السيد مرتضى الموسوي الروحاني رقم الجوال009647806835991
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

السيد مرتضى الموسوي الروحاني رقم الجوال009647806835991

السيد الرضوي الموسوي الروحاني للعلاج الروحاني العالم الروحاني للكشف الروحاني هاتف 07806835991
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
السيد المقدس مرتضى الموسوي الروحاني المعالج الروحاني لجلب الحبيب من العراق الاتصال07806835991 ومن خارج العراق 009647806835991
السيدمرتضى الموسوي الروحاني المعالج بالقران وسنة رسوله الكريم العالم الروحاني الذي تميز عن غيره بالصدق والمنطق والعمل الصحيح المعالج الروحاني على مستوى العالم العربي والغربي العالم بالعلوم الفوق الطبيعه السيد الاجل الذي دل صدقه وكلامه على العالم بفضل الله ومنه ورحمته علينا وعليه المعالج الباب الاول لكل ما يطلب منه تجده بأذن الله ومشئيته سبحانه بين يديك ببركة الاولياء والانبياء واسرارهم
العالم الروحاني السيد الرضوي الموسوي للكشف الروحاني عن كل ما يطلب منه بأذن الله ولعلاج الحالات المرضيه الروحيه والنفسيه وفك السحر وابطاله وفتح النصيب واعمال المحبة كله من كتاب الله الكريم واسراررب العالمين تجده في الموقع الرضوي العالم الروحاني للكشف وللعلاج ولاي مقصد اتصل على الرقم اذا كنت من خارج العراق009647806835991 أومن داخل العراق07806835991 او راسلنا على الاميل الالكتروني morthadh86@yahoo.com العالم الروحاني الذي شاع صيته في البلدان بصدقه ونورعمله وعلوا مرتبته العالم الروحاني السيد الرضوي الموسوي العالم الروحاني المتواضع في العمل وتزكيته معكم الموقع الشخصي للعالم الروحاني السيد الرضوي الموسوي والله يشهد انه لمن الصادقين https://morth.forumarabia.com

 

 إنّ حمده تعالى، كما هو أهله، غير مقدور لأحد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد الله السائر الى الله
المديرالعام للمنتدى



عدد المساهمات : 1869
تاريخ التسجيل : 25/02/2012

إنّ حمده تعالى، كما هو أهله، غير مقدور لأحد Empty
مُساهمةموضوع: إنّ حمده تعالى، كما هو أهله، غير مقدور لأحد   إنّ حمده تعالى، كما هو أهله، غير مقدور لأحد Icon_minitimeالخميس أغسطس 16, 2012 2:23 am

إنّ حمده تعالى، كما هو أهله، غير مقدور لأحد
وهذه الحقيقة هي التي أشار إليها خاتم الأنبياء والمرسلين حيث قال: «لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك» (1) وما يمكن أن يُقال في إثبات ذلك وجوه؛ منها:
الأوّل: إنّ نعم الله على الإنسان كثيرة لا يقوى عقله على الوقوف عليها كما قال تعالى: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا) (النحل: 18) إشارة إلى كثرة النِّعم الإلهيّة كثرة خارجة عن حيطة الإحصاء. وكيف يمكن إحصاء نعمه تعالى وعالم الوجود بجميع أجزائه وما يلحق بها من الأوصاف والأحوال، مرتبطة منتظمة نافع بعضها في بعض، متوقّف بعضها على بعض، فالجميع نعمه بالنسبة إلى الجميع، وهذا أمرٌ لا يحيط به إحصاء.
ولعلّ ذلك هو السرّ في إفراد النعمة في قوله «نعمة الله» فإنّ الحقّ أنّه ما من شيء إلاّ وهو نعمة إذا قيس إلى النظام الكلّي وإن كان ربما وُجد بينها ما ليس بنعمة إذا قيس إلى بعض آخر. على هذا فلا حاجة إلى تفخيمها بالجمع ليدلّ على الكثرة.
وإذا امتنع وقوف الإنسان عليها جميعاً، امتنع أن يكون قادراً على الحمد والشكر والثناء اللائق به تعالى.
الثاني: إنّ الإنسان إنّما يمكنه القيام بحمد الله وشكره إذا أقدره الله تعالى على ذلك الحمد والشكر، وإذا ألهمه ما يدعوه إلى ذلك الحمد والشكر، وإذا زال عنه العوائق والموانع، ومن الواضح أنّ كلّ ذلك إنعام من الله تعالى عليه.
فعلى هذا لا يمكنه القيام بشكر الله تعالى إلاّ بواسطة نِعَم عظيمة من الله تعالى عليه، وتلك النِّعم أيضاً توجب الشكر، وعلى هذا فكلّ شكر وحمد

ــــــــــ

(1) صحيح مسلم: باب ما يقال في الركوع والسجود، الحديث 48، ص201.
صفحة 284

يستلزم شكراً وحمداً وهلمّ جرّاً.
لذا ورد في الحديث القدسي: «أنّه تعالى أوحى إلى داود عليه السلام فقال: يا داود اشكرني، فقال: كيف أشكرك والشكر من نعمتك تستحقّ عليه شكراً؟ قال: يا داود رضيت بهذا الاعتراف منك شكراً» (1).
- وهذا ما ورد في مناجاة الشاكرين أيضاً عن عليّ بن الحسين عليهما السلام حيث قال: «وقلّدتْني مِننُك قلائدَ لا تُحلّ، وطوّقتْني أطواقاً لا تُفلّ، فالآؤك جمّةٌ ضعُف لساني عن إحصائها، ونعماؤك كثيرةٌ قصُر فهمي عن إدراكها فضلاً عن استقصائها، فكيف لي بتحصيل الشكر، وشكري إيّاك يفتقر إلى شكر؟ فكلّما قلت لك الحمد وجب عليَّ لذلك أن أقول لك الحمد» (2).
- وكذا ما ورد في الصحيفة السجّاديّة أنّه قال عليه السلام: «اللّهُمَّ إنّ أحداً لا يبلغ من شكرك غاية إلاّ حصل عليه من إحسانك ما يلزمه شكراً، ولا يبلغ مبلغاً من طاعتك ـ وإن اجتهد ـ إلاّ كان مقصّراً دون استحقاقك بفضلك. فأشكرُ عبادك عاجزٌ عن شكرك، وأعبدُهم مقصّر عن طاعتك، لا يجب لأحد أن تغفر له باستحقاقه، ولا أن ترضى عنه باستيجابه، فمن غفرت له فبطَولك ومن رضيت عنه فبفضلك» (3).
- وعن عليّ عليه السلام قال: «الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون، ولا يحصي نعماءه العادّون، ولا يؤدّي حقّه المجتهدون» (4).
- وعن أبي عبد الله الصادق عليه السلام: «اللَّهُمَّ إنّي أفتتح القول

ــــــــــ

(1) الجواهر السنية في الأحاديث القدسيّة، تأليف: شيخ المحدّثين محمّد بن الحسن بن علي بن الحسين الحرّ العاملي، نشر يس، الطبعة الأُولى 1402هـ: ص74.
(2) مفاتيح الجنان، مناجاة الشاكرين.
(3) الصحيفة السجّاديّة: وكان من دعائه إذا اعترف بالتقصير عن تأدية الشكر، رقم 37.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 1.
صفحة 285

بحمدك وأنطق بالثناء عليك واُمجّدك ولا غاية لمدحك، وأُثني عليك ومن يبلغ غاية ثنائك؟!..» (1).
ختامه مسك: الحمد في كلمات أهل البيت
- عن الإمام السجّاد زين العابدين: «الحمد لله الأوّل بلا أوّل كان قبله، والآخر بلا آخر يكون بعده... والحمد لله الذي لو حبس عن عباده معرفة حمده على ما أبلاهم من مننه المتابعة وأسبغ عليهم من نعمه المتظافرة لتصرّفوا في مننه فلم يحمدوه، وتوسّعوا في رزقه فلم يشكروه، ولو كانوا كذلك لخرجوا من حدود الإنسانيّة إلى حدّ البهيميّة فكانوا كما وصف الله في محكم كتابه: (إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً) (الفرقان: 44).
والحمد لله الذي عرّفنا نفسه... حمداً نعمَّر به فيمن حمده من خلقه، ونسبق به من سبق إلى رضاه وعفوه، حمداً يضيء لنا به ظلمات البرزخ ويسهّل علينا به سبيل المبعث، ويُشرّف به منازلنا عند مواقف الأشهاد، يوم تجزى كلّ نفس بما كسبت وهم لا يُظلمون... حمداً يرتفع منّا إلى أعلى عليّين في كتاب مرقوم يشهده المقرّبون، حمداً تقرُّ به عيوننا إذا برقت الأبصار وتبيضّ به وجوهنا إذا اسودّت الأبشار، حمداً نُعتقُ به من أليم نار الله إلى كريم جوار الله، حمداً نُزاحم به ملائكته المقرّبين ونضامُّ به أنبياءَه المرسلين في دار المقامة التي لا تزول ومحلّ كرامته التي لا تحول....
والحمد لله بكلّ ما حمده به أدنى ملائكته إليه وأكرم خليقته عليه، وأرضى حامديه لديه، حمداً يفضل سائر الحمد كفضل ربّنا على جميع خلقه، ثمّ له الحمد مكان كلّ نعمة له علينا وعلى جميع عباده الماضين والباقين عدد ما أحاط به علمه من جميع الأشياء، ومكان كلّ واحدة منها عددها أضعافاً

ــــــــــ

(1) مفاتيح الجنان، أعمال يوم الجمعة، دعاء الإمام الصادق عليه السلام.
صفحة 286

مضاعفة أبداً سرمداً إلى يوم القيامة، حمداً لا منتهى لحدّه ولا حساب لعدده ولا مبلغ لغايته ولا انقطاع لأمده، حمداً يكون وصلة إلى طاعته وعفوه، وسبباً إلى رضوانه، وذريعةً إلى مغفرته، وطريقاً إلى جنّته، وخفيراً من نقمته، وأمناً من غضبه، وظهيراً على طاعته، وحاجزاً عن معصيته، وعوناً على تأدية حقّه ووظائفه، حمداً نسعد به في السُّعداء من أوليائه، ونصير به في نظم الشهداء بسيوف أعدائه إنّه وليٌّ حميد» (1).
- وعن الإمام الصادق عليه السلام أنّه «سُئل لِمَ سُمّيت الكعبة؟ قال: لأنّها مربّعة، فقيل له: ولِمَ صارت مربّعة؟ قال: لأنّها بحذاء البيت المعمور وهو مربّع. فقيل له: ولِمَ صار بيت المعمور مربّعاً؟ قال: لأنّه بحذاء العرش وهو مربّع. فقيل له: ولِمَ صار العرش مربّعاً؟ قال: لأنّ الكلمات التي بُني عليها الإسلام أربع: سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلاّ الله، والله أكبر» (2).
- وعن الإمام الكاظم عليه¬السلام: «واستخلصتَ الحمد لنفسك، وجعلتَ الحمد من خاصّتك، ورضيتَ بالحمد من عبادك، وفتحتَ بالحمد كتابك، وختمتَ بالحمد قضاءك، ولم يعدل إلى غيرك، ولمن يقصر الحمد دونك، فلا مدفعَ للحمد عنك، ولا مستقرَّ للحمد إلاّ عندك، ولا ينبغي الحمدُ إلاّ لك» (3).
من هنا ورد عن النبيّ صلّى الله عليه وآله: «الحمد لله، الكلمة التي يقولها أهل الجنّة إذا دخلوها وينقطع الكلام الذي يقولونه في الدُّنيا ما خلا الحمد لله وذلك قوله: (وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنْ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)» (يونس: 10) (4).

ــــــــــ

(1) الصحيفة السجّادية، للإمام زين العابدين عليّ بن الحسين عليهما السلام، الدعاء الأوّل.
(2) علل الشرائع، الشيخ الصدوق: باب العلّة التي من أجلها سمّيت الكعبة كعبة، رقم 138، ج3 ص398.
(3) المصدر نفسه: ج1 ص360.
(4) بحار الأنوار: الباب الثاني، فضل التسبيحات الأربع، الحديث 1، ج90 ص167.

صفحة 287

الآية (3)

الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
نكتة تكرارهما.
الرحمة العامّة والخاصّة.
ختامه مسك.
صفحة 288


صفحة 289

نكتة تكرارهما
بعد أن جاء ذكر هذين الاسمين في البسملة، قد يتساءل عن النكتة التي أدّت إلى تكرارهما مرّة أخرى، لذا حاول جملة من الأعلام أن يذكروا وجوهاً لبيان نكتة التكرار والإعادة.
الوجه الأوّل: إنّ سياق البسملة هو سياق الشعار الذي أُريد من خلاله إعطاء صورة عن خصوصيّة الإله الذي يطرحه الإسلام من هذا الشعار، لذا وردت هاتان الصفتان (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) لتأكيد خصوص صفة الرحمة الإلهيّة في الشعار الإسلامي. وأمّا سياق هذه الآية فهو سياق آخر أُريد منه ذكر الرحمة في سياق عدّة أمور أخرى، مثل تمجيد الله وحمده والثناء عليه، ويكون بيان الرحمة هنا إلى جانب بيان الحساب والعقاب المشار إليه بـ (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) وكذلك بيان عبادته، حينئذ يكون تكرار ورودهما في البسملة وهذه الآية بمقتضى ما يتطلّبه سياق كلّ من الآيتين، لا لغرض تأكيد صفة الرحمة في الآية الأخرى.
وهذا ما اختاره جملة من الأعلام، حيث قالوا: الأقرب هو أنّ البسملة آية يبتدأ بها تبرّكاً وتيمّناً عند كلّ قول أو فعل، وقد ابتدئ بها في سائر السور واعتبرت جزءاً لها، فتكون الفاتحة نزلت للثناء والحمد الإلهي من غير النظر إلى خصوصيّات البسملة لأنّها كلمة مستقلّة مشتركة فيها سائر السور، فلابدّ من كون سورة الفاتحة واجدة لوصفه تعالى بالرحمن الرحيم.
وممّا يؤيّد ذلك أنّ سورة الفاتحة من ابتداء الحمد إلى توجيه الخطاب بعنوان (إِيَّاكَ نَعْبُدُ ...) تكون جملة واحدة، والبسملة خارجة عنها وهي جملة

صفحة 290

مستقلّة أخرى، وكأنّها خارجة عن تركيب الفاتحة وأسلوبها، وإن كانت جزءاً لها اعتباراً.
الوجه الثاني: إنّ (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) آية قد مضى تفسيرها، وإنّما وقع ذكرها ثانياً لأنّ في الأوّل ذكر الإلهيّة فوصل بذكر النعم التي بها يستحقّ العبادة، وهاهنا ذكر الحمد فوصَله بذكْر ما يستحقّ به الحمد والشكر على النعم، فليس فيه تكرار.
الوجه الثالث: ما جاء في علل الشرائع بإسناده إلى الإمام الصادق في حديث طويل، يقول فيه عليه السلام بعد أن حكى عن النبيّ صلّى الله عليه وآله
ما رأى إذ عُرج به، وعلّة الأذان والافتتاح: فلمّا فرغ من التكبيرة والافتتاح قال الله عزّ وجلّ: الآن وصلت إلى اسمي فسمِّ باسمي فقال: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) فمن أجل ذلك جعل (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) في أوّل السورة، ثمّ قال له: احمدني فقال: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ). وقال النبيّ صلّى الله عليه وآله في نفسه شكراً، فقال الله: يا محمّد قطعت حمدي فسمّ باسمي، فمن أجل ذلك جعل في الحمد: (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) (1).
الرحمة العامّة والخاصّة
تنقسم الرحمة الإلهيّة إلى:
- رحمة عامّة، وهي التي يتنعّم بها المؤمن والكافر والبرّ والفاجر وذو الشعور وغير ذي الشعور، فيوجدون بها ويرزقون بها في أوّل وجودهم، ثمّ في مسيرة الوجود ما داموا سالكين سبيل البقاء.
- ورحمة خاصّة، وهي العطيّة الإلهيّة الهنيئة التي يجود بها الله سبحانه في

ــــــــــ

(1) نقلاً عن تفسير نور الثقلين، مصدر سابق: ج1 ص8.
صفحة 291

مقابل الإيمان والعبوديّة، وتختصّ لا محالة بالمؤمنين الصالحين من عباده، من حياة طيّبة في الدُّنيا وجنّة ورضوان في الآخرة، ولا نصيب فيها للكافرين والمجرمين.
ويقابل الرحمة الخاصّة العذاب الذي يُصيب الكافرين والمجرمين من جهة كفرهم وجُرمهم في الدُّنيا كعذاب الاستئصال والمعيشة الضنك (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً) (طه: 124)، وفي الآخرة من النار وآلامها، ولا يقابل الرحمة العامّة شيء من العذاب، إذ كلّ ما يصدق عليه اسم شيء فهو من مصاديق الرحمة العامّة؛ قال تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) (الأعراف: 156).
والحاصل: إنّ الرحمة فيه تعالى ليست بمعنى رقّة القلب والإشفاق والتأثّر الباطني، فإنّها تستلزم المادّة، تعالى عن ذلك، بل معناها العطيّة والإفاضة لما يناسب الاستعداد التامّ الحاصل في القابل، فإنّ المستعدّ بالاستعداد التامّ الشديد يحبّ ما هو مستعدّ له ويطلبه ويسأله بلسان استعداده، فيفاض عليه ما يطلبه ويسأله.
قال تعالى: (يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) (الرحمن: 29) سؤالهم سؤال حاجة، فَهُمْ في حاجة من جميع جهاتهم إليه تعالى، متعلّقو الوجود به، متمسّكون بذيل غناه وجوده؛ قال تعالى: (أَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ) (فاطر: 15)، وقال في هذا المعنى من السؤال: (وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ) (إبراهيم: 34)، وقوله: (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) بإفاضة ما يناسب كلّ استعداد ويستحقّه.
والرحمة رحمتان: رحمة عامّة وهي إعطاء الشيء ما يستعدّ له ويشتاقه في صراط الوجود والكينونة، ورحمة خاصّة وهي إعطاء الشيء ما يستعدّ له في صراط الهداية إلى التوحيد وسعادة القُرب.
صفحة 292

وإعطاء صورة الشقاء اللازم الذي أثره العذاب الدائم للإنسان المستعدّ له باستعداده الشديد، لا ينافي الرحمة العامّة بل هو منها. وأمّا الرحمة الخاصّة فلا معنى لشمولها لمن هو خارج عن صراطها.
ختامه مسك
- أخرج أحمد وأبو داود عن جندب بن عبد الله البجلي قال: «جاء أعرابي فأناخ راحلته ثمّ عقلها ثمّ صلّى خلف رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم ثمّ نادى: اللّهمّ ارحمني ومحمّداً ولا تشرك في رحمتنا أحداً. فقال رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم: «لقد حظرت رحمة واسعة، إنّ الله خلق مائة رحمة، فأنزل رحمة يتعاطف بها الخلق جنّها وإنسها وبهائمها، وعنده تسعة وتسعون» (1).
- وأخرج ابن أبي حاتم عن محمّد بن عبد بن يزيد المقري، عن سفيان، عن عمرو ـ يعني ابن دينار ـ عن عطاء قال: «إنّ الله خلق رحمته مائة رحمة، فقسّم بين خلقه رحمة، وادّخر لنفسه تسعة وتسعين، فمن تلك الرحمة يتعاطف بها بنو آدم بعضهم على بعض والبهايم بعضها على بعض حتّى يوجد الطير على فراخه، فإذا كان يوم القيامة يجمع تلك الرحمة إلى التسعة والتسعين، فوسعت رحمته كلّ شيء» (2).

ــــــــــ

(1) الدرّ المنثور في التفسير المأثور، مصدر سابق: ج3 ص571.
(2) تفسير القرآن العظيم مسنداً عن رسول الله صلّى الله عليه وآله والصحابة والتابعين: الحديث 9045، ج5 ص1578.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://morth.forumarabia.com
 
إنّ حمده تعالى، كما هو أهله، غير مقدور لأحد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» للمعطله في كل الأحوال وحتى إن كان عليها اي عمل بإذن الله تعالى ترفع عنها الأعمال ويتم المراد بإذن الله تعالى
» : السبب في الابتداء باسمه تعالى
» العلة التي من أجلها بعث الله موسى بالعصا وعيسى بابراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى ، وبعث محمدا بالقرآن والسيف ، ومعنى قوله تعالى : " قال الذي عنده علم من الكتاب " ، وسجود يعقوب لولده يوسف ومعنى قوله تعالى : " فان كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين
» من هو الذكر ومن هم أهله؟ فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون
» طلب المدد من الله تعالى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السيد مرتضى الموسوي الروحاني رقم الجوال009647806835991 :: (تفسيرالاسماءوالصفات والعقائد والايات)-
انتقل الى: