السيد مرتضى الموسوي الروحاني رقم الجوال009647806835991
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

السيد مرتضى الموسوي الروحاني رقم الجوال009647806835991

السيد الرضوي الموسوي الروحاني للعلاج الروحاني العالم الروحاني للكشف الروحاني هاتف 07806835991
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
السيد المقدس مرتضى الموسوي الروحاني المعالج الروحاني لجلب الحبيب من العراق الاتصال07806835991 ومن خارج العراق 009647806835991
السيدمرتضى الموسوي الروحاني المعالج بالقران وسنة رسوله الكريم العالم الروحاني الذي تميز عن غيره بالصدق والمنطق والعمل الصحيح المعالج الروحاني على مستوى العالم العربي والغربي العالم بالعلوم الفوق الطبيعه السيد الاجل الذي دل صدقه وكلامه على العالم بفضل الله ومنه ورحمته علينا وعليه المعالج الباب الاول لكل ما يطلب منه تجده بأذن الله ومشئيته سبحانه بين يديك ببركة الاولياء والانبياء واسرارهم
العالم الروحاني السيد الرضوي الموسوي للكشف الروحاني عن كل ما يطلب منه بأذن الله ولعلاج الحالات المرضيه الروحيه والنفسيه وفك السحر وابطاله وفتح النصيب واعمال المحبة كله من كتاب الله الكريم واسراررب العالمين تجده في الموقع الرضوي العالم الروحاني للكشف وللعلاج ولاي مقصد اتصل على الرقم اذا كنت من خارج العراق009647806835991 أومن داخل العراق07806835991 او راسلنا على الاميل الالكتروني morthadh86@yahoo.com العالم الروحاني الذي شاع صيته في البلدان بصدقه ونورعمله وعلوا مرتبته العالم الروحاني السيد الرضوي الموسوي العالم الروحاني المتواضع في العمل وتزكيته معكم الموقع الشخصي للعالم الروحاني السيد الرضوي الموسوي والله يشهد انه لمن الصادقين https://morth.forumarabia.com

 

 الدرس الخامس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد الله السائر الى الله
المديرالعام للمنتدى



عدد المساهمات : 1869
تاريخ التسجيل : 25/02/2012

الدرس الخامس  Empty
مُساهمةموضوع: الدرس الخامس    الدرس الخامس  Icon_minitimeالأحد يوليو 08, 2012 10:21 pm

كما أن للأرض والمجموعات السماوية وعالم الطبيعة باطناً، فكذلك للقوانين الإلهية في عالم الشريعة باطن وأسرار، وقد جعل الله تعالى القيامة في مقابل الدنيا الظاهرية، فقال سبحانه: إن بعض الناس لا يعرف سوى الدنيا، وليس لهم معرفة بعالم الآخرة (يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة غافلون)، (الروم: 7) فيتضح أن الآخرة هي باطن الدنيا، وأن باطن الإنسان وباطن كل شيء يظهر في الآخرة.

يقول القرآن الكريم: إن بعض الناس يأتي يوم القيامة ووجهه أبيض ويأتي بعضهم الآخر ووجهه أسود.

ليس بياض الجلد في الحياة الدنيا علامة الفخر والفضيلة، وهذه هي تعاليم الإسلام، فليس هناك أي فخر أو فضيلة إلا بالتقوى، (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، (الحجرات: 13) وعندما فتح الرسول (ص) مكة المكرمة، كان الشعار العلني للمسلمين هو، لا فرق لأبيض على أسود ولا لعربي على أعجمي إلا بالتقوى.

ليس البياض أو السواد كمالاً في الدنيا، فكثير من الناس كان يحب أن يكون مؤذن النبي (ص)، ويأملون أن يؤذنوا فوق الكعبة، لكن الرسول (ص) انتخب ذلك الأسود بلال الحبشي ـ رضوان الله عليه ـ ليكون مؤذناً لهن وقال له: إذهب إلى سطح الكعبة وأذن، ففضل اللون وفخره في الآخرة وليس في الدنيا.

يقول القرآن الكريم: يحشر بعض الناس وهم بيض الوجوده، ويحشر الآخرون وهم سود الوجوه، أي أن باطن الأفراد يظهر هناك: (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه)، (آل عمران: 106) فالذي يكون باطنه في الدنيا أسود، فصورته يوم القيامة سوداء، والذي يكون باطنه نورانياً، فصورته يوم القيامة بيضاء نورانية، لأن الآخرة باطن الدنيا، ولهذا أصبحت الآخرة في مقابل الدنيا، يقول سبحانه: (يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة غافلون)، (الروم: 7) فجعل الآخرة مقابل الدنيا الظاهرة.

فليس من العجب أن تظهر آثار نياتنا وافكارنا على وجوهنا في هذه الدنيا ليطلعنا الله عز وجل عليها، لماذا يحمر وجه الإنسان عندما يخجل من قول شيء؟ فالإدراك والفكر هو الذي أثر في الوجه فأصبح محمراً، فالشخص الذي يتكلم الباطل وهو لا يعلم أنه باطل لا يحمر وجهه، ولكنه إذا عرف بطلان قوله خجل فاحمر وجهه، وهذا الادراك هو أمر باطني يظهر على الوجه فيحمر فيصفر لونه، ويعلم ممّا سبق أن التفكير والفكر أمر باطني يؤثر في الوجه فيحمر أو يصفر بسببه.

فالنيات السيئة والقصد السيئ يسود الوجه، أما النيات الحسنة والقصد الطيب فأنها تنور الوجه، ولكن الله ستار للعيوب فلا يكشف هذه المعاصي، يرى بعض أهل المعرفة باطن الإنسان، يرون من هو أسود الوجه، ومن هو أبيض الوجه، وتخرج نار من أفواه بعض الناس عندما يتكلمون، أولئك أهل المعاصي الذين لا تخرج من أفواههم إلا الفحشاء فأهل المعرفة يرون ألسنة النار وهي تخرج من أفواه هؤلاء.

يقول المرحوم ملا عبد الرزاق الكاشاني ـ رضوان الله عليه ـ الذي كان من علماء الإمامية الكبار: إن بعض الناس لا يأكلون إلا الضريع استناداً لقوله تعالى: (ليس لهم طعام إلا من الضريع)، (الغاشية: 6) وفي مكان آخر يقول تعالى: (ولا طعام إلا من غسلين * لا يأكله إلا الخاطئون)، (الحاقة: 36 ـ 37) والغسلين هو القيح، يقول هذا العالم الكبير في تفسيره: وقد شاهدنا من يأكله، أي أن أهل المعنى شاهدوا باطن بعض الأعمال، والذي هو الغسلين.

يقول القرآن الكريم على هذا الأساس أن مجموعة من الناس سيحشرون يوم القيامة سود الوجوه، ومجموعة بيض الوجوه، ولهذا ورد أنه يستحب عند الوضوء وعند غسل الوجه أن نقرأ هذا الدعاء: اللهم بيض وجهي يوم تبيض الوجوه، ولا تسود وجهي يوم تسود الوجوه، [من لا يحضره الفقيه، باب 9 صفحة الوضوء عن أمير المؤمنين (ع)]. هذا هو الذكر الذي ندعو به عند الوضوء.

يؤثر التفكير إذن في وجه الإنسان، فإذا مرت حية او عقرب بالقرب من إنسان غافل، فإن وجهه لا يتأثر، لكن إذا علم بها فإن وجهه يصفر من الخوف.

فالخوف إدراك نفساني، وهذا الإدراك يؤثر في الوجه، فإرادة الذنب، والكفر، والنفاق، والمعصية، وأمثالها، كلها أمور نفسانية تؤثر في الوجه فتجعله مسوداً لكن الوجه يظهر مسوداً يوم القيامة فقط، ويتبين لنا من ذلك من هو أسود الوجه ومن هذه أبيضه.

فكما أن لهذه ظاهر وباطن، وإن كان باطنها لا يظهر إلا في القيامة، كذلك العبادات التي تنظم حياتنا لها ظاهر باسم الأحكام والآداب، ولها باطن باسم أسرار العبادات.

كان الرسول (ص) ينادي في شهر رمضان المبارك: (قد أقبل إليكم شهر الله) لأن المفروض في هذا الشهر هو الصوم، ولأن الصوم لله سمي شهر رمضان بـ(شهر الله)، وشهر رجب (شهر الولاية)، وشهر شعبان (شهر النبوة والرسالة)، ولهذا يقول الرسول (ص) في دعاء شهر رجب: (ادعوا الله عز وجل في هذا الشهر ليوفقكم الله في شهر رمضان المبارك).

فلا يوفق الإنسان لهذا الشهر المبارك قبل أداء مقدماته، وجاء في الروايات: لا تقولوا رمضان، بل قولوا شهر رمضان، لأن رمضان اسم من أسماء الله عز وجل، شهر رمضان في الحقيقة شهر الله، وإذا لم يصل الإنسان في هذا الشهر إلى لقاء الله عز وجل، لم يصل إلى باطن الصيام، إنه لا يحصل على أي عطاء أو جائزة حتى على مستوى هذه الدنيا.

يقول ابن الأثير: من النقاط التي على أساسها قال تعالى في الحديث القدسي: (الصوم لي وأنا أجزي به) أنه ليست هنالك أمة من الأمم التي عبدت الأوثان قد صامت للوثن، نعم لقد صلوا وقدموا القرابين، وكان لهم مراسم أخرى، لكنهم لم يصوموا، الصيام لله عز وجل فقط، فليس هناك من مشرك صام تقرباً للأوثان، فالصيام تكليف إلهي، أما بقية العبادات فقد أشركوا بها وعملوها لغير الله، أما الصيام فلا. لهذا قال تعالى: (الصوم لي وأنا أجزي به) فالله جعل الصيام لنفسه، والله سبحانه هو الذي يجازي الصائم.

جاء في معنى آخر للرسول (ص) (ألا أخبركم بشيء إن أنتم فعلتموه تباعد الشيطان عنكم كما تباعد المشرق من المغرب؟ قالوا: بلى يا رسول الله، فقال: الصوم يسود وجهه)، [الآمالي، للصدوق المجلس 15، الحديث الأول]. فما أعظم الصيام من عبادة تسود وجه الشيطان وتبعده عن الإنسان!

فهل الصيام هو ما يمسك فيه الإنسان عن الطعام؟ أم الذي يمسك فيه عن كل حرام؟

جاء رجلان إلى الرسول (ص) وقالا: لا طاقة لنا بالجوع والعطش، فقال (ص): إذا كنتما صائمين فلماذا أكلتما اللحم؟ فقالا: إنا صائمان ولم نأكل شيئاً، فقال (ص): أحضروا لي طشتاً، وقال لهما تقيئا فيه! فلما تقيئا خرج من بطنيهما لحم فقال (ص): هذا اللحم أكلتماه اليوم، فأنتما لستما بصائمين، هذه هي الغيبة التي اغتبتما بها أخاكما المؤمن، فهي لحم ميت اكلتماه، هذا هو باطن الغيبة الذي ظهر بصورة لحم ميت.

من الممكن أن يتقدم العمل، فيصنع الإنسان أجهزة تكبر، وأن يصنع أجهزة تكشف له ما وراء الحواجز، لكنه غير قادر على كشف باطن الإنسان، نحو كشف باطن الغيبة بشكل لحم ميت، يختص العلم بالأمور الظاهرية المادية، دون الأمور الروحية الغيبية، فليس هذا العمل مادياً حتى يمكن للعلم أن يعطي رأيه فيه يمكن للمعصوم أن يقول لشخص: إنني أرى علامات الأكل في حلقومك وأنت لست بصائم، ويستطيع العلم أيضاً أن يشاهد الغذاء أو آثاره في الحلقوم، لكنه لا يستطيع أن يشاهد نية الشخص أو كلامه بالغيبة في حق أخيه، فهذا ليس من اختصاص العلم.

وكما أن للذنوب باطناً، فالطاعة لها باطن أيضاً، فأحد أسرار الصيام هو أن يسود وجه الشيطان، وإذا لم يكن وجه الإنسان أبيضاً، فلا يستطيع أن يسود وجه الشيطان، وله أثر آخر وهو ابتعاد الشيطان عن الإنسان ونحن إذا أردنا أن نعرف أن الشيطان معنا أم لا، نرجع على خواطرنا ونتصفح الماضي وننظر ماذا مر في أذهاننا، فما يجري في أذهاننا ليس من صنعنا، فإن كان حسنً فهو من تأييد الملائكة، وإن كان سيئاً فهو من عمل الشيطان، فإذا كانت صفحات خواطر أنفسنا سوءاً فهذا يعني أن نياتنا كانت سوداء أو أن سعينا وهمنا كان للدنيا الفانية، وهذه في الحقيقة وسوسات الشيطان لنا بواسطة الوهم والخيال الذي يزقه في انفسنا ويتبين لنا من هنا أن الشيطان معنا.

ومن أجل أ نعرف أن صيامنا مقبول أم لا؟ ننظر إلى أنفسنا، فإن لم يخطر على بالنا ميل أو حب للدنيا وأمثال ذلك، فصيامنا مقبول والشيطان بعيد عنا، ونحن في مأمن منه، وإن كان العكس فصيامنا غير مقبول، والشيطان معنا، ونحن إنما صمنا صياماً ظاهرياً ليس له سر ولا باطن.

يقول (ص) في هذا الحديث الشريف: "لكل شيء زكاة وزكاة الأبدان الصيام"، [نهج البلاغة، الحكمة 136]. فالصيام زكاة البدن، وبالصيام ينمو البدن.

نقرأ في دعاء ابي حمزة الثمالي: (اللهم أني كلما قلت قد تهيأت وتوضأت وقمت للصلاة بين يديك، وناجيتك، ألفيت علي نعاساً إذا أنا صليت وسلبني مناجاتك إذا أنا ناجيت.

إن لذة مناجاة الله عز وجل ليست بلا مقابل، وليست هي نصيباً لكل أحد، وليست المناجاة نصيب كل ساهر في الليل، إن الذي يحرم الإنسان لذة المناجاة في الليل هو كثرة الأكل، فليس هناك شيء أسوأ من كثرة الأكل. فقلة الطعام مدعاة إلى الصلاح والسلامة، ومن المسلم به أن يقل النوم بقلة الطعام.

جاء شخص إلى الإمام أمير المؤمنين (ع) وكان الإمام يتناول طعامه فرأى أن طعام الإمام في غاية البساطة، فقال (ع): لعلك تقول: كيف يقوى الإمام على الحرب والجهاد على هذا الطعام البسيط؟ ثم قال: لو اجتمعت العرب لقتالي لما وليت عنهم.

نفهم من هذا أن القوة والقدرة ليستا بواسطة الطعام، فالأكول يكون أضعف وقال (ع) في حادثة قلع باب خيبر: "ما قعلت باب خيبر بقوة جسمانية، بل بقوة ملكوتية ونفس بنور ربها معنية"، [الآمالي للشيخ المفيد، المجلس 7]. لم أقلع الباب بسبب كثرة الأكل والشرب، فكرة الأكل لا تعطي القوة.

الاعتدال في تناول الطعام يحفظ الإنسان قطعاً، ولكن يجب أن نحصل على القدرة المعنوية من طرقها الخاصة، يقول الإمام الصادق (ع): "ما ضعف بدن عما قويت عليه النية"، [الأمالي للشيخ الصدوق المجلس 35]. فإذا كانت إرادة الإنسان قوية، فالبدن تابع لتلك الإرادة وإذا كانت الإرادة ضعيفة فالبدن يكون ضعيفاً، فقوي الإيمان لا يشعر بالمشقة إن صام في وقت شديد الحر، أما ضعيف الإيمان فيشعر بالتعب والمشقة، لأن كل حواسه متجهة إلى الطبيعة، إن لقوي الإيمان إرادة صلبة فلا يفكر ببدنه.

قد يتساوى شخصان في مناسك الحج من حيث المزاج والإستعداد، ولكن يحس أحدهما بالتعب والمشقة البالغة، بينما يكون الآخر نشطاً مسروراً، فقوي الإرادة له قلب قوي، لا يشعر بالتعب في حرارة الجو ـ لأن البيت (فيه آيات بينات)، (آل عمران: 97) فهو يطلب صاحب البيت، والآخر يسعى إلى إتمام مناسك الحج ليخلع ملابس الاحرام فكلما كانت إرادتنا قوية كان البدن قوياً، لأنه تابع للإرادة، فيكون إحساسنا بالأمور الدنيوية قليلاً.

نقل عن الصادق (ع) في تعريف الإسلام: (أصله الصلاة وفرعه الزكاة وذروته وسنامه الجهاد في سبيل الله).

الجهاد حكم فقهي أيضاً، وله آداب وأسرار، في الوقت الذي يرتبط الإنسان بباطن الجهاد، وباطن الصيام يصل إلى لقاء الله، والعبد المشتاق يقل توجهه إلى الأمور الدنيوية، لقد أكدت الأحاديث أهمية الصيام عند الشدائد والمصائب والمحن، فنحن إذا طلبنا الاستعانة في الصلاة من الله عز وجل، وقلنا: (إياك نعبد وإياك نستعين) فسيأتينا الامداد الإلهي حتماً، لكن هذا الامداد لا يأتي بلا مقابل، وإذا كان الكلام بخصوص (إياك نستعين) فالقرآن يعلمنا ويقول: (واستعينوا بالصبر والصلاة). (البقرة: 45)

وفي الحديث قال: يعني بالصبر الصوم، وقال (ع): "إذا نزلت بالرجل نازلة أو شدة فليصم"، [روضة المتقين ج3، ص228]. ليس فقط في مسألة الحرب، بل يصوم في جميع المحن والصعاب التي تواجه الإنسان لأجل حلها.

فما أثر الصيام في حل المشاكل؟ وأي مقام يصله الإنسان بحيث ينتصر على المشاكل؟ هذا الإمساك الظاهري هو الذي يرفع الروح إلى مقام عالٍ، فتصبح متفوقة على عالم الطبيعة، قال (ع): عندما تواجهكم المشاكل صوموا، واطلبوا من الله العون والمساعدة لأن الله تعالى يقول: "الصوم لي وأنا أجزي به)، فالذي يصوم لله يتكفل الله بحل مشاكله وهو الذي بيده كل شيء فالله سبحانه هو الذي يسهل الأمور للذين يسيرون على الطريق المستقيم (فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى). (الليل: 5 ـ 7)

دخل الكثيرون إلى الحوزة العلمية، ولكن لم يوفق الجميع لنيل المقام السامي في العلم والعمل، والذي يأتي للحوزة وهو قليل التقوى وليست نيته خالصة لله، بل يقصد الأمور المادية، فسوف يقضي أياماً معدودات في متاع الدنيا ثم ينصرف، وهكذا في مواضع القتال، وفي خدمة النظام الإسلامي، وخدمة الناس، فكلما زادت التقوى زاد توفيق الإنسان، وكذلك الثورة، فكلما زادت التقوى، وخلصت النية كان التقدم والموفقية حليف أبنائها، ولهذا قالوا: صوموا عند البلاء والشدة والمحن، فالذي يؤدي التكاليف الدينية لا يصيبه قلق من أي شيء، لأن الأمور كلها بيد الله، والله سبحانه يسهل الأمور قال تعالى: (واستعينوا بالصبر والصلاة).

وينطبق الصبر على الصوم أيضاً، فالذي يتقي الله عز وجل، فالله يجازيه ويسهل أموره، يقول عز وجل: (فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى).

ويبين الله سبحانه نموذجاً ممن يمتلكون هذه الصفات ـ وهم الأنبياء ـ على لسان موسى كليم الله عندما طلب من الله سبحانه تيسير أموره: (ويسر لي أمري) (طه: 26) وقال تعالى في جوابه: (قد اوتيت سؤلك يا موسى)، (طه: 36) فأنت طلبت منا المساعدة لأجل الغلبة على فرعون الطاغية، ونحن لبينا طلبك ولقد حققنا لك كثيراً من الأمور التي طلبتها منا، طلبت شرح الصدر، وقوة البيان، وأن نشد أزرك بأخيك، ونجعله وزيراً لك في الوحي والرسالة، فلم نترك شيئاص مما طلبت دون أن نحققه لك.

وفي خصوص الرسول الأكرم (ص) قال تعالى: (ألم نشرح لك صدرك * ووضعنا عنك وزرك * الذي أنقض ظهرك * ورفعنا لك ذكرك). (الانشراح: 1 ـ 4)

هذه هي الطرق التي وضعها الله تحت تصرفنا، ومقام الأنبياء والأولياء درجة لا تصل إليها عقولنا، وليس من نصيبنا، ونظير ذلك ما جاء في القرآن: (إنما نطعمكم لوجه الله)، (الإنسان: 9) بخصوص أهل البيت (ع)، وقد وصلت فضة خادمة أهل هذا البيت الكريم إلى ذلك المقام، فهذا المقام يمكن أن يصل إليه من كان، بدرجة أصحاب وتلامذة الأئمة (ع).

والخلاصة: إن باطن الصيام يتضمن قوة يستطيع الإنسان معها أن يتغلب على الطبيعة بإذن الله تعالى.



الملائكة موكلون بالدعاء للصائم

قال (ص): "إن الله تبارك وتعالى وكّل ملائكة بالدعاء للصائمين، أخبرني جبرائيل (ع) عن ربه تعالى ذكره، أنه قال: ما أمرت ملائكتي بالدعاء لأحد من خلقي إلا استجبت لهم فيه"، [روضة المتقين ج3، ص228]. فالله سبحانه وعد باستجابة دعاء الملائكة للصائمين والملائكة لا تدعو للإنسان إلا بالخير، يقول الشاعر السنائي.

إذا كانت دودة القز تصنع حريراً جميلاً بأكلها لورق التوت، فالإنسان يستطيع أن يصبح ملائكياً كذلك.

والقرآن الكريم يخبرنا بأن في الجنة فرشاً بطانتها من حرير، أما اغلفتها، فمن أي شيء؟ ـ الله أعلم ـ.

يقول القرآن الكريم: (متكئين على فرش بطائنها من استبرق)، (الرحمن: 45) فليس هناك قماش في الدنيا أجود من الحرير لكي يرغبنا الله فيه، ولهذا لم يتطرق إلى ظاهر الفرش، كما إن تلك الفرش التي بطائنها من الحرير ليست من صنع دودة القز، فدودة القز لم تنسجه، بل نسجته الصلاة والصيام، فالحرير الذي صنعته دودة القز يمكن أن تتلفه دودة أخرى، أما ذلك الفراش الذي حاكته الصلاة والصيام، فلا يتلفه شيء. هذه هي اللذة الجسمانية للجنة.

أما جنة اللقاء والتي لا تدرك، فإن باطن الصلاة والصيام هو الذي يوصلنا إليها (الصوم لي وأنا أجزي به)، الله سبحانه وتعالى وجميع ملائكته يدعون للصائمين، ودعاء الملائكة يختلف باختلاف درجاتهم: (وما منا إلا له مقام معلوم)، (الصافات: 164) فكل ملك له درجة معينة، فالملك الموكل بالدعاء للمخلصين من الصائمين غير الملائكة الذين يدعون للصائمين، فدرجات الملائكة مختلفة.

على أي حد يمكن أن نطلع على باطن الصيام؟ إن ذلك ليس بأن يصوم ظاهرنا فقط، فلا نأكل ولا نشرب، بل يجب أن يصوم سرنا، ولا نسمح بمرور الأفكار والتصورات الباطلة التي لا يرضى بها الله عز وجل في أذهاننا، فليس من شيء يمر في أذهاننا وقلوبنا إلا والله سبحانه يعمله.

هذا هو سر الصائم، ويجب عليه أن يصل إلى سر الصيام، قالوا: الصوم، صوم العوام، والخواص والأخص، ولكل منهما نمط خاص، فإذا صمنا وكانت نيتنا إيذاء الآخرين أو الوصول إلى مقام معين، أو عملنا عملاً لا يرضى به الله سبحانه، فهذا يعني أن باطننا لم يصم وبانتفاء صوم باطننا ينتفي صومنا، فلا نعد من الصائمين.

قال الصادق (ع): أوحى الله تبارك وتعالى إلى موسى (ع): (ما يمنعك من مناجاتي؟ قال: يا رب أجلك عن المناجاة لخلوف فم الصائم، فأوحى الله ـ عز وجل ـ يا موسى: لخلوف فم الصائم أطيب عندي من ريح المسك). [روضة المتقين ج3، ص229].

ألا يحب الإنسان أن يكون ذا رائحة عطرة؟ إن الكلام ليس على الغزال أو فأرة المسك، إنما هو بشأن الصوم، فهو الذي يعطر الإنسان، فباطن الصيام يصبح عطراً، وهذا على مستوى البدن، أما ما فوق ذلك فلا يعلمه إلا الله.

يظهر الكثير من باطن هذه الدنيا ونحن نراه فلا نعجب لكيفية تأثير الفكر والادراك والخواطر النفسانية في البدن، فإذا فهم الإنسان أن المطلب أو الموضوع الذي قاله كان خطأ، فإنه سوف يخجل ويحمر وجهه، فهذا هو التفكير الذي يجعل وجه الإنسان أحمرا، وهو نفسه الذي يجعل وجه الإنسان أصفراً بسبب خوفه، ويجعل التفكير والنية الوجه أبيضاً نورانياً في بعض الأحيان.

يقول الصادق (ع): إن الله عز وجل يوكل ألفاً من الملائكة يمسحون على وجه من يصوم في اليوم الشديد الحر ويعطش حتى الافطار، وعندها يبشرونه ويقول الله عز وجل عند الافطار: (ما أطيب ريحك وروحك، يا ملائكتي اشهدوا أني قد غفرت له).

يصل باطن الصيام بالإنسان إلى مقام يكون مخاطباً فيه من قبل الله تعالى، فإذا كان العبد يقول: (يا الله) فإن الله تبارك وتعالى يقول له: (يا عبدي)، وإذا قال الصائم عند إفطاره: يا الله، فإن الله تبارك وتعالى يقول له: (يا عبدي)، فإذا اختار الله عز وجل العبد ونسبه إلى نفسه فعندها لا يشبه عطره بدم الغزال، (فإن المسك بعض دم الغزال)، فالمسك دم في باطن الغزال يجف فيصبح عطراً، وهذا لا يقاس بالعطر الذي ذكره الله تعالى.

يقول الصادق (ع): "نوم الصائم عبادة، وصمته تسبيح، وعمله متقبل، ودعاؤه مستجاب"، فنوم الصائم عبادة، وصيامه متقبل ما لم يغتب أحداً، وصمته أي سكوته وهدوئه تسبيح، فهو لا يتكلم إلا بالحق، ويكون مراقباً لفمه ولسانه، فلسنا مخولين أن نتكلم بكل ما يحلو لنا، ولا أن نهزأ بالآخرين لنُضحك الناس عليهم.

يقول أمير المؤمنين (ع) في رسالة إلى ابنه الحسن (ع): "أي بني! لا تنقل القصص التي تجعل الآخرين يضحكون منك ولا تستخف بنفسك، فالإنسان له مقام عظيم، فلا ينبغي أن يتصرف بنحو يضحك الآخرين منه، وإذا جلس في مكان فيه مجموعة من الناس فليكن هادئاً وقوراً حتى لا يصبح سخرية للآخرين". [تحف العقول ص57].

إن نفس الإنسان قابلة للصياغة والتطبع كيفما نريد، فلماذا لا نعودها عادات الخير؟ لماذا لا نعودها العلوم والمعارف الحقة؟ لماذا لا نعلمها آيات الأحكام والمسائل الإسلامية؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://morth.forumarabia.com
 
الدرس الخامس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  الدرس الاول من أسرار الصلاة الدرس الاول دراسة وبيان
» الدرس الثالث
» الدرس الرابع
» الدرس الأول: ما هو العرفان؟
» الدرس الاول يطبق حتى تشاهد الاسرار

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السيد مرتضى الموسوي الروحاني رقم الجوال009647806835991 :: البرنامج العبادي الأول لمرحلة طالبين السلوك الى الله المرحلة الاولى القدسية-
انتقل الى: