السيد مرتضى الموسوي الروحاني رقم الجوال009647806835991
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

السيد مرتضى الموسوي الروحاني رقم الجوال009647806835991

السيد الرضوي الموسوي الروحاني للعلاج الروحاني العالم الروحاني للكشف الروحاني هاتف 07806835991
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
السيد المقدس مرتضى الموسوي الروحاني المعالج الروحاني لجلب الحبيب من العراق الاتصال07806835991 ومن خارج العراق 009647806835991
السيدمرتضى الموسوي الروحاني المعالج بالقران وسنة رسوله الكريم العالم الروحاني الذي تميز عن غيره بالصدق والمنطق والعمل الصحيح المعالج الروحاني على مستوى العالم العربي والغربي العالم بالعلوم الفوق الطبيعه السيد الاجل الذي دل صدقه وكلامه على العالم بفضل الله ومنه ورحمته علينا وعليه المعالج الباب الاول لكل ما يطلب منه تجده بأذن الله ومشئيته سبحانه بين يديك ببركة الاولياء والانبياء واسرارهم
العالم الروحاني السيد الرضوي الموسوي للكشف الروحاني عن كل ما يطلب منه بأذن الله ولعلاج الحالات المرضيه الروحيه والنفسيه وفك السحر وابطاله وفتح النصيب واعمال المحبة كله من كتاب الله الكريم واسراررب العالمين تجده في الموقع الرضوي العالم الروحاني للكشف وللعلاج ولاي مقصد اتصل على الرقم اذا كنت من خارج العراق009647806835991 أومن داخل العراق07806835991 او راسلنا على الاميل الالكتروني morthadh86@yahoo.com العالم الروحاني الذي شاع صيته في البلدان بصدقه ونورعمله وعلوا مرتبته العالم الروحاني السيد الرضوي الموسوي العالم الروحاني المتواضع في العمل وتزكيته معكم الموقع الشخصي للعالم الروحاني السيد الرضوي الموسوي والله يشهد انه لمن الصادقين https://morth.forumarabia.com

 

 الحقوق الزوجية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد الله السائر الى الله
المديرالعام للمنتدى



عدد المساهمات : 1869
تاريخ التسجيل : 25/02/2012

الحقوق الزوجية Empty
مُساهمةموضوع: الحقوق الزوجية   الحقوق الزوجية Icon_minitimeالسبت أغسطس 04, 2012 11:10 am

الزواج: هو الرابطة الشرعية المقدسة، وشركة الحياة بين الزوجين. شرعّه اللّه عز وجل لحفظ النوع البشري وتكاثره، وعمران الأرض وازدهار الحياة فيها.

وقد رغبت فيه الشريعة الاسلامية وحرّضت عليه كتاباً وسنةً:

قال تعالى: «وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وامائكم، ان يكونوا فقراء يغنهم اللّه من فضله، واللّه واسع عليم» (النور: 32).

وقال سبحانه: «ومن آياته ان خلق لكم من أنفسكم أزواجاً، لتسكنوا اليها، وجعل بينكم مودة ورحمة، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون» (الروم:21).

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: «ما بني بناء في الاسلام أحب الى اللّه من التزويج»(1).

وعن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: «من تزوج أحرز نصف دينه، فليتق اللّه في النصف الآخر»(2).

وقال صلى اللّه عليه وآله: «النكاح سنتي، فمن رغب عن سنتي، فليس مني»(3).

_____________________

(1) الوافي ج 12 ص 11، عن الفقيه.

(2) الوافي ج 12 ص 11، عن الكافي.

(3) البحار م 23 ص 51، عن مكارم الأخلاق للطبرسي.

{ 367 }

وعن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: «تزوجوا فاني مكاثر بكم الأمم غداً يوم القيامة، حتى أنّ السقط يجيء محبنطئاً على باب الجنة، فيقال له أدخل، فيقول: لا حتى يدخل أبواي قبلي»(1).

وعن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: «ركعتان يصليهما المتزوج أفضل من سبعين ركعة يصليها أعزب»(2).

وقال النبي صلى اللّه عليه وآله: «لركعتان يصليهما متزوج، أفضل من رجل عزب يقوم ليله ويصوم نهاره»(3).

وقال صلى اللّه عليه وآله: « رذاّل موتاكم العزاب»(4).

1 - فوائد الزواج:

ولا عجب أن تؤكد هذه النصوص على الزواج تأكيدها الملحّ، وتحرض عليه بالترغيب تارة والترهيب أخرى، لما ينطوي عليه من صنوف الخصائص والمنافع:

1 - فمن خصائصه: أنه الوسيلة الوحيدة لكسب الذرية الطيبة،

_____________________

(1) الوافي ج 12 ص 11، عن الفقيه، (المحبنطئ: المغتاظ).

(2) الوافي ج 12 ص 11، عن الفقيه والكافي.

(3) الوافي ج 12 ص 11، عن الفقيه.

(4) الوافي ج 12 ص 11، عن الفقيه.

{ 368 }

والأبناء الصلحاء، وهم زينة الحياة الدنيا، وأعز ذخائرها، وألذ متعها وأشواقها، بهم يستشعر الآباء العزة والمتعة، وامتداد الحياة، وطيب الذكر، وحسن المكافأة، وجزيل الأجر عند اللّه عز وجل، كما أوضحته النصوص السالفة في فضل الولد الصالح.

2 - ومن منافع الزواج:

انه باعث على عفة المتزوج وحصانته ضدّ الفجور والآثام الجنسية، وهذا ما عناه النبي صلى اللّه عليه وآله بقوله: «من تزوج أحرز نصف دينه، فليتق الّله في النصف الآخر».

من أجل ذلك كان عقاب الزاني المحصن رجماً بالحجارة حتى الموت، لتحصّنه بالزواج، واستهتاره بقدسية الأعراض وكرامتها المصونة.

3 - ومن آثار الزواج:

أنه من دواعي رغد العيش، وسكينة النفس، وراحة الضمير والوجدان. ذلك أن الرجل كثيراً ما يعاني أزمات الحياة، ومتاعب الكفاح في سبيل العيش، فيجد في ظلاله زوجته الحبيبة المخلصة من حسن الرعاية ولطف المؤانسة، ورقة الحنان، ما يخفف عناءه ويسري عنه الكثير من المتاعب والهموم، «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا اليها،

{ 369 }

وجعل بينكم مودة ورحمة».

وعن أبي عبد اللّه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: «ما استفاد امرؤ مسلم فائدة بعد الاسلام أفضل من زوجة مسلمة، تسرّه اذا نظر اليها، وتطيعه اذا أمرها، وتحفظه اذا غاب عنها في نفسها وماله»(1).

السعادة الزوجية:

ومن الثابت أن العسادة الزوجية لا تتحقق، ولا ينال الزوجان ما يصبوان اليه من رغد وهناء، الا اذا أحسن كل منهما اختيار صاحبه، وشريك حياته، واصطفاه على ضوء القيم الأصيلة والمقاييس الثابتة، التي من شأنها أن توثق الروابط الزوجية، وتنشر السعادة والسلام في ربوع الحياة الزوجية. كما أن سوء الاختيار كثيراً ما يعرضها للفشل والاخفاق.

وقد عالج أهل البيت عليهم السلام هذا الجانب الموضوعي من حياة الناس، فأوضحوا محاسن ومساوئ كلٍّ من الرجل والمرأة، ليكون كل منهما على بصيرة من اختيار زوجه وشريك حياته.

الزوج المثالي:

والزوج المثالي: هو الرجل الكفوء الذي تسعد المرأة في ظلاله،

_____________________

(1) الوافي ج 12 ص 16، عن الكافي والفقيه.

{ 370 }

وتنعم بحياة زوجية هانئة.

فليست الكفاءة كما يتوهمها غالب الناس - منوطة بالزخارف المادية فحسب، كالقصر الفخم، أو السيارة الفارهة، أو الرصيد المالي الضخم.

وليست هي كذلك منوطة بالشهادة العالية، او الوظيفة المرموقة، أو الحسب الرفيع.

وفقد تتوفر هذه الخلال في الرجل، وهي رغم ذلك لا تحقق سعادة الزوجة وأمانيها في الحياة، كما أعربت عن ذلك زوجة معاوية، وقد سئمت في كنفه مظاهر الترف والبذخ والسلطان والثراء، وحنّت الى فتى أحلامها، وان كان خلواً من كل ذلك:

لبيت تخفق الأرواح فيه*** أحبّ اليّ من قصر منيف

ولبس عباءة وتقر عيني*** أحبّ إليّ من لبس الشفوف

وخرق من بني عمي نجيب*** أحب إلي من علج عنيف

فالكفاءة الحقة، هي مزيج من عناصر ثلاث: التمسك بالدين، والتحلي بحسن الخلق، والقدرة على اعالة الزوجة ورعايتها مادياً وأدبياً. وبذلك يغدو الرجل كفئاً وزوجاً مثالياً في عرف الاسلام.

فعن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: «اذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه، فزوجوه، إن لا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير»(1).

وقال الصادق عليه السلام: «الكفوء أن يكون عفيفاً وعنده يسار»(2).

_____________________

(1) الوافي ج 12 ص 17، عن الكافي.

(2) الوافي ج 12 ص 18 عن الكافي والفقيه والتهذيب.

{ 371 }

لذلك كان مكروهاً في الشريعة الاسلامية تزويج الفاسق، وشارب الخمر، والمخنث، وسيئ الخلق. ونحوهم ممن لا يوثق بدينه وأخلاقه.

الزوجة المثالثة:

والزوجة المثالية: هي المتحلية بالايمان، والعفاف، وكرم الأصل، وجمال الخَلق والخُلق، وحسن العشرة مع زوجها.

وقد صورت نصوص أهل البيت عليهم السلام خصائص النساء، وصفاتهن الكريمة والذميمة، لتكون علامة فارقة بين الزوجة المثالية وغيرها.

عن جابر بن عبد اللّه قال: كنّا عند النبي صلى اللّه عليه وآله فقال: «ان خير نسائكم الولود، الودود، العفيفة، العزيزة في أهلها، الذليلة مع بعلها، المتبرجة مع زوجها، الحصان على غيره، التي تسمع قوله وتطيع أمره، واذا خلا بها بذلت له ما يريد منها، ولم تبذل كتبذل الرجل».

ثم قال: «ألا أخبركم بشرار نسائكم؟ الذليلة في أهلها، العزيزة مع بعلها، العقيم الحقود، التي لا تورع من قبيح، المتبرجة اذا غاب عنها بعلها، الحصان معه اذا حضر، لا تسمع قوله، ولا تطيع أمره، واذا خلا بها بعلها تمنعت منه، كما تمنع الصعبة من ركوبها، ولا تقبل له عذراً ولا تغفر له ذنباً»(1).

وعن ابي عبد اللّه عليه السلام عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال:

_____________________

(1) الوافي ج 12 ص 14، عن الكافي والتهذيب.

{ 372 }

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: «أفضل نساء أمتي أصبحهن وجهاً وأقلهن مهراً»(1).

وعن ابي جعفر عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: «من تزوج امرأة لا يتزوجها الا لجمالها لم ير فيها ما يحب، ومن تزوجها لمالها لا يتزوجها الا له وكله اللّه اليه، فعليكن بذات الدين»(2).

وقام النبي صلى اللّه عليه وآله خطيباً فقال: أيها الناس، إياكم وخضراء الدمن. قيل يا رسول اللّه: وما خضراء الدمن؟ قال: المرأة الحسناء في منبت السوء(3).

وقد نهى الحديث عن تزوّج المرأة الوضيئة الحسناء اذا كانت من أسرة مغموزة في عفتها ونجابتها.

رعاية الحقوق:

والزوجان بعد هذا لا يكسبان السعادة الزوجية والهناء العائلي، الا برعاية كل منهما حقوق الآخر واداء واجباته، جرياً على قانون الأخذ والعطاء. وبذلك ينعمان بحياة سعيدة، آمنة من مثيرات النكد والتنغيص.

وقد أولت الشريعة الاسلامية الحياة الزوجية عناية بالغةً، بصفتها

_____________________

(1) الوافي ج 12 ص 15، عن الكافي والفقيه.

(2) الوافي ج 12 ص 13، عن التهذيب.

(3) الوافي ج 12 ص 12، عن الكافي والفقيه.

{ 373 }

الخلية الأولى من خلايا المجتمع الكبير، ورعتها بالتنظيم والتوجيه، وقررت الحقوق المشتركة بين الزوجين، والحقوق الخاصة بكل منهما على انفراد.

فالحقوق المشتركة التي يجدر تبادلها بين الزوجين، هي: الاخلاص، الثقة، الأمانة، التعاطف، والتآزر. وهذه هي عناصر الحياة الزوجية الناجحة، ومقوماتها الأصيلة.

وأما الحقوق الخاصة فسنعرضها في مطاوي هذا البحث:



حقوق الزوج

للزوج حقوق على زوجه بحكم رعايته لها وقوامته عليها، وهي:

1 - الطاعة:

وهي أول متطلبات الزوج وحقوقه المفروضة على زوجه. فهي مسؤولة عن طاعته وتلبية رغباته المشروعة، ومفاداة كل ما يسيئه ويغيظه، كالخروج من الدار بغير رضاه، والتبذير في ماله، وإهمال وظائفها المنزلية، ونحو ذلك مما يعرض الحياة الزوجية لأخطار التباغض والفرقة.

فعن أبي جعفر عليه السلام قال: جاءت امرأة الى النبي صلى اللّه عليه وآله فقالت: يا رسول اللّه، ما حق الزوج على المرأة؟ فقال لها: أن تطيعه ولاتعصيه، ولا تصدق من بيته الا باذنه، ولا تصوم طوعاً

{ 374 }

الا باذنه، ولا تمنعه نفسها وان كانت على ظهر قتب، ولا تخرج من بيتها الا باذنه، وإن خرجت بغير اذنه لعنتها ملائكة السماء وملائكة الارض، وملائكة الغضب وملائكة الرحمة حتى ترجع الى بيتها.

فقالت: يا رسول اللّه من أعظم الناس حقاً على الرجل؟

قال: والده.

قالت: فمن أعظم الناس حقاً على المرأة؟

قال: زوجها...»(1).

وعن ابي عبد اللّه عليه السلام قال: إن رجلاً من الأنصار على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله، خرج في بعض حوائجه. فعهد الى امرأته عهداً ان لاتخرج من بيتها حتى يقدم.

قال: وان أباها مرض، فبعثت المرأة الى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله فقالت: ان زوجي خرج وعهد اليّ أن لا أخرج من بيتي حتى يقدم، وان ابي قد مرض، فتأمرني ان أعوده؟

فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: لا، اجلسي في بيتك واطيعي زوجك.

قال: فثقل، فأرسلت اليه ثانياً بذلك، فقالت: فتأمرني أن أعوده؟

فقال: اجلسي في بيتك واطيعي زوجك.

قال: فمات ابوها، فبعثت اليه إن أبي قد مات، فتأمرني أن أصلي عليه؟

_____________________

(1) الوافي ج 12 ص 114، عن الكافي والفقيه.

{ 375 }

فقال: لا، اجلسي في بيتك واطيعي زوجك.

قال: فدفن الرجل، فبعث اليها رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: ان اللّه تعالى قد غفر لك ولأبيك بطاعتك لزوجك(1).

وقال ابو عبد اللّه عليه السلام: أيّما امرأة باتت وزوجها عليها ساخط في حق، لم تقبل منها صلاة حتى يرضى عنها(2).

2 - المداراة:

وعلى الزوجة ان تحيط زوجها بحسن العشرة، وجميل الرعاية، ولطف المداراة، وذلك بتفقد شؤونه، وتوفير وسائل راحته النفسية والجسمية، وحسن التدبير المنزلي، ورعاية عياله، ليستشعر منها العطف والولاء، وتغدو الزوجة بذلك حظية عند زوجها، أثيرة لديه، يبادلها الحب والاخلاص. وتكون الى ذلك قدوة حسنة لأبنائها، يستلهمون منها كريم الأخلاق وحسن الأدب.

ومن اهم صور المداراة ان تتفادى المرأة جهدها، عن ارهاق زوجها بالتكاليف الباهضة، والمآرب التي تنوء بها امكاناته الاقتصادية، فذلك مما يسبب إرباكه واغتمامه، ومن ثم يستثير سخطه ونفاره من زوجته.

_____________________

(1) الوافي ج 12 ص 115، عن الكافي.

(2) الوافي ج 12 ص 114، عن الكافي والفقيه.

{ 376 }

فعن ابي ابراهيم عليه السلام قال: «جهاد المرأة حسن التبعل»(1).

ولا ريب ان حسن تبعل الزوجة وكرم أخلاقها، يشدّ ازر الزوج، ويرفع معنوياته، ويمده بطاقات جسمية ونفسية ضخمة، تضاعف من قدرته على مواصلة الكفاح والجهاد في سبيل العيش، ويزيده قوة وصلابة على معاناة الشدائد والازمات، كما أن شراستها وتمردها يوهن كيانه، ويضعف طاقته، ويهرمه قبل أوان الهرم، وفي التاريخ دلائل وشواهد على ذلك.

منها: قصة الاخوة الثلاثة من بني غنّام، حينما جاءهم نفر يحكّمونهم في مشكلة أعياهم حلّها، فانتهوا الى واحد منهم، فرأوا شيخاً كبيراً، فقال لهم: ادخلوا الي أخي «فلان» فهو أكبر مني، فاسألوه.

فدخلوا عليه، فخرج شيخ كهل، فقال سلوا أخي الأكبر مني.

فدخلوا على الثالث، فاذا هو في المنظر أصغر. فسألوه أولاً عن حالهم، ثم أوضح مبيناً لهم، فقال:

أما أخي الذي رأيتموه أولاً، هو الأصغر، فان له امرأة سوء تسوؤه وقد صبر عليها مخافة ان يبتلى ببلاء لا صبر له عليه، فهرمته.

وأما أخي الثاني فان عنده زوجة تسوؤه وتسره، فهو متماسك الشباب.

وأما أنا، فزوجتي تسرني، ولا تسوؤني، لم يلزمني منها مكروه قط منذ صحبتني. فشبابي معها متماسك(2).

_____________________

(1) الوافي ج 12 ص 114، عن الكافي.

(2) عن سفينة البحار ج 1 ص 133 بتصرف واختصار.

{ 377 }

وهذه وصية بليغة لأعرابية حكيمة، توصي بها ابنتها ليلة البناء بها: «أي بنية، إنك فارقت بيتك الذي منه خرجت، وعشك الذي فيه درجت، الى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه. فكوني له أمةً يكن لك عبداً، واحفظي له خصالاً عشراً:

أما الأولى والثانية: فاصحبيه بالقناعة، وعاشريه بحسن السمع والطاعة.

وأما الثالثة والرابعة: فالتفقد لموضع عينه وأنفه، فلا تقع عينه منك على قبيح، ولا يشم منك الا أطيب ريح.

وأما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت منامه وطعامه، فان تواتر الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة.

وأما السابعة والثامنة: فالاحتراس بماله، والارعاء على حشمه وعياله. وملاك الأمر في المال حسن التقدير، وفي العيال حسن التدبير.

وأما التاسعة والعاشرة: فلا تعصين له أمراً، ولا تفشين له سرّا. فانك ان خالفتيه أغرت صدره، وان أفشيت سرّه لم تأمين غدره.

ثم إياك والفرح بين يديه اذا كان مهتماً، والكآبة بين يديه اذا كان فرحاً، فانّ الخصلة الأولى من التقصير، والثانية من التكدير.

وكوني له أشدّ الناس له إعظاماً يكن أشدهم لك اكراماً. واعلمي أنك لا تصلين الى ما تحبّين حتى تؤثري رضاه على رضاك، وهواه على هواك، فيما احببت وكرهت. واللّه يخير لك»(1).

_____________________

(1) مختارات المنفلوطي ص 240.

{ 378 }

3 - الصيانة:

وأهم واجبات الزوجة، صيانة شرف زوجها وسمعته، فتنفادى جهدها عمّا يسيئهما ويخدشهما، كالخلاعة والميوعة، وافشاء أسرار الزوج، وكشف ما يحرص على اخفائه من صور الفاقة والعوز، فذلك مما يضعف ثقة الزوج بها ويهددها بالنفرة والفرقة.

حقوق الزوجة

وهكذا أولت الشريعة الاسلامية الزوجة عناية كبرى ومنحتها حقوقها المادية والأدبية، ازاء حقوق الزوج عليها. مشرعة ذلك على أساس الحكمة والعدل، ورعاية مصلحة الزوجين وخيرهما معاً، وهي امور:

1 - النفقة:

وهي حق محتم على الزوج، يجب أداؤه اليها، وتوفير حاجاتها المعاشية، من الملبس والمطعم والمسكن، ونحو ذلك من مستلزمات الحياة حسب شأنها وعادتها.

والنفقة حق معلوم للزوجة، تتقاضاه من زوجها، وان كانت ثرية موسرة، لا يسقط الا بنشوزها وتمرّدها على الزوج. وليس له قسرها على الخدمات المنزلية، أو إرضاع طفله، الا ان تتطوع بذلك عن رغبة وإيثار.

{ 380 }

التوسعة على العيال:

وقد يسترق البخل بعض النفوس فتنزع الى الشح والتقتير على العيال، متغاضية عن أشواقهم ومآربهم. ومن هنا جاءت أحاديث أهل البيت عليهم السلام محذرة من ذلك الامساك، ومرغّبة في البر بهم، والتوسعة عليهم.

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: «خيركم خيركم لنسائه، وأنا خيركم لنسائي»(1).

وقال صلى اللّه عليه وآله: «عيال الرجل اسراؤه، وأحب العباد الى اللّه تعالى أحسنهم صنيعاً الى اسرائه»(2).

وقال أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام: «عيال الرجل اسراؤه، فمن أنعم اللّه عليه نعمة فليوسع على اسرائه، فان لم يفعل أوشك أن تزول تلك النعمة»(3).

وهكذا أثبتت أحاديثهم عليهم السلام وباركت جهود الكادحين، في طلب الرزق الحلال، لتموين أزواجهم وعوائلهم، وتوفير وسائل العيش لهم.

_____________________

(1) الوافي ج 12 ص 117، عن الفققيه.

(2) الوافي ج 12 ص 117، عن الفقيه.

(3) الوافي ج 12 ص 117، عن الفقيه.

{ 381 }

فعن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: «الكادّ على عياله كالمجاهد في سبيل اللّه«(1).

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: «من طلب الرزق في الدنيا، استعفافاً عن الناس، وسعياً على أهله، وتعطفاً على جاره لقي اللّه عز وجل يوم القيامة ووجهه مثل القمر ليلة البدر»(2).

2 - حسن العشرة:

والزوجة أنيسة الرجل، و شريكة حياته، تشاطره السراء والضراء، وتواسيه في الأفراح والأحزان. وتنفرد بجهود شاقة مضنية من تدبير المنزل، ورعاية الأسرة، ووظائف الأمومة. فعلى الرجل ان يحسن عشرتها، ويسوسها بالرفق والمداراة، تلطيفاً لمشاعرها، ومكافأة لها على جهودها. وذلك مما يسليها، ويخفف متاعبها، ويضاعف حبّها وإخلاصها لزوجها.

وقد يستبد الصلف والغرور ببعض الأزواج، فيحسبون ان قوة الشخصية وسمات الرجولة لا تبرز فيهم الا بالتحكم بالزوجة، والتجهم لها، والتطاول عليها بالاهانة والتحقير. وتلك خلال مقيتة، تنم عن شخصية هزيلة معقّدة، تعكر صفو الحياة الزوجية، وتنغص الهناء العائلي.

والمرأة بحكم عواطفها ووظائفها، مرهفة الاحساس، سريعة التأثر،

_____________________

(1) الوافي ج 10 ص 18، عن الكافي والفقيه.

(2) الوافي ج 10 ص 18، عن الكافي والتهذيب.

{ 382 }

قد تسيء الى زوجها بكلمة نابية، او تقريع جارح، صادرين عن ثورة نفسية، وهياج عاطفي. فعلى الرجل أن يضبط أعصابه، ويقابل اساءتها بحسن التسامح والاغضاء، لتسير سفينة الأسرة آمنة مطمئنة، في محيط الحياة، لا تزعزعها عواصف النفرة والخلاف.

فعن ابي عبد اللّه عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: «انما مثل المرأة مثل الضلع المعوج، ان تركته انتفعت به، وان أقمته كسرته»(1).

فاذا تمادت المرأة في عصيان زوجها وتمردها عليه، فعليه ان يتدرج في علاجها وتأديبها، بالنصح والارشاد، فان لم يجدها ذلك أعرض عنها، واعتزال مضاجعتها، فان لم يجدها ذلك ضربها ضرباً تأديبياً، مبرءاً من القسوة، والتشقي الحاقد «واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن، واهجروهن في المضاجع، واضربوهن. فان أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا».

3 - الحماية:

والزوج بحكم قوامته على الزوجة، ورعايته لها، مسؤول عن حمايتها وصيانتها عمّا يسيئها ويضرها أدبياً ومادّياً، وعليه ان يكون غيوراً عليها، صائنا لها مما يشوه سمعتها، ويثلب كرامتها من التخلع والاختلاط المريب، ومعاشرة المريبات من النساء.

_____________________

(1) الوافي ج 12 ص 120، عن الكافي.

{ 383 }

وما أسوأ الذين يزجون أزواجهم في الندوات الخليطة، والحفلات الداعرة، يخالطن ويراقصن من شئن من الرجال، متعامين عن أضرار ذلك الاختلاط، وأخطاره الدينية والأخلاقية والاجتماعية، التي تهدد كيان الأسرة، وتنذرها بالتبعثر والانحلال.

وعلى المرء ان يحمي زوجه وأسرته من دسائس الغزو الفكري، ودعاياته المضللة، التي انخدع بها أغرار المسلمين، نساءاً ورجالاً، وتلقفوها تلقف الببغاء، دونما وعي وتمحيص في واقعها وأهدافها. وذلك بتعليمهم أصول الدين الاسلامي ومفاهيمه حسب مستواهم الثقافي والفكري، تحصيناً لهم من تلك الدسائس والشرور.

«يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم واهليكم ناراً، وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون اللّه ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون»

(التحريم:6)

* * *

الحقوق المزيفة

وتمحض العصر الحديث عن ضلالات ومبادئ غزت الشرق الاسلامي، وسممت أفكاره ومشاعره. وكان ذلك بتخطيط وكيد من أعداء الاسلام، لاطفاء نوره الوهاج. واستجاب الأغرار والبلهاء لتلك المفاهيم الوافدة، المناقضة لدينهم وشريعتهم، وطفقوا يحاكونها، وينادون بها كأنها من

{ 384 }

صميم مبادئهم. وانطمست تلك الصورة الاسلامية التي كانت بالأمس القريب تشع بالجمال والنور والمثالية، وخلفتها صور مسيخة شوهاء يستبشعها الضمير المسلم، ويستنكرها واقع الاسلام، وغدا يستشعر الغربة والوحشة في ربوعه وبين اتباعه ومعتنقيه. وراحت المفاهيم الجاهلية الأولى تحتل مواقعها من مشاعر المسلمين وضمائرهم، لتحيلها قفراً يباباً من قيم الاسلام ومثله الرفيعة.

وانطلقت حناجر، وصرت أفلام أجيرة، تطالب بالمزيد من تلك الأعراف الجاهلية، لتشيع مفاهيمها الدارسة من جديد، في المحيط الاسلامي، وعلى حساب المرأة المسلمة، والتغاير على حقوقها وتحريرها ومساواتها بالرجل، ونحو ذلك من صور الدعايات المدجلة.

1 - السفور:

لقد عزّ على دعاة التحرر أن يروا المرأة المسلمة محصنة بالصون والحجاب، عصية الطلب، بعيدة المنال. فأغروها بالسفور والتبرج، ليستزلوها من علياء برجها وخدرها. واستجابت المرأة لتلك الدعوة الماكرة وراحت تُنظي حجابها وتبرز جمالها ومفاتنها، تستهوي العيون والقلوب، دونما تحرج او استحياء.

وما خدعت المرأة المسلمة وغرر بها في تاريخها المديد بمثل ذلك الخُداع والتلبيس، متجاهلة عما يترصدها من جراء ذلك من الأخطار والمزالق.

{ 385 }

ليس الحجاب كما يصوره المتحللون تخلفاً ورجعية، وانما هو حشمة وحصانة، تصون المرأة من التبذل والاسفاف، ويقيها تلصص الغواة والداعرين، وتجنبها مزالق الفتن والشرور.

وحسب المسلمين ان يعتبروا بما أصاب الأمم الغربية من ويلات السفور والتبرج، واختلاط الجنسين، ما جعلها في وضع سيئ وحالة مزرية، من التسيب الخلقي. وغدت تعاني ألوان المآسي الأخلاقية والصحية والاجتماعية

الأضرار الخلقية:

لقد أحدث التبرج والاختلاط في الأوساط الغربية مضاعفات اخلاقية خطيرة، تثير الفزع والتقزز. فأصبحوا لا يستنكرون الرذائل الجنسية، ولا يستحيون من آثامها ومعائبها. وراح الوباء الخلقي يجتاحهم ويفتك بهم فتكاً ذريعاً، حتى انطلقت صيحات الغيارى منهم معلنة بالتذمر والاستنكار، ومنذرة بالخطر الرهيب.

فقد صور (بول بيودر) انهيار الأخلاق في بلاده حيث قال: «لم يعد الآن من الغريب الشاذ وجود العلاقات الجنسية بين الأقارب في النسب، كالأب والبنت، والأخ والأخت في بعض الأقاليم الفرنسية، وفي النواحي المزدحمة في المدن».

وجاء في تقرير (اللجنة الأربعة عشرية) المعنية بالفحص عن مكامن الفجور: «ان كل ما يوجد في البلاد الامريكية من المراقص والنوادي

{ 386 }

الليلة، ومجالي الزينة، وأماكن التدريم، وحجرات التدليك، ومراكز تمويج الشعر، قد أصبح جُلها مواطن للفجور ودوراً للبغاء، بل هي أقبح منها وأشنع، لما يرتكب فيها من الرذائل التي لا تصلح للذكر».

ومما يخمنه القاضي (لندسي) الامريكي: «أن خمساً وأربعين في المائة من فتيات المدارس يدنسن أعراضهن قبل خروجهن منها، وترتفع هذه النسبة كثيراً في مراحل التعليم التالية».

وقال (جورج رائيلي اسكات) في كتابه (تاريخ الفحشاء) وهو يشير الى حالة بلاده في الغالب «وقد بلغ عدد هؤلاء العاهرات غير المحترفات في هذه الأيام مبلغاً لم يعهد قط فيما قبل، فهؤلاء يوجدن في كل طبقة من طبقات المجتمع من الدنيا والعليا.... وقد أصبح تعاطي الفجور وعدم التصون بل اتخاذ الأطوار السوقية، معدوداً عند فتاة العصر، من أساليب العيش المستجدة».

وقد سرت عدوى هذا التفسخ الخلقي الى الصبية والصبايا من أولئك الأقوام، لتأثرهم بالمحيط الفاسد والمثيرات الجنسية.

يقول الدكتور (راديت هوكو) في كتابه (القوانين الجنسية): «انه ليس من الغريب الشاذ حتى في الطبقات المثقفة المترفة، ان بنات سبع أو ثماني سنين منهم، يخادن لداتهن من الصبية، وربما تلوثن معهم بالفاحشة».

وقد جاء في تقرير طبيب من مدينة (بالتي مور): «أنه قد رفع الى المحاكم في تلك المدينة اكثر من ألف مرافعة في مدة سنة واحدة، كلها

{ 387 }

في ارتكاب الفاحشة مع صبايا دون الثانية عشرة من العمر».

ولم تقف الفوضى الخلقية عند هذا الدرك السافل، فقد تفاقمت حتى أصبحت العلاقات الجنسية الطبيعية... لاتشبع نهمهم الجنسي، فراحوا يتمرغون في مقاذر الشذوذ الجنسي وانحرافاته النكراء. وعاد من المألوف لديهم ان يتزوج الفتى فتى مثله، بتشجيع من القانون، ومرأى ومسمع من الناس، وهم يباركون هذا العرس!!

ويقول الدكتور (هوكر): «انه لاتزال تحدث في مثل هذه المدارس والكليات ودور التربية للممرضات، والمدارس الدينية، من تسافح الوالدين من الجنس الواحد فيما بينهما، وقد تلاشى أو كاد... ميلهم الطبيعي الى الجنس المخالف».

والآن فلنسائل الببغاوات من دعاة التحرر والتبرج، أهذا الذي ينشدونه لأنفسهم وأمتهم الاسلامية... ام أنهم لا يفقهون ما ينادون به ويدعون اليه؟

ان كل داعية الى التبرج والاختلاط هو بلا ريب، معول هدام، في كيان المجتمع الاسلامي، ورائد شر ودعارة لأمته وبلاده.

«إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة، واللّه يعلم وانتم لا تعلمون» (النور: 19).

* * *

{ 388 }

الأضرار الصحية:

وكان من الطبيعي لأمة شاع فيها الفساد، وتلاشت فيها قيم الدين والأخلاق، أن تعاني نتائج شذوذها وتفسخها، فتنهار صحتها كما انهارت أخلاقها من قبل.

وهذا ما حدث فعلاً في الأوساط الغربية، حيث استهدفتها الأمراض الزهرية، وكبدتها خسائر فادحة في الأرواح والأموال. وجاءت تقارير اطباء الغرب معلنة أبعاد تلك الأمراض ومآسيها الخطيرة في أرقى تلك الأمم واكثرها تشدقاً بالحضارة والمدنية.

قال الدكتور الفرنسي (ليريد): «إنه يموت في فرنسا ثلاثون ألف نسمة بالزهريّ وما يتبعها من الأمراض الكثيرة، في كل سنة. وهذا المرض هو أفتك الأمراض بالأمة الفرنسية بعد حُمى الدق».

وجاء في دائرة المعارف البريطانية ج 23 ص 45: «انه يعالج في المستشفيات الرسمية هناك (اي القطر الامريكي) مائتا ألف مريض بالزهري ومائة وستون ألف مصاب بالسيلان البني في كل سنة بالمعدل. وقد اختص بهذه الأمراض الجنسية وحدها ستمائة وخمسون مستشفى، على انه يفوق هذه المستشفيات الرسمية نتاج الأطباء غير الرسميين الذين يراجعهم 16% من مرضى الزهري و 89% من مرضى السيلان».

وجاء في كتاب القوانين الجنسية:

{ 389 }

انه «يموت في امريكا ما بين ثلاثين وأربعين الف طفل بمرض الزهري الموروث وحده، في كل سنة. وان الوفيات التي تقع بسبب جميع الأمراض - عدا السل - يربو عليها جملة عدد الوفيات الواقعة من مرض الزهري وحده».

وكل هذه الخسائر والمآسي تدفعها الأمم الغربية الداعرة... ضريبة من صحتها وحياتها جزاءاً وفاقاً، على تفسخها وتمرغها في مقاذر الجنس ومباءته.

الاضرار الاجتماعية:

وكان حتماً مقضياً علي تلك الأمم المتحللة أن تعاني - الى جانب خسائرها الأخلاقية والصحية - عللاً اجتماعية خطيرة.

فقد جنت على حياتها الأسرية والاجتماعية، باغفالها مبادئ العفة والوفاء، واستهتارها بشرائط الزوجية الصالحة. وطفق الزوجان منهم يهيمان في متاهات الغواية والفساد، تنطلق الزوجة خليعة متجملة بأبهى مظاهر الجمال، وبواعث الفتنة والاغراء، وينطلق الزوج هائماً في مراتع التبذل والاسفاف. وسرعان ما ينزلق هذا أو تلك في مهاوي الرذيلة، حينما تستهوي بهما شخصية جذابة أروع جمالاً وأشد اغراءاً من شريك حياته، فيزورُّ عنه طالباً صيداً جديداً، ومتعة جديدة، بين فتيان الهوى وفتياته السائحات. فتزعزع بذلك كيان الأسرة، وانفرط عقدها، ووهت

{ 390 }

العلائق الزوجية، وغدت تنفصم لأتفه الأسباب. كما شهدت بذلك تقارير الخبراء.

وقد كتب القاضي (لندسي) في بلدة (دنور) سنة 1922:

«اعقب كل زواج تفريق بين الزوجين، وبأزاء كل زواجين عرضت على المحكمة قضية الطلاق. وهذه الحال لا تقتصر على بلدة دنور، بل الحق أن جميع البلدان الامريكية على وجه التقريب تماثلها في ذلك قليلاً أو كثيراً».

ويمضي في كتابته فيقول: «إن حوادث الطلاق والتفريق بين الزوجين لا تزال تكثر وتزداد، وان اطردت الحال على هذا - كما هو المرجو - فلا بد ان تكون قضايا الطلاق المرفوعة الى المحاكم في معظم نواحي القطر على قدر ما يمنح فيها من الامتيازات للزواج».

وهكذا توالت على الأمم الغربية أعراض الشذوذ واختلاطاته المقيتة فقد زهد الكثيرون منهم في الحياة الزوجية، وآثروا العزوبة إشباعاً لهوسهم الجنسي وتحرراً من قيود الزواج وتكاليفه.

فقد جاء في مقال نشرته جريدة (بدترويت):

«إن ما قد نشأ بيننا اليوم من قلة الزواج، وكثرة الطلاق، وتفاحش العلاقات غير المشروعة بين الرجال والنساء، يدلّ كله على أننا راجعون القهقرى الى البهيمية. فالرغبة الطبيعية في النسل الى التلاشي، والجيل المولود ملقى حبله على غاربه، والشعور بكون تعمير الأسرة والبيت لازماً لبقاء المدنية، والحكم المستقل يكاد ينتفي من النفوس، وبخلاف ذلك أصبح

{ 391 }

الناس ينشأ فيهم الاغفال عن مآل المدنية والحكومة وعدم النصح لهما».

ولو تحرينا مردّ تلك المآسي التي اجتاحت الغرب لرأيناه ماثلاً في التبرج والخلاعة والاختلاط، وشيوع المثيرات الجنسية، كالأفلام الداعرة والقصص الخلاعية والأغاني المخنثة، التي مسخت القيم الأخلاقية واشاعت الاسفاف والتهتك في المجتمع الغربي، كما شهد بذلك القوم انفسهم.

وقد كتب (أميل بوريسي) في تقريره الذي قدمّه الى الجلسة العامة الثانية لرابطة منع الفواحش:

«هذه الفوتوغرافات الداعرة المتهتكة تصيب أحاسيس الناس بأشدّ ما يمكن من الهيجان والاختلال، وتحثّ مشتريها البؤساء على المعاصي والاجرام التي تقشعر من تصورها الجلود. وإنّ أثرها السيّئ المهلك في الفتية والفتيات لمّما يعجز عنه البيان. فكثير من المدارس والكليات قد خربت حالتها الخلقية والصحية لتأثير هذه الصور المهيجة، ولا يمكن ان يكون للفتيات على الأخص شيء أضرّ وأفتك من هذه» (1).

* **

ونستنتج من هذا العرض السالف: أنّ الشريعة الاسلامية، إنّما أمرت المرأة المسلمة بالحجاب، ونهتها عن التبرج والاختلاط المريب، حرصاً على كرامتها وصيانتها من دوافع الاساءة والتغرير، ووقاية للمجتمع الاسلامي من المآسي والارزاء التي حاقت بالأمم الغربية، ومسخت أخلاقها وضمائرها وأوردتها موارد الشقاء والهلاك.

_____________________

(1) اقتبسنا تلك الأقوال المترجمة عن كتاب الحجاب، للأستاذ المودودي.

{ 392 }

أنظر كيف أهاب الاسلام بالمرأة المسلمة أن تتحصن بالحجاب، وتتوقى به مزالق الفتن والشرور: «يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك، ونساء المؤمنين، يدنين عليهن من جلابيبهن، ذلك أدنى ان يعرفن فلا يؤذين» (الاحزاب: 59).

هذه هي احدى الآيات الكريمة الناطقة بوجوب الحجاب، والمحرضة عليه، بأسلوب جاد صريح، حيث خاطب اللّه عز وجل رسوله الأعظم: «يا أيها النبي قل لأزواجك، وبناتك، ونساء المؤمنين... يدنين عليهن من جلابيبهن» وذلك باسدال الجلباب - وهو ما تستتر به المرأة من ملحفة أو ملاءة - على وجوههن وأبدانهن.

ثم بين سبحانه علة الحجاب وجدواه: «ذلك أدنى ان يعرفن، فلا يؤذين» حيث أن الحجاب يستر محاسن المرأة ومفاتنها، ويحيطها بهالة من الحصانة والمنعة، تقيها تلصص الغواة والداعرين وتحرشاتهم الاجرامية العابثة بصون النساء وكرامتهن.

ويمضي القرآن الكريم في تركيز مبدأ الحجاب والحث عليه في آيات متتالية، وأساليب بلاغية فذّة:

«يا نساء النبي لستنّ كأحد من النساء، ان اتقيتنّ، فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض، وقلن قولاً معروفاً. وقرن في بيوتكنّ ولا تبرّجن تبرج الجاهلية الأولى» (الأحزاب: 32 - 33).

وهنا يخاطب اللّه عز وجل، زوجات النبي صلى اللّه عليه وآله «يا نساء النبي لستنّ كأحد من النساء» في الشرف والفضل، فأنتنّ أرفع شأناً

{ 393 }

وأسمى منزلة منهن، لشرف انتمائكن لرسول اللّه صلى اللّه عليه وآله «ان اتقيتنّ» معصية اللّه تعالى ورسوله، وفي هذا الشرط إشعار لهنّ انّ انتسابهنّ الى الرسول صلى اللّه عليه وآله فحسب لا يوجب تفوقهن على غيرهن من النساء، الا بتحليهن بتقوى اللّه عز وجل، الذي هو مفتاح الفضائل، وقوام حياة الايمان.

«فلا تخضعن بالقول، فيطمع الذي في قلبه مرض» فلا تخاطبن الأجانب بأسلوب لينّ رقيق يستثير نوازع القلوب المريضة بالدنس والفجور.

«وقلن قولاً معروفاً» مستقيماً مشعراً بالحشمة والترفع والوقار. ثم أمرهن بالاستقرار في بيوتهن، ونهاهنّ عن التبرج واظهار المحاسن والزينة للأجانب، كما كنّ يظهرنها النساء الجاهليات «وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى». وفي ذلك ضمان لعفاف المرأة وكرامتها، وصيانتها من مزالق الخطيئة، وخوالج الشك والارتياب.

وهكذا يواصل القرآن الكريم غرس الفضيلة والعفة في نفوس المؤمنين بمُثله العليا، وآدابه الرفيعة:

«قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم، ويحفظوا فروجهم، ذلك أزكى لهم، ان اللّه خبير بما يصنعون. وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن، ويحفظن فروجهن، ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها، وليضربن بخمرُهن على جيوبهن، ولا يبدين زينتهن الا لبعولتهن، أو آبائهن، أو آباء بعولتهن أو أبنائهنّ، أو إخوانهن، أو بني اخوانهنّ، أو بني أخواتهن، أو نسائهنّ، أو ما ملكت أيمانهن، أو التابعين غير أولي الاربة من الرجال،

{ 394 }

أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء. ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن» (النور: 30 - 31).

أمر اللّه تعالى في هذه الآية الكريمة النبي صلى اللّه عليه وآله أن يصدع بآداب القرآن ووحي السماء، ويوجه المؤمنين على ضوئهما توجيهاً هادفاً بناءاً.

«قل» يا محمد «للمؤمنين يغضوا من أبصارهم» بأن ينقصوا من نظراتهم وتطلعاتهم نحو النساء الأجنبيات، لما في ذلك من ضروب الأخطار والأضرار. فكم نظرة طامحة الى الجمال أورثت حسرة طويلة، واسترقت صاحبها بأسر الحب وعناء الهيام.

وأنت اذا أرسلت طرفك رائداً*** لقلبك يوماً اتعبتك المناظر

رأيت الذي لا كله أنت قادر*** عليه ولا عن بعضه أنت صابر

وقد تزج النظرة الآثمة في مهاوي الرذيلة والفساد:

نظرة فابتسامة فسلام*** فكلام فموعد فلقاء

ثم أمر المؤمنين بحفظ الفروج بعد أمرهم بغض الأبصار «ويحفظوا فروجهم» عن الآثام الجنسية أو يستروها عن الناظر المحترم، وقد أوصد اللّه تعالى بهذين الأمرين - غض الأبصار وحفظ الفروج - أخطر منافذ الشرور الخلقية وبوائقها العارمة، وحصن المؤمنين بالعفة والنزاهة «ذلك أزكى لهم» أطهر لنفوسهم وأخلاقهم، وأنفع لدينهم ودنياهم.

ثم عمد الى توعية الضمائر، وتصعيد قيمها الأخلاقية بالايحاء النفسي بهيمنة اللّه سبحانه عليهم ورقابته لهم «ان اللّه خبير بما يصنعون» بأبصارهم وفروجهم وجميع اعمالهم.

{ 395 }

ثم عطف اللّه تعالى على النساء المؤمنات، فأمرهنّ بما أمر به الرجال المؤمنين من غض الأبصار وحفظ الفروج، لاتحاد الجنسين، وتساويهما في الغرائز والميول، وانجذاب كل منهما نحو الآخر.

وخصّ النساء بتوجيهات تنظّم سلوكهن، وتذكي فيهن مشاعر الحشمة والعزة والوقار: «ولايبدين زينتهن» لا يظهرن مواضع الزينة لغير المحارم، «الا ما ظهر منها» كالثياب او الوجه والكفين، «وليضربن بخمرهن على جيوبهن» وليسدلن الخمر والمقانع على نحورهن وصدورهن تستراً من الأجانب.

ثم رخّصهن في إبداء زينتهن للمحارم، ومن يؤمن من الافتتان والاغراء منهنّ وعليهن، لنفرة الطباع من ذلك «ولا يبدين زينتهن الا لبعولتهنّ، أو آبائهن، أو آباء بعولتهن، أو ابنائهن، أو ابناء بعولتهن، أو إخوانهنّ، أو بني اخوانهن، أو بني اخواتهن، أو ما ملكت أيمانهنّ» وهن الاماء. «أو التابعين غير أولي الاربة من الرجال» وهم الذين يتّبعون الناس طمعاً في برهم ونوالهم من لا يهفو الى النساء، ولا حاجة له فيهن، كالبله من الرجال أو الشيوخ العاجزين الصلحاء.

«او الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء» وأريد به جمع الأطفال الذين لايعرفون عورات النساء لسذاجتهم، وضعف غريزتهم الجنسية.

«ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن» للاعلام عن خلخالها أو اسماع صوته.

{ 396 }

«وتوبوا الى اللّه جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون» (النور: 31) تسعدون في الدارين.

* * *

وهكذا جاءت احاديث اهل البيت عليهم السلام تحضّ على العفاف، وغض الأبصار عن النظرة المحرمة، فضلا عن الاختلاط، سيان في ذلك الرجال والنساء.

قال الصادق عليه السلام: «النظرة سهم من سهام ابليس مسموم، وكم نظرة أورثت حسرة طويلة» (1).

وقال عليه السلام: «أول النظرة لك، والثانية عليك، والثالثة فيها الهلاك»(2).

وقال عليه السلام: «نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله أن يدخل الرجل على النساء الا باذن أوليائهن»(3).

وعن أبي جعفر وأبي عبد اللّه عليهما السلام قالا: «ما من أحد الا وهو يصيب حظاً من الزنا، فزنا العين النظر، وزنا الفم الغيبة، وزنا اليدين اللمس، صدّق الفرج ذلك ام كذب»(4).

وقال الصادق عليه السلام: «من نظر الى امرأة فرفع بصره الى

_____________________

(1) الوافي ج 12 ص 127، عن الكافي.

(2) الوافي ج 12 ص 127، عن الفقيه.

(3) الوافي ج 12 ص 123، عن الكافي.

(4) الوافي ج 12 ص 127، عن الكافي.

{ 397 }

السماء، لم يرتد اليه بصره حتى يزوجه اللّه من الحور العين»(1).

وعنه، عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: «كل عين باكية يوم القيامة الا ثلاث أعين: عين بكت من خشية اللّه، وعين غضّت عن محارم اللّه، وعين باتت ساهرة في سبيل اللّه»(2).

* * *

_____________________

(1) الوافي ج 12 ص 127، عن الفقيه

(2) البحار م 23 ص 101 عن خصال الصدوق (ره).

منزلة المرأة في الاسلام

أجدني وأنا أتحدث عن الحقوق الزوجية منساقاً الى التحدث عن منزلة المرأة في الاسلام، ورعايته لها وعطفه عليها، ما جعلها حظيّة سعيدة في ظلاله.

ولا يستطيع الباحث ان يتبين أبعاد حظوتها وسعادتها في عهده الزاهر الا بالمقارنة بينها وبين غيرها من النساء اللاتي سبقنها أو تخلفن عنها في التأريخ، ليستجلي عزتها وتفوقها عليهن.

ولا يستطيع ان يتبين ذلك الا بدراسته على ضوء المبادئ السماوية الخالدة، والقيم المنطقية المبرئة من نوازع الهوى والجهل وسيطرة الأعراف والتقاليد التي لا تصلح أن تكون مقياساً ثابتاً وحكماً عدلاً في تمحيص الحقائق وتقييمها واستجلاء الواقع من المزيف منها، لتلونها بالمحيط الذي نبعت منه والظرف الذي شاعت فيه، فطالما استحسن العرف خلالاً قبيحة واستقبح سجاياً كريمة، متأثراً بدوافع هذا أو ذاك.

وانما يصلح العرف في التحكيم اذا كان مستنيراً بهدي اللّه تعالى وتوجيهه السديد الحكيم، فإنه آنذاك لا يخطئ في حكمه، ولا يزيغ عن العدل والصواب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://morth.forumarabia.com
 
الحقوق الزوجية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القسم الثاني — في الحقوق والواجبات
» رسالة الحقوق "الامام زين العابدين عليه السلام"

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السيد مرتضى الموسوي الروحاني رقم الجوال009647806835991 :: قسم الاخلاق الاسلامية وحقيقتها-
انتقل الى: