السيد مرتضى الموسوي الروحاني رقم الجوال009647806835991
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

السيد مرتضى الموسوي الروحاني رقم الجوال009647806835991

السيد الرضوي الموسوي الروحاني للعلاج الروحاني العالم الروحاني للكشف الروحاني هاتف 07806835991
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
السيد المقدس مرتضى الموسوي الروحاني المعالج الروحاني لجلب الحبيب من العراق الاتصال07806835991 ومن خارج العراق 009647806835991
السيدمرتضى الموسوي الروحاني المعالج بالقران وسنة رسوله الكريم العالم الروحاني الذي تميز عن غيره بالصدق والمنطق والعمل الصحيح المعالج الروحاني على مستوى العالم العربي والغربي العالم بالعلوم الفوق الطبيعه السيد الاجل الذي دل صدقه وكلامه على العالم بفضل الله ومنه ورحمته علينا وعليه المعالج الباب الاول لكل ما يطلب منه تجده بأذن الله ومشئيته سبحانه بين يديك ببركة الاولياء والانبياء واسرارهم
العالم الروحاني السيد الرضوي الموسوي للكشف الروحاني عن كل ما يطلب منه بأذن الله ولعلاج الحالات المرضيه الروحيه والنفسيه وفك السحر وابطاله وفتح النصيب واعمال المحبة كله من كتاب الله الكريم واسراررب العالمين تجده في الموقع الرضوي العالم الروحاني للكشف وللعلاج ولاي مقصد اتصل على الرقم اذا كنت من خارج العراق009647806835991 أومن داخل العراق07806835991 او راسلنا على الاميل الالكتروني morthadh86@yahoo.com العالم الروحاني الذي شاع صيته في البلدان بصدقه ونورعمله وعلوا مرتبته العالم الروحاني السيد الرضوي الموسوي العالم الروحاني المتواضع في العمل وتزكيته معكم الموقع الشخصي للعالم الروحاني السيد الرضوي الموسوي والله يشهد انه لمن الصادقين https://morth.forumarabia.com

 

 الرحمة لغةً واستعمالاً

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد الله السائر الى الله
المديرالعام للمنتدى



عدد المساهمات : 1869
تاريخ التسجيل : 25/02/2012

الرحمة لغةً واستعمالاً Empty
مُساهمةموضوع: الرحمة لغةً واستعمالاً   الرحمة لغةً واستعمالاً Icon_minitimeالخميس أغسطس 16, 2012 2:17 am

الرحمة لغةً واستعمالاً
الرحمة لغة: رقّة تقتضي الإحسان إلى المرحوم، وهي عندنا وصف انفعاليّ وتأثّر خاصّ يلمّ بالقلب عند مشاهدة من يفقد أو يحتاج إلى ما يتمّ به أمره، فيحمل من اتّصف بها على الرفق بالمرحوم والإحسان إليه ودفع الضرّ عنه وإعانته على المشاقّ، فهي من الكيفيّات النفسانيّة، ولتلك الكيفيّة اندفاع يحمل صاحبها على أفعال وجوديّة بقدر استطاعته وعلى قدر قوّة انفعاله. فأصل الرحمة من مقولة الانفعال، وآثارها من مقولة الفعل، فإذا وصف موصوف بالرحمة كان معناها حصول الانفعال المذكور في نفسه، وإذا أخبر عنه بأنّه رَحِم غيره فهو على معنى صدر عنه أثر من آثار الرحمة.
«وقد تستعمل تارةً في الرقّة المجرّدة وتارةً في الإحسان المجرّد عن الرقّة، نحو: رَحِم الله فلاناً، وإذا وُصف به الباري فليس يُراد به إلاّ الإحسان المجرّد دون الرقّة. وعلى هذا روي أنّ الرحمة من الله إنعام وإفضال، ومن الآدميّين رِقة وتعطّف. وعلى هذا قول النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلّم ذاكراً عن ربّه: إنّه لمّا خلق الرّحم قال له: أنا الرحمن وأنت الرّحم، شققتُ اسمك من اسمي، فمَن وصلك وصلته، ومَن قطعك بتتّه. فذلك إشارة إلى ما تقدّم وهو أنّ الرحمة منطوية على معنيين: الرقّة والإحسان، فركز تعالى في طبائع الناس الرقّة وتفرّد بالإحسان، فصار كما أنّ لفظ الرّحم من الرحمة، فمعناه الموجود في الناس من المعنى الموجود لله تعالى، فتناسب معناهما تناسب لفظيهما» (1).
وعلى هذا فوصف الله تعالى بصفات الرحمة في لسان الشرائع إنّما هو تعبير عن المعاني العالية بأقصى ما تسمح به اللغات مع اعتقاد تنزيه الله عن أعراض المخلوقات بالدليل العامّ على التنزيه، وهو مضمون قول الله تعالى:

ــــــــــ

(1) المفردات، مصدر سابق: ص191، مادّة «رحم».
صفحة 226

(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) (الشورى: 11).
فأهل الإيمان إذا سمعوا أو أطلقوا وصفي الرحمن الرحيم، لا يفهمون منه حصول ذلك الانفعال الملحوظ في حقيقة الرحمة في متعارف اللغة العربيّة؛ لسطوع أدلّة تنزيه الله تعالى عن الأعراض، بل إنّه يُراد بهذا الوصف في جانب الله تعالى إثبات الغرض الأسمى من حقيقة الرحمة وهو صدور آثار الرحمة من الرفق واللطف والإحسان والإعانة، لأنّ ما عدا ذلك من القيود الملحوظة في مسمّى الرحمة في متعارف الناس لا أهمّية له، لولا أنّه لا يمكن بدونه حصول آثاره فيهم.
وهذا معنى ما ذكر أنّ أسماء الله تعالى إنّما أخذت باعتبار الغايات التي هي الأفعال والآثار، لا باعتبار مباديها التي تكون انفعالات.
- عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «إنّ الرحمة وما يحدث لنا، منها شفقة ومنها جود، وإنّ رحمة الله ثوابه لخلقه، وللرحمة من العباد شيئان:
أحدهما: يُحدث في القلب الرأفة والرقّة لما يرى بالمرحوم من الضرّ والحاجة وضروب البلاء.
والآخر: ما يحدث منّا بعد الرأفة واللطف على المرحوم والمعرفة بما نزل به.
وقد يقول القائل: انظر إلى رحمة فلان، وإنّما يريد الفعل الذي حدث عن الرقّة التي في قلب فلان، وإنّما يضاف إلى الله عزّ وجلّ من فعل ما حدث عنّا من هذه الأشياء، وأمّا المعنى الذي في القلب فهو منفيّ عن الله كما وصف عن نفسه، فهو رحيم لا رحمة رقّة» (1).

ــــــــــ

(1) هذا الكلام ورد في رسالة من الإمام الصادق عليه السلام كتبها في جواب ما كتبه إليه المفضّل بن عمر الجعفي يسأله فيها أن يكتب ردّاً على الملحدين المنكرين للربوبيّة واحتجاجاً عليهم، وقد وردت في بحار الأنوار ، مصدر سابق: ج3 ص196.
صفحة 227

الفرق بين الرحمن والرحيم
هناك عدّة فروق بين هذين الاسمين:
الأوّل: ذكر جمع من المفسّرين أنّ «الرحمن» من الأسماء الخاصّة به تعالى لا يسمّى به غيره، بخلاف مثل الرحيم والراحم. وممّا يرشد إلى هذا الفرق أنّنا لا نجد في القرآن موضعاً جيء باسم «الرحمن» لسواه تعالى، بل في كلّ مواضع استعماله عنى به نفسه المتعالية. أمّا اسم «الرحيم» فقد وصف به رسوله الكريم صلّى الله عليه وآله؛ قال تعالى: (حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) (التوبة: 128)، ووصف به المؤمنين أيضاً، قال جلّ جلاله: (رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) (الفتح: 29)، وهو جمع «رحيم» كشرفاء جمع شريف. فجاز وصف سواه به، وكذا تسميته دون اسم «الرحمن» فإنّه لا يجوز التسمية لغير الله تعالى. وهذا ما نطقت به بعض الروايات أيضاً. روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «الرحمن اسم خاصّ لصفة عامّة، والرحيم اسم عامّ لصفة خاصّة» (1).
الثاني: إنّ لفظ «الرحمن» في موضع الانفراد يغلب عليه العلميّة على حدّ لفظ الجلالة؛ قال تعالى: (الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ) (الرحمن:1 ـ 2)، (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طه: 5)، (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً) (الزخرف: 36) ، (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ ...) (الفرقان: 63) وغيرها، حيث تجد بها الدلالة الكاملة على الذات المقدّسة كدلالة لفظ الجلالة التي تعطي العلميّة جليّاً بدون خفاء.
ولعلّ في قوله تعالى: (قُلْ ادْعُوا اللَّهَ أَوْ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) (الإسراء: 110) ما يدلّ على هذه الحقيقة. فإنّ سبب نزول هذه الآية

ــــــــــ

(1) تفسير الصافي، مصدر سابق: ج1 ص69.
صفحة 228

أنّ الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله كان من دعائه وهو بمكّة: «يا الله يا رحمن» فاعترض المشركون عليه وقالوا: انظروا إلى هذا الصابي ينهانا أن ندعو إلهين، فنزلت آية التسوية بأنّ «الله والرحمن» اسمان له تعالى، وأنّهما سيّان في الدلالة على الله تعالى ـ على رواية ابن عبّاس» (1).
لذا قيل: إنّ كلمة «الرحمن» بمنزلة اللقب من الله سبحانه فلا تطلق على غيره تعالى، ومن أجل ذلك استعملت في كثير من الآيات الكريمة من دون لحاظ مادّتها؛ قال سبحانه: (قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ) (يس: 15)، (إِنْ يُرِدْنِي الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنقِذُونِ) (يس: 23)، (هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ) (يس: 52)، (مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ) (الملك: 3)، وممّا يقرّب اختصاص هذا اللفظ به قوله تعالى: (رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً) (مريم: 65)، فإنّ الملحوظ أنّ الله تعالى قد اعتنى بكلمة «الرحمن» في سورة مريم حتّى كرّرها فيها ستّ عشرة مرّة، وهذا يقرّب أنّ المراد بالآية الكريمة أنّه ليس لله سميّ بتلك الكلمة.
وأمّا عند الانضمام إلى «الله» في غير آية التسوية مثل (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) أو إلى «الرحيم» في غير البسملات مثل قوله تعالى: (تَنزِيلٌ مِنْ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) (فصّلت: 2)، و(هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ) (الحشر: 22)، فإنّ الغالب على لفظ «الرحمن» الوصفيّة دون العلميّة. هذا كلّه بالنسبة إلى لفظ «الرحمن» في موضع العلميّة أو الوصفيّة بانضمامه إلى اسم آخر أو انفراده.
أمّا اسم «الرحيم» ففي المواضع كلّها هو وصف له تعالى، ولا يوجد في

ــــــــــ

(1) روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، للعلاّمة أبي الفضل شهاب الدِّين السيّد محمود الآلوسي البغدادي (المتوفّى 1270هـ)، قرأه وصحّحه محمد حسين العرب، بإشراف هيئة البحوث والدراسات، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع: ج 9 ص275.
صفحة 229

القرآن موضع ذكر منفرداً، بل هو دائماً منضمّ إلى اسم «الربّ» أو «الغفور» أو «الودود» كبقيّة أسمائه الحسنى المنضمّ بعضها إلى بعض مثل قوله: (إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (النور: 62)، (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) (الشعراء: 9)، (بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ) (سبأ: 15)، فهذه الآيات وغيرها متماثلة في الجهة الوصفية والدلالة عليه بالانضمام إلاّ في صورة النداء أو الاستغاثة أو اليمين أو غيرها ممّا له الانطباق الذاتي عليه تعالى كقولك: «ياربّ، يا رحيم» وغير ذلك.
وهذا التحليل الذي ذكر في هذا الفرق إنّما هو من باب ظهور الأسماء والأوصاف، وأمّا التحقيق الواقعي وبالذات فالكلّ ينتهي إليه تعالى، لا يبقى لأحد من جمال أو كمال أو حسن إلاّ ويرجع إلى الله وحده.
الثالث: التمييز بين هذين الاسمين من خلال دلالتهما على الرحمة الثابتة له تعالى، وقد ذكرت في كلمات الأعلام وجوه:
الوجه الأوّل: أنّ «الرحمن» صيغة مبالغة تدلّ على ثبوت الرحمة وكثرتها، و«الرحيم» صفة مشبّهة تدلّ على الثبات والبقاء، ومن خصائص صيغة «فعلان» أنّها تستعمل في اللغة للصفات العارضة مثل: «عطشان، غرثان، غضبان» أمّا صيغة فعيل فإنّها تستعمل غالباً في الغرائز واللوازم غير المنفكّة كالأخلاق والسجايا في الناس مثل: «عليم، حكيم، حليم، قدير، شريف، وضيع، سخيّ، بخيل...». وعليه فالفارق بين الصفتين: أنّ «الرحيم» يدلّ على لزوم الرحمة للذات وعدم انفكاكها عنها، و«الرحمن» يدلّ على ثبوت الرحمة فقط.
فإن قيل: إنّ هذا التمييز وإن كان صحيحاً بالنسبة إلى ذات اللفظين حين الإطلاق على المخلوق، وأمّا من حيث إضافتهما إلى الله عزّ وجلّ فلا وجه للمبالغة بالنسبة إليه تعالى، لأنّ صفاته بالنسبة إليه تعالى غير محدودة فلا تجري المبالغة فيها.
صفحة 230

قلنا: إنّ الرحمة إن كانت من الصفات الذاتية التي هي عين الذات، فالأمر كما قيل إنّها غير متناهية؛ لعدم تناهي الذات المقدّسة، إلاّ أنّ الرحمة هي من الصفات الفعليّة لا الذاتيّة، ومن الواضح أنّ الصفة الفعليّة لها حدّ تنتهي إليه، من هنا نحتمل الصفة المقابلة لها.
- عن صفوان عن الكاهلي قال: «كتبت إلى الإمام أبي الحسن الرضا
عليه السلام في دعاء: الحمد لله منتهى علمه، فكتب إليّ: لا تقولنّ منتهى علمه، ولكن قُل: منتهى رضاه» (1).
هذا مضافاً إلى أنّ القرآن لا يخرج عن الأسلوب العربي البليغ في الحكاية عن صفات الله عزّ وجلّ التي تعلو عن مماثلة صفات المخلوقين. فلفظ «الرحمن» يدلّ على من تصدر عنه آثار الرحمة بالفعل وهي إفاضة النعم والإحسان، ولفظ «الرحيم» يدلّ على منشأ هذه الرحمة والإحسان، وعلى أنّها من الصفات الثابتة له تعالى، وبهذا لا يستغنى بأحد الوصفين عن الآخر ولا يكون الثاني مؤكّداً للأوّل.
بعبارة أخرى: إذا وُصف الله ـ جلّ ثناؤه ـ بـ «الرحمن» فإنّه يفهم منه أنّه المفيض للنِّعم فعلاً، لكن لا يثبت أنّ الرحمة من الصفات الثابتة له دائماً؛ لأنّ الفعل قد ينقطع إذا لم يكن عن صفة لازمة ثابتة وإن كان كثيراً، فإذا أضيف إليه «الرحيم» يعلم أنّ لله صفة ثابتة هي الرحمة التي عنها يكون أثرها وإن كانت تلك الصفة على غير صفات المخلوقين، فيكون ذكرها بعد «الرحمن» للتدليل على أنّ هذه الإنعامات دائميّة عامّة لعامّة العالم، لأنّ منشأها صفة دائميّة ثابتة، ومقتضى ثبوت العلّة ثبوت المعلول وبدوامها دوامه. وبهذا تتّضح نكتة الجمع بين هذين الاسمين الكريمين بهاتين الصيغتين.

ــــــــــ

(1) بحار الأنوار: كتاب التوحيد، باب العلم وكيفيّته والآيات...، حديث 12، ج4ص83.
صفحة 231

الوجه الثاني: إنّ الرحمن الرحيم هما اسمان مشتقّان من الرحمة وهي النعمة التي يستحقّ بها العبادة، وهما موضوعان للمبالغة، وفي «رحمن» خاصّة مبالغة يختصّ الله بها. وقيل: إنّ تلك المزيّة من حيث فعل النعمة التي يستحقّ بها العبادة لا يشاركه في هذا المعنى سواه. وقيل في معنى الرحيم: لا يكلّف عباده جميع ما يطيقونه، فإنّ المَلك لا يوصف بأنّه رحيم إذا كلّف عبيده جميع ما يطيقونه.
وإنّما قدّم «الرحمن» على «الرحيم» لأنّ وصفه بالرحمن بمنزلة اسم العلم من حيث لا يوصف به إلاّ الله تعالى، فصار بذلك كاسم العلم في أنّه يجب تقديمه على صفته.
الوجه الثالث: إنّ الرحمة الرحمانيّة، عبارة عن إفاضة الوجود على الأشياء وإبقائها وإكمالها بالكمالات اللائقة بفطرتها، وهذا عامّ لجميع الأشياء دنيويّة كانت أو أخرويّة، أناسي كانت أو غيرها، ولذلك قال: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طه: 5) حيث أشارت إلى أنّ مقام الاستواء على العرش ـ الذي هو إحاطة ملكه بكلّ شيء وانبساط تدبيره على الأشياء، سماويّها وأرضيّها، جليلها ودقيقها، خطيرها ويسيرها ـ إنّما هو من آثار مقام الرحمة الرحمانيّة.
بخلاف الرحمة الرحيميّة فإنّها مختصّة بالإنسان ومن كان مثله سالكاً إلى الرحمن، وبحال كونه على رضاه. وبتعبير آخر: إفاضة الكمالات الاختياريّة المرضية على المختارين من الإنس والجنّ.
وهناك جملة من الروايات تثبت هذا المعنى:
- عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله الصادق عليه السلام عن (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) فقال: «الله: إله كلّ شيء، الرحمن: بجميع خلقه، والرحيم: بالمؤمنين خاصّة» (1).
ــــــــــ

(1) تفسير الصافي، الكاشاني: ج1 ص69.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://morth.forumarabia.com
 
الرحمة لغةً واستعمالاً
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» و لاية اهل البيت من شروط الرحمة الالهية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السيد مرتضى الموسوي الروحاني رقم الجوال009647806835991 :: (تفسيرالاسماءوالصفات والعقائد والايات)-
انتقل الى: