دفاعا عن سيد الأنبياء نفشي شيئا من سر النساء

. م .د اسراء عريبي فدعم
غالبا ما ينتهي العلماء بعد اكتشافاتهم بمقولة :إن ما توصلوا إليه قشة تتلاعب بها الريح في يوم عاصف ، فعلم باطن الأرض لم يزل في رحم الغيب ، وغيابات الفضاء طلسم لم يقرأ سطره ، والبحر كائن عجيب علمه بقدر قطره ، والعقل البشري محدود بعلم الله خالق الوجود ، فمهما سودنا من صحف العلم نبقى معتكفين على الدرس ، والمرأة كائن من المخلوقات التي حار في فهمها نصفها الآخر ، وهي متكتمة على أسرارها تأبى على أكبر علماء النفس فهما لها ، وقد اقتضى المقام هنا أن نكشف عن بعض ما سترناه من أسرار النساء ، وذلك لضرورة ملحة ، وقضية سمحة ، ومسألة طال السجال عليها وكثر الزلل فيها ، ودار القيل والقال حولها ، قضية طمع فيها المفسدون من الحاقدين على الإسلام والدين ، فإذا قلتم طال المقال ولم تبيني لنا القضية في الحال ، قلت : ما ذكرناه إيجازا في مقام الإطناب لعسر قضيتنا ، ولسمو هدفنا ، ولأننا بصدد الدفاع عن سيد ليس ككل السادة ، وبشر ليس ككل البشر ، فالقضية عامة تخص إنسان ، بل سيد الأنس والجان بإقرار ربنا الرحمن ، ألا وهي تعدد الزوجات ، وهنا لا نناقش مسألة سبب التعدد بل نطرح سرا نسائيا يفسر سبب حد العدد بالأربع وليس بأقل أو أكثر ، ومن ثم نجيب لم سيد البشر كان من حقه العدد الأكثر ، فالله الذي خلق النفس فسواها وألهمها فجورها وتقواها ، يعلم نوازعها وهواها ، وسر مبتدأها ومنتهاها ، قضى بحق الرجل بزواجه من أربع ، وقضى للحبيب المصطفى سيد البشر بأكثر من هذا العدد .فإذا تساءلنا لم هذا ؟ ، نقـــــــــــول _والله أعلم بالأمور _:إن المرأة لا تنماز عن الرجل في اللب أو الذكاء ، بل لها لونها الفكري الخاص ، ومسرب عقلها لا يمكن الولوج إليه إلا من ملك مفتاح أسلوب تفكيرها ، ففكرها يم لجي لا يبحر فيه أحد إلا من ملك أسباب الغوص فيه، لذا قد ينجح الرجل في امتلاك هذه المفاتيح الأربع أي لأربع من النساء لكن ليس أكثر من هذا، فلا خامس أبدا ، وإذا أراد امتلاك المزيد فشل فشلا أكيد ، ففسلجة عقله جبلت على هذا الحال ، وتفكيره لا يرتقي إلى أعلى من هذا العدد، وهذه حقيقة أقرها رب الأرباب ، الذي إليه المآب ، في
كتابه العزيز :"مثنى وثلاث ورباع ". فالرجل عليه أن يتواصل فكريا مع زوجاته مدى الحياة وقدراته يقف حدها عند أربع نساء.
2

وهذا التواصل الفكري المحدود مع الأربع يؤده ويقويه ويسنده فيقيمه بفهم آخر لينجح في الجمع بين الأربع ، وهو الفهم العاطفي ، فالمرأة لها أطياف من العاطفة، تتغاير لتتمايز بين واحدة وأخرى ، والرجل لا يفهم أكثر من أربع نساء فهما عاطفيا يمتد العمر كله ، ولا يقدر على التعامل مع هذا الطيف العاطفي والألوان النفسية إلا مع عدد محدود ، حده الله مبدع النفس وخالقها والعالم بما يعتورها من خلجات ، وما تطيق من نزعات ، وما تقدر عليه من ملمات ، لذا عاطفة الرجل وفهمه لنفسية المرأة لا يمكن أن يتوزع على أكثر من هذا العدد لينجح في حياته ، ولأن الحبيب صلى الله عليه وسلم سيد البشر أمتلك متفردا عن الناس قدرات الفهم العقلي المتنوع ، وملك مقاليد إدراك الإحساس العاطفي المتموج داخل النفس البشرية وهذا الامتلاك من متطلبات الدعوة وأداة من أدوات التواصل الحتمي بين الرسول النبي صلى الله عليه واله وسلم و البشر جميعهم فهو يخاطب جميع العقول ويتعامل مع جميع النفسيات ، لذا فهو ملك مقاليد التفكير البشري ، ولآن له فطاوعه اللون العاطفي الإنساني بجنسيه ذكوره وإناثه، لذا أطلق الله له عدد الزوجات ولم يحده ؛ لأن ما جمع فيه من قدرات لا تهن بتفرقها على الزوجات ، ففهمه لهن لا يزن مثقال بعوضة في تواصله البشري عقلا وعاطفة ، ولا يزل به إلى النصب والتعب ، وهذه الحقيقة شمس ساطعة وبديهية مانعة تسد سبيل التطاول على النبي صلى الله عليه وسلم ، ووصمه بالمزواج فتلقم المتجاوز حجرا ، وتقذفه سجرا وتبصره حسرا ، فما كثرة الزوجـات (أمهات المؤمنين ) إلا آية نستشف منها صدق نبوة محمد صلى الله عليه واله وسلم ، وبرهان مبين على قدرة هذا الرجل العظيم ، في التواصل الإنساني والتفرد البشري في معرفة مكنونات النفس ، وهذه المعرفة مقرورة بعلم الله، يقول سيد البشر صلى الله عليه واله وسلم :" أدبني ربي فأحسن تأديبي "، فكان أدب الرب يشمل ما ضم من صفات بشرية للرسول صلى الله عليه واله وسلم ، فقد تزوج بأمهات المؤمنين لأسباب معروفة ، فما قلاه الهدوء النفسي ، ولا ودعه الاطمئنان كما يودع بعض الرجال بسبب مشاكل الحياة الناتجة من تعدد الزوجات .والله أعلم

» نقوش خواتم الأنبياء
» : كتاب دعاء الأنبياء والصالحين - محمد متولي الشعراوي
» غرائب النساء
» بشائرُ الأنبياء السابقين بنبيّنا صلّى الله عليه وآله(2)
» خطبتها لقوم غصبوا حق زوجها وهامش بطلان دعوى عدم توريث الأنبياء عليهم السلام