويتصل بيوت الكوفة بنهر كربلا وبالحيرة ، ويعمر الرجل في ملكه حتى يولد له ألف ذكر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السيد مرتضى الموسوي الروحاني رقم الجوال009647806835991 :: قسم الاخلاق الاسلامية وحقيقتها-
انتقل الى: