السيد مرتضى الموسوي الروحاني رقم الجوال009647806835991
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

السيد مرتضى الموسوي الروحاني رقم الجوال009647806835991

السيد الرضوي الموسوي الروحاني للعلاج الروحاني العالم الروحاني للكشف الروحاني هاتف 07806835991
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
السيد المقدس مرتضى الموسوي الروحاني المعالج الروحاني لجلب الحبيب من العراق الاتصال07806835991 ومن خارج العراق 009647806835991
السيدمرتضى الموسوي الروحاني المعالج بالقران وسنة رسوله الكريم العالم الروحاني الذي تميز عن غيره بالصدق والمنطق والعمل الصحيح المعالج الروحاني على مستوى العالم العربي والغربي العالم بالعلوم الفوق الطبيعه السيد الاجل الذي دل صدقه وكلامه على العالم بفضل الله ومنه ورحمته علينا وعليه المعالج الباب الاول لكل ما يطلب منه تجده بأذن الله ومشئيته سبحانه بين يديك ببركة الاولياء والانبياء واسرارهم
العالم الروحاني السيد الرضوي الموسوي للكشف الروحاني عن كل ما يطلب منه بأذن الله ولعلاج الحالات المرضيه الروحيه والنفسيه وفك السحر وابطاله وفتح النصيب واعمال المحبة كله من كتاب الله الكريم واسراررب العالمين تجده في الموقع الرضوي العالم الروحاني للكشف وللعلاج ولاي مقصد اتصل على الرقم اذا كنت من خارج العراق009647806835991 أومن داخل العراق07806835991 او راسلنا على الاميل الالكتروني morthadh86@yahoo.com العالم الروحاني الذي شاع صيته في البلدان بصدقه ونورعمله وعلوا مرتبته العالم الروحاني السيد الرضوي الموسوي العالم الروحاني المتواضع في العمل وتزكيته معكم الموقع الشخصي للعالم الروحاني السيد الرضوي الموسوي والله يشهد انه لمن الصادقين https://morth.forumarabia.com

 

  في القصار من كلمات الإمام علي بن الحسين وفيها حكم ، ومواعظ ، ومحاسن آداب (4)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد الله السائر الى الله
المديرالعام للمنتدى



عدد المساهمات : 1869
تاريخ التسجيل : 25/02/2012

  في القصار من كلمات الإمام علي بن الحسين   وفيها حكم ، ومواعظ ، ومحاسن آداب (4) Empty
مُساهمةموضوع: في القصار من كلمات الإمام علي بن الحسين وفيها حكم ، ومواعظ ، ومحاسن آداب (4)     في القصار من كلمات الإمام علي بن الحسين   وفيها حكم ، ومواعظ ، ومحاسن آداب (4) Icon_minitimeالخميس يوليو 05, 2012 6:06 am

[size=24] في القصار من كلمات الإمام علي بن الحسين وفيها حكم ، ومواعظ ، ومحاسن آداب (4)

151 . وكان يقول : اللهم إني أعوذ بك أن تحسن في لوامع العيون علانيتي ، وتقبح في خفيات العيون سريرتي ، اللهم كما أسأت وأحسنت إلي ، فإذا عدت فعد علي .

152 . ومر على الحسن البصري ، وهو يعظ الناس بمنى ، فقال : يا هذا ، أسألك عن الحال التي أنت عليها مقيم ، أترضاها لنفسك فيما بينك وبين الله تعالى إذا نزل بك الموت ؟ قال : لا .

فقال : أفتحدث نفسك بالتحول ، والانتقال من الحال التي لا ترضاها لنفسك إلى الحال التي ترضاها ؟ فأطرق الحسن البصري مليا ، ثم قال : إني أقول ذلك بلا حقيقة .

فقال : أفترجو نبيا بعد محمد ، تكون لك معه سابقة ؟ قال : لا .

فقال : أفترجو دارا غير الدار التي أنت فيها ترد إليها فتعمل فيها ؟ قال : لا .

فقال : أرأيت أحدا به مسكة عقل ، رضي لنفسه من نفسه بهذا ؟ إنك على حال لا ترضاها ، ولا تحدث نفسك بالانتقال إلى حال ترضاها على حقيقة ، ولا ترجو نبيا بعد محمد ، ولا دارا غير الدار التي أنت فيها فترد إليها وتعمل فيها ، وأنت تعظ الناس ! ثم انصرف عنه ، فسأل الحسن البصري من هذا ؟ قيل : إنه علي بن الحسين .

فقال : هو من أهل بيت علم ، وارتفع عن الوعظ .

153 . وقال : من اهتم بمواقيت الصلاة ، لم تستكمل له لذة الدنيا .

154 . وقال : أشحنوا قلوبكم بالخوف من الله تعالى ، فإن لم تسخطوا شيئا من صنع الله تعالى بكم ، فاسألوا ما شئتم .

155 . وقال : من المنجيات القصد في الغنى والفقر .

156 . وقال : أحب السبيل إلى الله جرعتان ؛ جرعة غيض يردها بحلم ، وجرعة مصيبة يردها بصبر .

157 . وقال : إني أحب أن أقدم على ربي تعالى وعملي مستو .

158 . وقال : الدعاء بعدما ينزل البلاء لا ينتفع به .

159 . وقال : لو مات مؤمن ما بين المشرق والمغرب لما استوحشت ، بعد أن يكون القرآن معي .

160 . وقال قاسم بن عوف : كنت آتي علي بن الحسين مرة ، ومحمد بن الحنفية مرة ، فلقيني علي بن الحسين فقال لي : إياك أن تأتي أهل العراق فتخبرهم ما استودعناك علما ! فإنا والله ما فعلنا ذلك ، وإياك أن تترأس بنا ، فيضعك الله ، وإياك أن تستأكل بنا ، فيزيدك الله فقرا .

واعلم أنك أن تكون ذنبا في الخير ، خير لك من أن تكون رأسا في الشر .

واعلم أن من يحدث عنا بحديث سألناه يوما ، فإن حدث صدقا كتبه الله صديقا ، وإن حدث كذبا ، كتبه الله كذابا .

وإياك أن تشد راحلة ترحلها ، فإنما هاهنا يطلب العلم ، حتى يمضي لكم بعد موتي سبع حجج .

يبعث الله لكم غلاما من ولد فاطمة ، تنبت الحكمة في صدره ، كما ينبت الطل الزرع .

قال : ولما مضى علي بن الحسين حسبنا الأيام والجمع والشهور والسنين ، فما زاد يوما ولا نقص ، حتى تكلم محمد بن علي بن الحسين باقر العلم .

161 . وسمع ناعية في بيته ، وعنده جماعة ، فنهض إلى منزله ، ثم رجع إلى مجلسه .

فقيل له : أمن حدث كانت الناعية ؟ قال : نعم ، فعزوه ، وتعجبوا من صبره .

فقال : إنا أهل بيت نطيع الله فيما نحب ، ونحمده فيما نكره .

162 . وكان يقول : عتبت على الدنيا وقلت إلى متى * أكابد بؤسا همه ليس ينجلي أكل كريم من علي نجاره * يروح عليه الماء غير محلل فقالت نعم يا بن الحسين رميتكم * بسهمي عنادا منذ طلقني علي .

163 . وقال : موت الفجأة تخفيف للمؤمن ، وأسف على الكافر .

وإن المؤمن ليعرف غاسله وحامله ، فإن كان له عند ربه خير ، ناشد حملته بتعجيله ، وإن كان غير ذلك ، ناشدهم أن يقصروا به .

فقال ضمرة بن سمرة : إن كان كما تقول ، أقفز من السرير ، ضحك وأضحك .

وقال : اللهم إن ضمرة بن سمرة ضحك وأضحك بحديث ابن رسولك ، فخذه أخذة أسف ، فمات فجأة . فأتى بعد ذلك مولى لضمرة زين العابدين ، فقال : أصلحك الله ، إن ضمرة مات فجأة ، وإني لأقسم لك بالله إني سمعت صوته ، وأنا أعرفه ، كما كنت أعرف صوته في حياته في الدنيا وهو يقول : الويل لضمرة بن سمرة ! تخلى مني كل حميم ، وخلدت وحللت بدار الجحيم ، وبها مميتي والمقبل .

فقال علي بن الحسين : الله أكبر ، هذا جزاء من ضحك وأضحك من حديث ابن رسول الله .

164 . ولقى الحسن البصري الإمام السجاد فقال له : يا حسن ، أطع من أحسن إليك ، وإن لم تطعه فلا تعص له أمرا ، وإن عصيته فلا تأكل له رزقا ، وإن عصيته وأكلت رزقه ، وسكنت داره ، فأعد له جوابا ، وليكن صوابا .

165 . وقال : من لزم الصمت هابته العيون ، وحسنت فيه الظنون .

166 . وقال : العامل بالظلم ، والمعين له ، والراضي به ، شركاء ثلاثة .

وورد هذا الحديث عن النبي الأعظم .

167 . وعن أبي حمزة الثمالي قال : رأيت علي بن الحسين ، وقد سقط رداؤه عن منكبه ، فلم يسوه حتى فرغ من صلاته ، فقلت له في ذلك ؟ فقال : ويحك ، أتدري بين يدي من كنت ! إن العبد لا تقبل منه صلاة ، إلا ما أقبل فيها . فقلت : - جعلت فداك ! - إذا هلكنا .

فقال : كلا ، إن الله يتم ذلك بالنوافل .

168 . قال : المراء يفسد الصداقة البعيدة ، ويحل العقدة الوثيقة ، وأقل ما فيه أن تكون به المغالبة ، والمغالبة من أمتن أسباب القطيعة .

169 . ورأى الزهري علي بن الحسين في ليلة باردة ممطرة ، وعلى ظهره دقيق ، يريد أن يتصدق به على الفقراء ، فقال : يا بن رسول الله ، ما هذا ؟ قال : أريد سفرا أعد له زادا ، أحمله إلى موضع حريز .

قال : فهذا غلامي يحمله عنك ، فأبى .

فقال : أنا أحمله عنك ، فإني أرفعك عن حمله .

فقال : لكني لا أرفع نفسي عما ينجيني في سفري ، ويحسن ورودي على ما أرد عليه ، أسألك بحق الله لما مضيت بحاجتك وتركتني ، فانصرف .

فلما كان بعد أيام قال : يا بن رسول الله ، لست أرى لذلك السفر الذي ذكرته أثرا

قال : بلى يا زهري ، ليس ما ظننت ، ولكنه الموت ، وله كنت أستعد ، إنما الاستعداد للموت تجنب الحرام ، وبذل الندى في الخير .

170 . قال : من وصف ببذل نفسه لطلابه ، لم يكن سخيا ، وإنما السخي من يبتدي بحقوق الله في أهل طاعته ، وتنازعه نفسه إلى حب الشكر له ، إذا كان يقينه بثواب الله تاما .

171 . وعن الثمالي إنه سمع علي بن الحسين يقول لمولاه : لا يعبر على بابي سائل إلا أطعمتموه ، فإن اليوم يوم الجمعة .

قلت له : ليس كل من يسأل مستحقا .

فقال : أخاف أن يكون بعض من يسألنا محقا ، فلا نطعمه ونرده ، فينزل بنا أهل البيت ما نزل بيعقوب !

172 . وقال : إذا أراد الله بعبد خيرا ، أخذ فيه بعقول الرجال حتى ينفذ أمره فيهم ، ثم يرد إليهم عقولهم ، ألا ترى إلى الرجل يقول : فعلت كذا وكذا ، وليس معي عقلي .

173 . ومر على رجل يدعو الله أن يرزقه الصبر .

فقال : لا تقل هذا ، وسل الله العافية والشكر على العافية ، فإن الشكر على العافية ، خير من الصبر على البلاء .

174 . وقال : من زار أخاه في الله ، طلبا لإنجاز موعد الله ، شيعه سبعون ألف ملك ، وهتف به هاتف من خلف : ألا طبت ، وطابت لك الجنة . فإذا صافحه غمرته الرحمة .

175 . وسمع رجلا يقول : اللهم أغنني من خلقك .

فقال له : لا تقل هذا ، فإن الناس بالناس ، ولكن قل : اللهم أغنني عن شرار خلقك .

وإلى هذا يشير أبو العلاء المعري في ديوانه اللزوميات : الناس للناس من بدو وحاضرة * بعض لبعض وإن لم يشعروا خدم .

176 . وقال : كفى بالمرء عيبا ، أن يبصر من الناس ما يعمى عليه من نفسه ، أو يؤذي جليسه بما لا يعنيه .

177 . وقال له رجل : إني أحبك في الله حبا شديدا ! فنكس رأسه ثم قال : اللهم إني أعوذ بك أن أحب فيك وأنت لي مبغض .

وقال لذلك الرجل : أحبك للذي تحبني فيه .

178 . وقال : طوبى لمن طاب خلقه ! وطهرت سجيته ، وصلحت سريرته ، وحسنت علانيته ، وأنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من قوله ، وأنصف الناس من نفسه .

179 . وقال : من أطعم مؤمنا حتى يشبعه ، لم يدر أحد من خلق الله ما له من الأجر في الآخرة ، لا ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، إلا الله رب العالمين .

ثم قال : من موجبات المغفرة إطعام المؤمن السغبان ، ثم تلا قوله تعالى : ( أو إطعام في يوم ذي مسغبة * يتيما ذا مقربة * أو مسكينا ذا متربة ) .

180 . وقال : من سره أن يمد الله في عمره ، وأن يبسط له في رزقه ، فليصل رحمه ، فإن الرحم لها لسان يوم القيامة ، يقول : يا رب صل من وصلني ، واقطع من قطعني .

فالرجل ليرى بسبيل خير ، إذ أتته الرحم التي قطعها ، فتهوي به إلى أسفل قعر في النار .

181 . وقال : لا تحلفوا إلا بالله ، ومن حلف بالله فليرض ، ومن حلف بالله فلم يرض ، فليس من الله .

182 . وقال : من كفل لنا يتيما قطعته عنا محنتنا باستتارنا ، فواساه من علومنا التي سقطت إليه ، حتى أرشده وهداه ، قال الله تعالى : " أيها العبد الكريم المواسي ، أنا أولى بالكرم منك ، اجعلوا له يا ملائكتي في الجنان بعدد كل حرف علمه ألف ألف قصر ، وضموا إليه ما يليق بها من سائر النعم " .

183 . وقيل له : أي الأعمال أفضل ؟ فقال : الحال المرتحل . فقيل له : وما ذاك ؟ قال : هو فتح القرآن وختمه ، فإنه كلما جاء بأوله ارتحل بآخره ، ولقد قال رسول الله : من أعطاه الله القرآن ، فرأى أن رجلا أعطى أفضل مما أعطاه الله ، فقد صغر عظيما ، وعظم صغيرا .

184 . وقال : أحق الناس بالاجتهاد والورع ، والعمل بما عند الله ويرضاه ، الأنبياء وأتباعهم .

185 . وقال : ليس لك أن تقعد مع من شئت ؛ لأن الله تعالى يقول : ( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين ) ، وليس لك أن تتكلم بما شئت ؛ لأن الله يقول : ( ولا تقف ما ليس لك بهى علم ) ، وقال رسول الله : رحم الله عبدا قال خيرا فغنم ، أو صمت فسلم ، وليس لك أن تسمع ما شئت ؛ لأن الله يقول : ( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا ) .

186 . وقال : إذا تكلفت عناء الناس ، كنت أغواهم .

187 . وقال : من قضى لأخيه حاجة فيحاجه الله بها ، وقضى الله له بها مئة حاجة في إحداهن الجنة .

ومن نفس عن أخيه كربة ، نفس الله عنه كربه يوم القيامة ، بالغا ما بلغت .

ومن أعانه على ظالم له ، أعانه الله على إجازة الصراط عند دحض الأقدام .

ومن سعى له في حاجة حتى قضاها له ، فسر بقضائها ، فكان كإدخال السرور على رسول الله .

ومن سقاه من ظمأ ، سقاه الله من الرحيق المختوم .

ومن أطعمه من جوع ، أطعمه الله من ثمار الجنة . ومن كساه من عري ، كساه الله من إستبرق وحرير .

ومن كساه من غير عري ، لم يزل في ضمان الله ما دام على المكسي من الثوب سلك .

ومن أخدم أخاه المؤمن ، أخدمه الله من الولدان ، وأسكنه مع أوليائه .

ومن كفاه بما أهمه ، أخدمه الله الولدان .

ومن كفاه الله بما هو يمتهنه ، ويكف وجهه ، ويصل به يده ، أخدمه الله الولدان المخلدين .

ومن حمله على راحلة ، بعثه الله يوم القيامة إلى الموقف على ناقة من نوق الجنة ، يباهي به الملائكة .

ومن كفنه عند موته ، كساه الله كيوم ولدته أمه إلى أن يموت .

ومن زوجه زوجة يأنس بها ، ويسكن إليها ، آنسه الله في قبره بصورة أحب أهله .

ومن عاده في مرضه ، حفته الملائكة تدعو له حتى ينصرف ، ويقول : طبت وطابت لك الجنة ، والله لقضاء حاجته ، أحب إلى الله من صيام شهرين متتابعين ، باعتكافهما في المسجد الحرام .

188 . ولما كان بينه وبين محمد بن الحنفية من المنازعة في صدقات علي بن أبي طالب ، قيل له : لو ركبت إلى الوليد بن عبد الملك لكشف عنك ، وكان بمكة والوليد فيها .

فقال : ويحك أفي حرم الله أسأل غير الله ! إني آنف أن أسأل الدنيا خالقها ، فكيف أسأل مخلوقها ؟ !

189 . وقال : ما من شئ أحب إلى الله من أن يسأل .

190 . وقال : إني لأكره للرجل أن يعافي في الدنيا ، فلا يصيبه شئ من المصائب .

191 . وقال : لينفق الرجل بالقصد ، وبلغة الكفاف ، ويقدم الفضل منه لآخرته ، فإن ذلك أبقى للنعمة ، وأقرب إلى المزيد من الله تعالى ، وأنفع في العافية ( في العاقبة ) .

192 . وقال : ما يوضع في ميزان امرئ يوم القيامة أفضل من حسن الخلق .

193 . وقال : وددت إني افتديت خصلتين في الشيعة لنا ببعض ساعدي ، وهما النزق ، وقلة الكتمان .

194 . وقال : إذا التاجران صدقا وبرا ، بورك لهما ، وإذا كذبا وخانا ، لم يبارك لهما .

195 . وقال : إياك وظلم من لا يجد عليك ناصرا إلا الله .

196 . وقال : ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ، من جحد إماما من الله ، أو ادعى إماما من غير الله ، أو زعم أن لفلان وفلان نصيبا في الإسلام .

وقال : ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ، ولهم عذاب أليم ، المدخل فينا من ليس منا ، والمخرج منا من هو منا ، والقائل أن لهما نصيبا في الإسلام ؛ أعني هذين الصنمين .

وقريب منه ما ورد عن الامام الصادق .

197 . وقال لرجل : أيما أحب إليك صديق كلما رآك أعطاك بدرة دنانير ، أو صديق كلما رآك نصرك لمصيدة من مصائد الشيطان ، وعرفك ما تبطل به كيدهم ، وتخرق شبكتهم ، وتقطع حبائلهم ؟ فقال : بل صديق كلما رآني علمني كيف أخزي الشيطان عن نفسي ، فأدفع عني بلاءه . قال : فأيهما أحب إليك استنقاذك أسيرا مسكينا من أيدي الكافرين ، أو استنقاذك أسيرا مسكينا من أيدي الناصبين ؟ فقال : يا بن رسول الله ، سل الله أن يوفقني للصواب في الجواب .

فقال : اللهم وفقه .

فقال : بل استنقاذي المسكين الأسير من أيدي الناصبين ، فإنه توفير الجنة عليه ، وانقاذه من النار ، وذلك توفير الروح عليه في الدنيا ، ودفع الظلم عنه فيها ، والله يعوض هذا المظلوم بأضعاف ما لحقه من الظلم ، وينتقم من الظالم ، بما هو عادل بحكمه .

فقال : وفقت لله أبوك ، أخذته من جوف صدري ، لم تخرم ما قاله رسول الله حرفا واحدا !

198 . وقال : إن الله أخفى أربعة في أربعة ، أخفى رضاه في طاعته ، فلا تستصغرن شيئا من طاعته ، فربما وافق رضاه ، وأنت لا تعلم .

وأخفى سخطه في معصيته ، فلا تستصغرن شيئا من معصيته ، فربما وافق سخطه ، وأنت لا تعلم .

وأخفى إجابته في دعوته ، فلا تستصغرن شيئا من دعائه ، فربما وافق إجابته وأنت لا تعلم .

وأخفى وليه في عباده ، فلا تستصغرن عبدا من عبيد الله ، فربما يكون وليه ، وأنت لا تعلم .

199 . وقال له رجل : إني مبتلى بالنساء ، فأزني يوما ، وأصوم يوما ، فيكون ذا كفارة لذا ؟ فقال : إنه ليس شئ أحب إلى الله من أن يطاع ولا يعصى ، فلا تزني ولا تصم .

200 . وقال : يحشر الناس يوم القيامة ، أعرى ما يكون ، وأجوع ما يكون ، وأعطش ما يكون .

فمن كسا مؤمنا ثوبا في دار الدنيا ، كساه الله من حلل الجنة ، ومن أطعم مؤمنا في دار الدنيا ، أطعمه الله من ثمار الجنة ، ومن سقى مؤمنا في دار الدنيا شربة من ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم .

في القصار من كلمات الإمام علي بن الحسين وفيها حكم ، ومواعظ ، ومحاسن آداب (5)


201 . وقال لابنه : يا بني ، إن الله لم يرضك لي ، فأوصاك بي ، ورضيني لك فلم يوصني بك .

واعلم أن خير الآباء للأبناء من لم تدعه المودة إلى التفريط فيه ، وخير الأبناء للآباء ، من لم يدعه التقصير إلى العقوق .

وفي رواية أخرى قال : إن الله رضيني لك فلم يرضك لي ، فأوصاك بي ، ولم يوصني بك .

202 . وسئل عنه : ما هذا الأثر الذي نراه في ظهر أبيك ؟ فبكى طويلا فقال : هذا أثر مما كان يحمل قوتا على ظهره إلى منازل الفقراء والأرامل واليتامى والمساكين ، وإنه كان ينقل لهم طعاما في جراب ، وينقله إلى دورهم طول ليلته ، وكانت نفقته سرا لا جهرا ؛ لأن صدقة السر تطفئ غضب الرب .

203 . وعن أبي حازم : قال رجل لزين العابدين : تعرف الصلاة ؟ فحملت عليه .

فقال : " مهلا يا أبا حازم ، فإن العلماء هم الحلماء الرحماء " ، ثم واجه السائل فقال : " نعم أعرفها " .

فسأله عن أفعالها وتروكها ، وفرائضها ونوافلها حتى بلغ قوله : ما افتتاحها ؟ قال : " التكبير " .

قال : ما برهانها ؟ قال : " القراءة " .

قال : ما خشوعها ؟ قال : " النظر إلى موضع السجود " .

قال : ما تحريمها ؟ قال : " التكبير " .

قال : ما تحليلها ؟ قال : " التسليم " .

قال : ما جوهرها ؟ قال : " التسبيح " .

قال : ما شعارها ؟ قال : " التعقيب " .

قال : ما تمامها ؟ قال : " الصلاة على محمد وآل محمد " .

قال : ما سبب قبولها ؟ قال : " ولايتنا ، والبراءة من أعدائنا " .

قال : ما تركت لأحد حجة ! ثم نهض يقول : ( الله أعلم حيث يجعل رسالته ) ، وتوارى .

204 . وعن القاسم بن عبد الرحمن الأنصاري قال : سمعت أبا جعفر يقول : إن رجلا جاء إلى علي بن الحسين ، فقال : أخبرني عن قول الله عز وجل : ( والذين في أموالهم حق معلوم ) ما هذا الحق المعلوم ؟ فقال علي بن الحسين : الحق المعلوم الشيء يخرجه الرجل من ماله ، ليس من الزكاة ، ولا من الصدقتين المفروضتين .

قال : وإذا لم يكن من الزكاة ، ولا من الصدقة ، فما هو ؟ قال : الشيء يخرجه الرجل من ماله ، إن شاء أكثر ، وإن شاء أقل ، على قدر ما يملك .

فقال الرجل : فما يصنع به ؟ فقال : يصل به رحما ، ويقوي ضعيفا ، ويحمل به كلا ، ويصل به أخا له في الله ، أو لنائبة تنوبه .

فقال الرجل : الله أعلم حيث يجعل رسالته .

205 . وقال : النجدة ؛ الإقدام على الكريهة ، والصبر عند النائبة ، والذب عن الإخوان .

206 . وقال : استتمام المعروف أفضل من ابتدائه .

207 . وقال : غريبتان ؛ كلمة حكمة من سفيه فاقبلوها ، وكلمة سفه من حكيم فاغفروها ، فإنه لا حليم إلا ذو عسرة ، ولا حكيم إلا ذو تجربة .

208 . وقال : إذا نصح العبد لله تعالى في سره أطلعه الله تعالى على مساوئ عمله ، فتشاغل بذنوبه عن معايب الناس .

209 . وكان إذا توضأ اصفر وجهه ، فيقول أهله : ما هذا الذي يعتادك عند الوضوء ؟ فيقول : أتدرون بين يدي من أريد أن أقوم ؟

210 . وقال : كيف يكون صاحبكم ، من إذا فتحتم كيسه ، فأخذتم فيه حاجتكم ، فلم ينشرح لذلك ؟

211 . وشكا إليه الجعفي جابر بن يزيد من جور بني أمية وأتباعهم ، أنهم قد قتلونا ، ولعنوا مولانا أمير المؤمنين على المنابر والمنارات ، والأسواق والطرقات ، حتى أنهم يجتمعوا في مسجد رسول الله ، فيلعنون عليا علانية ، ولا ينكر أحد ذلك ، فإذا قام أحد ينكره ، أخذوه وقالوا : هذا رافضي ، أبو ترابي ، وجاؤوا به إلى أميرهم ، ويقولون : " هذا ذكر أبا تراب " ، ثم بعدئذ قتلوه .

فلما سمع الإمام ذلك ، حتى نظر إلى السماء .

فقال : سبحانك سيدي ما أحلمك ، وأعظم شأنك في حلمك ، وأعلى سلطانك ، يا رب قد مهلت عبادك في بلادك حتى ظنوا أنك مهلتهم أبدا ، وهذا كله بعينك لا يغالب قضاؤك ، ولا يرد المحتوم من تدبيرك ، كيف شئت وأنت أعلم به منا .

212 . وقال : إذا قدرت على عدوك ، فاجعل العفو شكرا للقدرة عليه ، فإن العفو عن قدرة فضل من الكرم .

213 . وقال : العفو زكاة الظفر ، وأولى الناس بالعفو ، أقدرهم للعقوبة .

214 . وقيل له : ما الموت ؟ فقال : للمؤمن كنزع ثياب وسخة ، وسخط قملة ، وفك قيود ، وأغلال ثقيلة ، والاستبدال بأفخر الثياب ، وأطيبها روائح ، وأوطئ المراكب ، وأنس المنازل . وللكافر كخلع ثياب فاخرة ، والنقل عن منازل أنيسة ، والاستبدال بأوسخ الثياب وأخشنها ، وأوحش المنازل ، وأعظم العذاب .

215 . وعن الزهري قال : سمعت علي بن الحسين يقول : من لم يتعز بعزاء الله ، تقطعت نفسه على الدنيا حسرات ، والله ما الدنيا وما الآخرة إلا ككفتي الميزان ، فأيهما رجح ، ذهب بالآخر .

ثم تلا قوله تعالى في سورة الواقعة : ( إذا وقعت الواقعة ) يعني القيامة ( ليس لوقعتها كاذبة * خافضة ) ، خفضت والله أعداء الله إلى النار ( رافعة ) رفعت والله أولياء الله إلى الجنة .

ثم أقبل على رجل من جلسائه ، فقال له : اتق الله ، وأجمل في الطلب ، ولا تطلب ما لم يخلق ، فإن من طلب ما لم يخلق ، تقطعت نفسه حسرات ، ولم ينل ما طلب .

ثم قال : كيف ينال ما لا يخلق ؟ فقال الرجل : فكيف يطلب ما لم يخلق ؟ فقال : من طلب الغنى والأموال والسعة في الدنيا ، فإنما يطلب ذلك للراحة ، والراحة لم تخلق في الدنيا ، ولا لأهل الدنيا ، إنما خلقت الراحة في الجنة ، ولأهل الجنة ، والتعب والنصب خلقا في الدنيا ولأهل الدنيا ، وما أعطي أحد منها جفنة إلا أعطي من الحرص مثليها . ومن أصاب من الدنيا أكثر ، كان فيها أشد فقرا ؛ لأنه يفتقر إلى الناس في حفظ أمواله ، ويفتقر إلى كل آلة من آلات الدنيا . فليس في غنى الدنيا راحة ، ولكن الشيطان يوسوس إلى ابن آدم أن له في جميع ذلك المال راحة ، وإنما يسوقه إلى التعب في الدنيا والحساب عليه في الآخرة .

ثم قال : كلا ما تعب أولياء الله في الدنيا للدنيا ، بل تعبوا في الدنيا للآخرة . ألا ومن اهتم لرزقه ، كتب عليه الخطيئة ، كذلك قال المسيح للحواريين : إنما الدنيا قنطرة ، فاعبروها ولا تعمروها ( مرج البحرين يلتقيان * بينهما برزخ لا يبغيان ) .

216 . وقال : من كان عنده فضل ثوب ، فعلم أن بحضرته مؤمن يحتاج إليه ، فلم يدفعه إليه ، أكبه الله على منخريه في النار .

217 . وقال : ما من عبد مؤمن تنزل به بلية ، فيصبر ثلاثا لا يشكو إلى أحد ، كشف الله عنه .

218 . وقال : الإنسان إذا لبس الثوب اللين طغا ، ومن أحب حلاوة الإيمان ، فليلبس الصوف .

219 . وقال : طالب العلم إذا خرج من منزله لم يضع رجليه على رطب ولا يابس من الأرض إلا سبحت له إلى الأرضين السابعة .

220 . وقال : قضاء حاجة الإخوان أحب إلى الله تعالى من صيام شهرين متتابعين ، واعتكافهما في المسجد الحرام .

221 . وقال : معطي الصدقة إذا قبل يده عندما يدفع الصدقة إلى الفقير ، وقعت في يد الله قبل أن تقع في يد السائل .

222 . وقال : من عاد مؤمنا في مرضه ، حفته الملائكة ، ودعت له حتى ينصرف ، تقول له : طبت وطابت له الجنة .

223 . وقال : ما اختلج عرق ولا صدع مؤمن قط إلا بذنبه ، وما يعفو الله عنه أكثر .

224 . وقال : ما دخل قلب إمرىء شئ من الكبر ، إلا نقص من عقله مثل ما دخله .

225 . وقال : ليس شئ في الدنيا أعون من الإحسان إلى الإخوان .

226 . وقال : اعرف المودة في قلب أخيك ، بما له في قلبك .

227 . وقال : من رضى بالقليل من الرزق ، رضى الله منه بالقليل من العمل .

228 . وقال : جيران الله الذين يتزاورون في الله ، ويتجالسون في الله ، ويبذلون ما لهم في الله تعالى .

229 . وقال : إياكم وصحبة العاصين ، ومعونة الظالمين .

230 . وقال : الرزق الحلال قوت المصطفين .

231 . وقال : للمسرف ثلاث علامات : يأكل ما ليس له ، ويلبس ما ليس له ، ويشتري ما ليس له .

232 . وقال : من عبد الله فوق عبادته ، أتاه الله فوق كفايته وأمانيه .

قلت : وهذا قريب من قول جدته فاطمة الزهراء : من أصعد إلى الله خالص عبادته ، أهبط الله إليه أفضل مصلحته .

. وقال : لم أر مثل التقدم في الدعاء ، فإن العبد ليس تحضره الإجابة في كل وقت .

234 . وعن إبراهيم بن محمد قال : سمعت من السجاد ليلة من الليالي هذه المناجاة ، يقول : يا الهي وسيدي ومولاي ، لو بكيت حتى تسقط أشفار عيني ، وانتحبت إليك حتى ينقطع صوتي ، وقمت لك حتى تنتشر قدماي ، وركعت لك حتى ينخلع صلبي ، وسجدت لك حتى تتقفأ حدقتاي ، وأكلت تراب الأرض طول عمري ، وشربت ماء الرماد آخر دهري ، وذكرتك في خلال ذلك حتى يكل لساني ، ثم لم أرفع طرفي إلى آفاق السماء استحياء منك ، ما استوجبت لذلك محو سيئة واحدة من سيئاتي ، وإن كنت تغفر لي حين استوجبت مغفرتك ، وتعفو عني حين استحق عفوك ، فإن ذلك غير واجب لي باستحقاق ، ولا أنا أهل باستيجاب ، إذا كان جزائي منك في أول ما عصيتك النار ، فإن تعذبني فأنت غير ظالم لي .

235 . وعن أبي حمزة الثمالي قال : قال علي بن الحسين : إذا أردت أن يطيب الله ميتتك ، ويغفر ذنبك يوم تلقاه ، فعليك بالبر ، وصدقة السر ، وصلة الرحم ، فإنهن يزددن في العمر ، وينفين الفقر ، ويدفعن عن صاحبهن سبعين ميتة سوء .

236 . ولما رجع مولانا زين العابدين من الحج استقبله الشبلي ، فقال له : حججت يا شبلي ؟ قال : نعم يا بن رسول الله .

فقال : أنزلت الميقات وتجردت عن مخيط الثياب ، فاغتسلت ؟ قال : نعم .

قال : فحين نزلت الميقات نويت أنك خلعت ثوب المعصية ، ولبست ثوب الطاعة ؟ قال : لا .

قال : فحين تجردت عن مخيط ثيابك ، نويت أنك تجردت من الرياء والنفاق ، والدخول في الشبهات ؟ قال : لا .

قال : فما نزلت الميقات ، ولا تجردت عن مخيط الثياب ، ولا اغتسلت .

ثم قال : تنظفت وأحرمت وعقدت بالحج ؟ قال : نعم .

قال : فحين تنظفت وأحرمت وعقدت الحج نويت أنك تنظفت بنورة التوبة الخالصة لله تعالى ؟ قال : لا .

قال : فحين أحرمت ، نويت أنك حرمت على نفسك كل محرم حرمه الله عز وجل ؟ قال : لا .

قال : فحين عقدت الحج نويت أنك قد حللت كل عقد لغير الله ؟ قال : لا .

قال له : ما تنظفت ولا أحرمت ، ولا عقدت الحج .

ثم قال له : أدخلت الميقات وصليت ركعتي الإحرام ولبيت ؟ قال : نعم .

قال : فحين دخلت الميقات نويت أنك بنية الزيارة ؟ قال : لا .

قال : فحين صليت الركعتين ، نويت أنك تقربت إلى الله بخير الأعمال من الصلاة وأكبر حسنات العباد ؟ قال : لا .

قال : فحين لبيت نويت أنك نطقت لله سبحانه بكل طاعة ، وصمت عن كل معصية ؟ قال : لا .

قال له : ما دخلت الميقات ولا صليت ولا لبيت .

ثم قال له : أدخلت الحرم ورأيت الكعبة وصليت ؟ قال : نعم .

قال : فحين دخلت الحرم نويت أنك حرمت على نفسك كل غيبة تستغيبها المسلمين من أهل ملة الإسلام ؟ قال : لا .

قال : فحين وصلت مكة نويت بقلبك أنك قصدت الله ؟ قال : لا .

قال : فما دخلت الحرم ، ولا رأيت الكعبة ولا صليت .

ثم قال : طفت بالبيت ، ومسست الأركان وسعيت ؟ قال : نعم .

قال : فحين سعيت نويت أنك هربت إلى الله ، وعرف ذلك منك علام الغيوب ؟ قال : لا .

قال : فما طفت بالبيت ، ولا مست الأركان ولا سعيت .

ثم قال له : صافحت الحجر ، ووقفت بمقام إبراهيم ، وصليت به ركعتين ؟ قال : نعم .

فصاح صيحة كاد يفارق الدنيا ، ثم قال : آه آه .

ثم قال : من صافح الحجر الأسود ، فقد صافح الله تعالى ، فانظر يا مسكين ، لا تضيع أجر ما عظم حرمته وتنقض المصافحة بالمخالفة ، وقبض الحرام نظير أهل الآثام .

ثم قال : نويت حين وقفت عند مقام إبراهيم أنك وقفت على كل طاعة وتخلفت عن كل معصية ؟ قال : لا .

قال : فحين صليت فيه ركعتين نويت أنك صليت بصلاة إبراهيم ، وأرغمت بصلاتك أنف الشيطان ؟ قال : لا .

قال له : فما صافحت الحجر الأسود ، ولا وقفت عند المقام ، ولا صليت فيه ركعتين .

ثم قال له : أشرفت على بئر زمزم وشربت من مائها ؟ قال : نعم .

قال : أنويت أنك أشرفت على الطاعة ، وغضضت طرفك عن المعصية ؟ قال : لا .

قال : فما أشرفت عليها ولا شربت من مائها .

ثم قال له : أسعيت بين الصفا والمروة ومشيت وترددت بينهما ؟ قال : نعم .

قال له : نويت أنك بين الرجاء والخوف ؟ قال : لا .

قال : فما سعيت ولا مشيت ولا ترددت بين الصفا والمروة .

ثم قال : أخرجت إلى منى ؟ قال : نعم .

قال : نويت أنك آمنت الناس من لسانك وقلبك ويدك ؟ قال : لا .

قال : فما خرجت إلى منى .

ثم قال له : أوقفت الوقفة بعرفة وطلعت جبل الرحمة ، وعرفت وادي نمرة ، ودعوت الله سبحانه عند الميل والجمرات ؟ قال : نعم .

قال : هل عرفت بموقفك بعرفة معرفة الله سبحانه أمر المعارف والعلوم ، وعرفت قبض الله على صحيفتك ، واطلاعه على سريرتك وقلبك ؟ قال : لا .

قال : نويت بطلوعك جبل الرحمة إن الله يرحم كل مؤمن ومؤمنة ، ويتوالى كل مسلم ومسلمة ؟ قال : لا .

قال : نويت عند نمرة أنك لا تأمر حتى تأتمر ، ولا تزجر حتى تنزجر ؟ قال : لا .

قال : فعندما وقفت عند العلم والنمرات نويت أنها شاهدة لك على الطاعات ، حافظة لك مع الحفظة بأمر رب السماوات ؟ قال : لا .

قال : فما وقفت بعرفة ، ولا طلعت جبل الرحمة ، ولا عرفت نمرة ، ولا دعوت ولا وقفت عند النمرات .

ثم قال : مررت بين العلمين ، وصليت قبل مرورك ركعتين ، ومشيت بمزدلفة ، ولقطت فيها الحصى ، ومررت بالمشعر الحرام ؟ قال : نعم .

قال : فحين صليت ركعتين نويت أنها صلاة شكر في ليلة عشر ، تنفي كل عسر ، وتيسر كل يسر ؟ قال : لا .

قال : فعندما مشيت بين العلمين ، ولم تعدل عنهما يمينا وشمالا نويت ألا تعدل عن دين الحق يمينا وشمالا لا بقلبك ولا بلسانك ولا بجوارحك ؟ قال : لا .

قال : فعندما مشيت بمزدلفة ولقطت منها الحصى ، نويت أنك رفعت عنك كل معصية وجهل وثبت كل علم وعمل ؟ قال : لا .

قال : فعندما مررت بالمشعر الحرام نويت أنك أشعرت قلبك إشعار أهل التقوى والخوف لله عز وجل ؟ قال : لا .

قال : فما مررت بالعلمين ، ولا صليت ركعتين ، ولا مشيت بالمزدلفة ، ولا رفعت منها الحصى ، ولا مررت بالمشعر الحرام .

ثم قال له : وصلت منى ، ورميت الجمرة ، وحلقت رأسك ، وذبحت هديك ، وصليت في مسجد الخيف ، ورجعت إلى مكة ، وطفت طواف الإفاضة ؟ قال : نعم .

قال : فنويت عندما وصلت منى ، ورميت الجمار أنك بلغت إلى مطلبك ، وقد قضى ربك لك كل حاجتك ؟ قال : لا .

قال : فعندما رميت الجمار نويت أنك رميت عدوك إبليس ، وعصيته بتمام حجك النفيس ؟ قال : لا .

قال : فعندما حلقت رأسك ، نويت أنك تطهرت من الأدناس ، ومن تبعة بني آدم ، وخرجت من الذنوب ، كما ولدتك أمك ؟ قال : لا .

قال : فعندما صليت في مسجد الخيف ، نويت أنك لا تخاف إلا الله وذنبك ، ولا ترجو إلا رحمة الله تعالى ؟ قال : لا .

قال : فعندما ذبحت هديك ، نويت أنك ذبحت حنجرة الطمع بما تمسكت به من حقيقة الورع ، وأنك اتبعت سنة إبراهيم بذبح ولده ، وثمرة فؤاده ، وريحان قلبه ، وحاجه سنته لمن بعده ، وقربه إلى الله تعالى لمن خلقه ؟ قال : لا .

قال : فعندما رجعت إلى مكة ، وطفت طواف الإفاضة نويت انك أفضت من رحمة الله تعالى ، ورجعت إلى طاعته ، وتمسكت بوده ، وأديت فرائضه ، وتقربت إلى الله تعالى ؟ قال : لا .

قال له زين العابدين : فما وصلت منى ، ولا رميت الجمار ، ولا حلقت رأسك ، ولا أديت ( ذبحت ) نسكك ، ولا صليت في مسجد الخيف ، ولا طفت طواف الإفاضة ولا تقربت ، ارجع فإنك لم تحج . فطفق الشبلي يبكي على ما فرطه في حجه ، وما زال يتعلم حتى حج من قابل بمعرفة ويقين .

237 . ورأى : الحسن البصري عند الحجر الأسود يقص ، فقال : يا هناه ، أترضى نفسك للموت ؟ قال : لا ، قال : فعملك للحساب ؟ قال : لا .

قال : فثم دار العمل ؟ قال : لا .

قال : فلله في الأرض معاذ غير هذا البيت ؟ قال : لا .

قال : فلم تشغل الناس عن الطواف ؟ ثم مضى .

قال الحسن : ما دخل مسامعي مثل هذه الكلمات من أحد قط ، أتعرفون هذا الرجل ؟ قالوا : هذا زين العابدين .

فقال الحسن : ذرية بعضها من بعض .

238 . ولقى عباد البصري الإمام في طريق مكة ، فقال له : يا علي بن الحسين ، تركت الجهاد وصعوبته ، وأقبلت على الحج ولينه ، وإن الله عز وجل يقول : ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون ) إلى قوله : ( وبشر المؤمنين ) .

فقال : اقرأ ما بعدها : ( التلبون العبدون ) إلى آخرها .

ثم قال : إذا ظهر هؤلاء ، لم نؤثر على الجهاد شيئا .

وفي رواية : إذا رأينا هؤلاء الذين صفتهم هذه ، فالجهاد معهم أفضل من

239 . وعن أبي حمزة قال : رأيت علي بن الحسين في فناء الكعبة في الليل وهو يصلي ، فأطال القيام حتى جعل مرة يتوكأ على رجله اليمنى ، ومرة على رجله اليسرى ، ثم سمعته يقول بصوت كأنه باك : يا سيدي ، تعذبني وحبك في قلبي ! أما وعزتك لئن فعلت لتجمعن بيني وبين قوم طالما عاديتهم فيك .

240 . وانتهى إلى قوم يغتابونه فوقف عليهم ، فقال لهم : إن كنتم صادقين فغفر الله لي ، وإن كنتم كاذبين فغفر الله لكم .

241 . وسأل أبو حمزة عنه : الأئمة يحيون الموتى ، ويبرؤون الأكمة والأبرص ، ويمشون على الماء ؟ فقال : ما أعطى الله نبيا شيئا إلا وقد أعطى محمدا ، وأعطاه ما لم يعطهم ولم يكن عندهم ، فكل ما كان عند رسول الله فقد أعطاه أمير المؤمنين ، ثم الحسن والحسين ، ثم إماما بعد إمام إلى يوم القيامة ، مع الزيادة التي تحدث في كل سنة ، وفي كل شهر ، وفي كل يوم .

242 . واستسقى جماعة من عباد البصرة . . . وانصرفوا خائبين ، فإذا هم بفتى قد أقبل ، وقد أكربته أحزانه ، وأقلقته أشجانه ، فطاف بالكعبة أشواطا .

ثم أقبل علينا وسمانا واحدا واحدا ، فقلنا لبيك يا شاب .

فقال : أما فيكم أحد يجيبه الرحمن ؟ فقلنا : يا فتى علينا الدعاء وعليه الإجابة .

فقال : ابعدوا عن الكعبة ، فلو كان فيكم أحد يجيبه الرحمن لأجابه .

ثم أتى الكعبة ، فخر ساجدا ، فسمعته يقول في سجوده : سيدي بحبك لي ألا أسقيتهم الغيث .

فما استتم الكلام ، حتى أتاهم الغيث كأفواه القرب ، ثم ولى عنا قائلا : من عرف الرب فلم تغنه * معرفة الرب فهذا شقي ما ضر في الطاعة ما ناله * في طاعة الله وماذا لقي ما يصنع العبد بعز الغنى * والعز كل العز للمتقي فسئل عنه ، فقالوا : هذا زين العابدين .

243 . وخرج إلى مكة ، فإذا هو برجل يقطع الطريق فقال للإمام : انزل .

فقال : تريد ماذا ؟ قال : أريد أن أقتلك ، وآخذ ما معك .

قال : فأنا أقاسمك ما معي وأحللك ! فقال اللص : لا .

قال : فدع معي ما ابتلغ به ، فأبى .

قال : فأين ربك ؟ قال : نائم .

فإذا أسدان مقبلان بين يديه ، فأخذ هذا برأسه ، وهذا برجليه .

ثم قال : زعمت أن ربك عنك نائم .

244 . وقال : ما عرض لي قط أمران أحدهما للدنيا والآخر للآخرة ، فآثرت الدنيا ، إلا رأيت ما أكره قبل أن أمسي .

245 . وقال رجل لرجل من آل الزبير كلاما أقذع فيه .

فأعرض الزبيري عنه ، ثم دار الكلام ، فسب الزبيري علي بن الحسين ، فأعرض عنه ولم يجبه ، فقال له الزبيري : ما يمنعك من جوابي ؟ فقال : ما يمنعك من جواب الرجل !

246 . وكان يقضي ما فاته من صلاة نافلة النهار في الليل ، ويقول : يا بني ، ليس هذا عليكم بواجب ، ولكن أحب لمن عود منكم نفسه عادة من الخير أن يدوم عليها .

247 . وقال : إن طبائع الناس كلها مركبة على الشهوة والرغبة ، والحرص والرهبة ، والغضب واللذة ، إلا أن في الناس من قد ضم هذه الخلال بالتقوى ، والحياء والأنف ، فإذا دعت نفسك إلى كبيرة من الأمر فارم ببصرك إلى السماء ، فإن لم تخف ممن فيها ، فانظر إلى من في الأرض لعلك أن تستحي ممن فيها ، فإن كنت لا ممن في السماء تخاف ، ولا ممن في الأرض تستحي ، فعد نفسك في البهائم .

248 .

وقال : إن العبد المؤمن ليطلب الإمارة والتجارة ، فإذا أشرف من ذلك على ما يهوى ، بعث الله إليه ملكا يصده عن أمر لو دخل فيه لاستخف النار ، فنزل الملك ويصده عن ذلك الأمر بلطف الله تعالى ، ويصبح العبد يقول : لقد دهاني من دهاني فعل الله به ، وفعل ما يدري ، أن الله عز وجل هو الناظر له في ذلك ، ولو تركه وذلك الشيء لدخل النار .

249 . عن أبي جعفر ، قال : كان علي بن الحسين إذا هم بأمر حج أو عمرة ، أو بيع أو شراء أو عتق ، تطهر ثم قال : اللهم إن كان كذا وكذا خيرا في ديني ، وخيرا لي في دنياي وآخرتي ، وعاجل أمري وآجله ، فيسره لي ، رب اعزم على رشدي ، وإن كرهت ذلك وأبته نفسي .

250 . وعن الثمالي قال : قلت لعلي بن الحسين : لأي علة حجب الله الخلق عن نفسه ؟ قال : لأن الله - تبارك وتعالى - بناهم بنية على الجهل ، فلو أنهم كانوا ينظرون إلى الله عز وجل لما كانوا بالذي يهابونه ، ولا يعظمونه ، نظير ذلك أحدكم إذا نظر إلى بيت الله الحرام أول مرة عظمه ، فإذا أتت عليه أيام وهو يراه ، لا يكاد أن ينظر إليه إذا مر به ، ولا يعظمه ذلك التعظيم . في القصار من كلمات الإمام علي بن الحسين وفيها حكم ، ومواعظ ، ومحاسن آداب (6)
251 . وقال : لو أنزل الله تعالى كتابا أنه معذب رجلا واحدا ، لخفت أن أكونه ، أو أنه راحم رجلا واحدا ، لرجوت أن أكونه ، أو أنه معذبي لا محالة ، ما ازددت إلا اجتهادا ، لئلا أرجع على نفسي بلائمة .

252 . وقال : لباسي للدنيا التجمل والصبر * ولبسي للأخرى البشاشة والبشر إذا اعترني أمر لجأت إلى العرا * لأني من القوم الذين لهم فخر ألم تر أن العرف قد مات أهله * وأن الندى والجود ضمهما قبر على العرف والجود السلام فما بقي * من العرف إلا الرسم في الناس والذكر وقائلة لما رأتني مسهدا * كأن الحشا مني يلذعها الجمر أباطن داء لو حوى منك ظاهرا * فقلت الذي بي ضاق عن وسعة الصدر تغير أحوال وفقد أحبة * وموت ذوي الأفضال قالت كذا الدهر .

253 . وقال : إن الملائكة إذا سمعوا المؤمن يدعو لأخيه المؤمن بظهر الغيب ، أو يذكره بخير ، قالوا : نعم الأخ أنت لأخيك ، تدعو له بالخير ، وهو غائب عنك ، وتذكره بخير ، قد أعطاك الله عز وجل مثل ما سألت له ، وأثنى عليك مثلي ما أثنيت عليه ، ولك الفضل عليه ، وإذا هم سمعوه يذكر أخاه بسوء ، ويدعو عليه ، قالوا : بئس الأخ أنت لأخيك ! كف أيها المستتر على ذنوبه وعورته ، وارجع على نفسك ، واحمد الله الذي ستر عليك ، واعلم أن الله عز وجل أعلم بعبده منك .

254 . وقال : إن الله تعالى لما خلق الدنيا أعرض منها ، فلم ينظر إليها من هوانها عليه .

255 . وقال : يتزين كل منكم يوم العيد إلى الغسل وإلى الكحل ، وليدع ما بلغ ما استطاع ، ولا يكونن أحدكم أحسن هيئة ، وأرذلكم عملا .

256 . وقال : في تفسير هذه الآية : ( وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنت تجرى من تحتها الأنهر خالدين فيها ومسكن طيبة في جنت عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم ) .

إذا صار أهل الجنة في الجنة ، ودخل ولي الله جناته ومساكنه ، واتكى كل مؤمن منهم على أريكته ، حفته خدامه ، وتهدلت عليه الثمار ، وتفجرت حوله العيون ، وجرت من تحته الأنهار ، وبسطت له الزرابي ، وصففت له الثمار ، وأتته الخدام بما شاءت شهوته من قبل أن يسألهم ذلك .

وقال : ويخرج عليهم الحور العين من الجنان ، فيمكثون بذلك ما شاء الله .

ثم إن الجبار يشرف عليهم فيقول : أوليائي وأهل طاعتي ، وسكان جنتي في جواري ، ألا هل أنبئكم بخير مما أنتم فيه ؟ فيقول : ربنا وأي شئ خير مما نحن فيه ؟ نحن فيما اشتهت أنفسنا ، ولذت أعيننا من النعم في جوار الكريم .

وقال : فيعود عليهم بالقول ، فيقولون : " ربنا نعم يا ربنا ، رضاك علينا ، ومحبتك لنا ، خير لنا وأطيب لأنفسنا " ثم قرأ الآية السابقة .

257 . وقال في قول الله تعالى : ( فاصفح الصفح الجميل ) قال : العفو من غير عتاب .

258 . وخرج يوما وهو يقول : أصبحت والله يا جابر ، محزونا مشغول القلب .

فقلت : - جعلت فداك ! - ما حزنك وشغل قلبك ؟ كل هذا على الدنيا ؟ فقال : لا يا جابر ، ولكن حزن هم الآخرة .

يا جابر ، من دخل قلبه خالص حقيقة الإيمان ، شغل عما في الدنيا من زينتها .

259 . وقال لبنيه : جالسوا أهل الدين والمعرفة ، وإن لم تقدروا عليهم ، فالوحدة آنس وأسلم ، فإن أبيتم إلا مجالسة الناس ، فجالسوا أهل المروءات ؛ فإنهم لا يرفثون في مجالسهم .

260 . وقال في تفسير قوله تعالى : ( ثم أورثنا الكتب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير ) .

قال : نزلت والله فينا أهل البيت - ثلاث مرات - .

قال الراوي : أخبرنا من فيكم الظالم لنفسه ؟ قال : الذي استوت حسناته وسيئاته ، وهو في الجنة .

قال الراوي : والمقتصد ؟ قال : العابد في الله في بيته حق يأتيه واليقين .

قال الراوي : فقلت السابق والخيرات ؟ قال : من شهر سيفه ودعا إلى سبيل ربه .

261 . وعن أبي حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسين قال : قلت : قولك مجدوا الله في خمس كلمات ما هي ؟ فقال : إذا قلت : " سبحان الله وبحمده " رفعت الله عما يقول العادلون به .

فإذا قلت : " لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له " ، فهي كلمة الإخلاص التي لا يقولها عبد ، إلا أعتقه الله من النار ، إلا المستكبرين والجبارين .

ومن قال : " لا حول ولا قوة إلا بالله " ، فوض الأمر إلى الله .

ومن قال : " استغفر الله ، وأتوب إليه " ، فليس بمستكبر ولا جبار ، إن المستكبر يصر على الذنب الذي قد غلبه هواه فيه ، وآثر دنياه على آخرته .

ومن قال : " الحمد لله " ، فقد أدى شكر كل نعمة لله عز وجل عليه .

262 . وقال : إن للحمق دولة على العقل ، وللمنكر دولة على المعروف ، وللشر دولة على الخير ، وللجهل دولة على الحلم ، وللجزع دولة على الصبر ، وللخوف دولة على الرفق ، وللبؤس دولة على الخصب ، وللشدة دولة على الرخاء ، وللرغبة دولة على الزهد ، وللبيوت الخبيثة دولة على بيوتات الشرف ، وللأرض السبخة دولة على الأرض العذبة .

263 . وقال : عجبت لطالب فضيلة ترك فريضة ! وليس ذلك إلا لحرمان معرفة الأمر وتعظيمه ، وترك رؤية مشيته ، بما أهله لأمره ، واختاره لهم .

خاتمة في مواضيع مختلفة

264 . سئل منه عن إيمان أبي طالب ؟ فقال : واعجباه ! إن الله تعالى نهى رسوله أن يقر مسلمة على نكاح كافر ، وقد كانت فاطمة بنت أسد السابقات إلى الإسلام ، ولم تزل تحت أبي طالب ، إلى أن ماتت .

وفي رواية أخرى قال : واعجباه ! أيطعنون على أبي طالب ، أو على رسول الله ، وقد نهاه أن تقر مؤمنة مع كافر في غير آية من القرآن ، ولا يشك أحد أن فاطمة بنت أسد من المؤمنات الصادقات ، فإنها لم تزل تحت أبي طالب ، حتى مات أبو طالب .

قلت : وهذا الكلام بيان حاسم من الإمام في عقيدة أبي طالب بالله ورسوله ، ورد لأولئك الأشخاص الذين أعماهم التعصب الذميم ، وراحوا يقولون في أبي طالب كذا وكذا .

وقد ألف في أبي طالب كثير من العلماء الشيعة والسنة في طارف الزمن وتليده ، يثبتون إيمانه ، ويفندون الأقوال الكاذبة التي اتهم بها ، فراجع .

265 . وعن عبد الله البرقي قال : سألت علي بن الحسين عن النبيذ ؟ فقال : قد شربه قوم ، وحرمه قوم صالحون ، فكان شهادة الذين دفعوا بشهادتهم شهواتهم ، أولى بأن تقبل من الذين جروا بشهادتهم شهواتهم .

266 . قال : لئن أدخل السوق ومعي دراهم ، ابتاع به لعيالي لحما ، وقد قرموا إليه ، أحب إلي من أن أعتق نسمة .

267 . وقال : أحبونا حب الإسلام لله عز وجل ، فإنه ما برح بنا حبكم ، حتى صار علينا عابا .

268 . وقال : الإمام منا لا يكون إلا معصوما ، وليست العصمة في ظاهر الخلقة فتعرف بها ، ولذلك لا يكون إلا منصوصا .

269 . وعن الزهري ، قال : دخلت على علي بن الحسين في مرضه الذي توفي فيه ، فقلت : يا بن رسول الله ، إن كان أمر الله مالا بد لنا فيه ، فإلى من نختلف بعدك ؟ فقال : يا أبا عبد الله ، إلى ابني هذا - وأشار إلى محمد الباقر - فإنه وصيي ووارثي ، وعيبة علمي ، هو معدن العلم وباقره .

قلت : يا بن رسول الله ، ما معنى الباقر ؟ قال : سوف يختلف إليه خلاص شيعتي ، ويبقر العلم عليهم بقرا .

قال : ثم أرسل محمدا ابنه في حاجة له إلى السوق ، فلما جاء محمد قلت : هلا أوصيت إلى أكبر ولدك ؟ قال : يا أبا عبد الله ، ليست الإمامة بالكبر والصغر ، هكذا عهد إلينا رسول الله ، وهكذا وجدناه مكتوبا في اللوح والصحيفة .

قلت : يا بن رسول الله ، كم عهد إليكم نبيكم أن يكون الأوصياء بعده ؟ قال : وجدناه في الصحيفة واللوح ، اثنا عشر اسما مكتوبة إمامتهم ، وأسماء آبائهم وأمهاتهم .

ثم قال : يخرج من صلب محمد ابني سبعة من الأوصياء فيهم المهدي .

270 . وكان يقول : إني لأكتم من علمي جواهره * كي لا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي أنت ممن يعبد الوثنا ولاستحل رجال المسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

271 . وأيضا كان يقول : نحن بنو المصطفى ذوو غصص * يجرعها في الأنام كاظمنا عظيمة في الأنام محنتنا * أولنا مبتلى وآخرنا يفرح هذا الورى بعيدهم * ونحن أعيادنا مآتمنا والناس في الأمن والسرور وما * يأمن طول الزمان خائفنا وما خصصنا به من الشرف ال‍ * - طائل بين الأنام آفتنا يحكم فينا والحكم فيه لنا * جاحدنا حقنا وغاصبنا

272 . وعن عبد الصمد بن علي قال : دخل رجل على علي بن الحسين فقال : من أنت ؟ قال : أنا منجم .

قال : فأنت عراف . قال : فنظر إليه ، ثم قال : هل أدلك على رجل قد مر قبل أن دخلت علينا في أربع عشر عالما ، كل عالم أكبر من الدنيا ثلاث مرات ، لم يتحرك من مكانه ؟ قال : من هو ؟ قال : أنا ! وإن شئت أنبأتك بما أكلت وما ادخرت في بيتك .

273 . وقال : للدابة على صاحبها ست خصال : بيده يعلفها إذا نزل ، ويعرض عليها الماء إذا مر به ، ولا يضربها إلا على الحق ، ولا يحملها إلا ما تطيق ، ولا يكلفها من السير إلا طاقتها ، ولا يقف عليها إلا فواقا .

274 . وقال : لا تحتقروا اللؤلؤة النفيسة أن تجتلبها من الكبا الخسيسة ، فإن أبي حدثني قال : سمعت أمير المؤمنين يقول : إن الكلام من الحكمة لتلجلج في صدر المنافق نزاعا إلى مظانها ، حتى يلفظ بها ، فيسمعها المؤمن ، فيكون أحق بها وأهلها ، فيلقفها .

275 . وقال : إن كان الأبوان عظم حقهما على أولادهما لإحسانهما إليهم ، فإحسان محمد وعلي - صلوات الله عليهما وعلى أبنائهما - ، إلى هذه الأمة أجل وأعظم ، فهما أحق بأن يكونا أبويهم .

276 . وقال : من أحبنا لدنيا يصيبها منا ، وعادى عدونا لا لشحناء كانت بينه وبينه ، أتى يوم القيامة مع محمد وعلي وإبراهيم .

277 . وقال : طوبى لشيعتنا المتمسكين بحبلنا في غيبة قائمنا الثابتين على موالاتنا ، والبراءة من أعدائنا ، أولئك منا ونحن منهم ، قد رضوا بنا أئمة ، ورضينا بهم شيعة ، فطوبى لهم ثم طوبى لهم ! هم والله معنا في درجتنا يوم القيامة .

278 . وقال : لا يقدس الله أمة فيها بربط يقعقع ، وناية تفجع .

279 . وقال : من اعتدي عليه في صدقة ماله ، فقاتل وقتل فهو شهيد .

280 . وقال : الأسير إذا أسلم ، حقن دمه ، وصار فيئا .

281 . وقال : من رد عن قوم مسلمين عادية نار أو ماء ، وجبت له الجنة .

282 . وقال : لا تنم قبل طلوع الشمس ، فإن الله يقسم أرزاق العباد في ذلك الوقت ، ويجريها على أيدينا .

283 . وقال : حجوا واعتمروا ، لتصح أبدانكم ، وتتسع أرزاقكم ، وتكفون مؤنات عيالاتكم .

284 . وقال : من كسا مؤمنا كساه الله من الثياب الخضر ، ولا يزال في ضمان الله ما دام عليه سلك .

285 . وقال : بادروا إلى رياض الجنة .

فقيل له : وما رياض الجنة ؟ قال : حلق الذكر .

286 . وقال : تسعة أعشار الرزق في التجارة ، والباقي في الغنم .

287 . وقال : من شقاء المرء أن تكون عنده امرأة يعجب بها ، وهي تخونه في نفسها .

288 . وقال : الحاج مغفور له ، وموجب له الجنة ، ومستأنف له العمل ، ومحفوظ في أهله وماله .

289 . سمع رجلا يسأل الناس يوم عرفة فقال : ويحك ! أغير الله تسأل في هذا المقام ! إنه ليرجى ما في بطون الحبالى أن يكون سعيدا .

وفي رواية أخرى : لما في
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://morth.forumarabia.com
 
في القصار من كلمات الإمام علي بن الحسين وفيها حكم ، ومواعظ ، ومحاسن آداب (4)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» في القصار من كلمات الإمام علي بن الحسين وفيها حكم ، ومواعظ ، ومحاسن آداب
» كلمات الإمام الحسن العسكري عليه السلام القصارلكنه كبار للعاقل اجمل الاحاديث والله
»  من وصية الإمام الصادق لولده الإمام موسى الكاظم عليما السلام وبعض وصياه عليه السلام
» آداب المريد مع العالم العرفاني الذي يوصله الى الله
» ما هي الدار الحقيقية في نظر ومواعظ أمير المؤمنين الامام علي (ع) ؟؟؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السيد مرتضى الموسوي الروحاني رقم الجوال009647806835991 :: (النبي واهل بيته الطبين الطاهرين صلوات الله عليهم)-
انتقل الى: