السيد مرتضى الموسوي الروحاني رقم الجوال009647806835991
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

السيد مرتضى الموسوي الروحاني رقم الجوال009647806835991

السيد الرضوي الموسوي الروحاني للعلاج الروحاني العالم الروحاني للكشف الروحاني هاتف 07806835991
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
السيد المقدس مرتضى الموسوي الروحاني المعالج الروحاني لجلب الحبيب من العراق الاتصال07806835991 ومن خارج العراق 009647806835991
السيدمرتضى الموسوي الروحاني المعالج بالقران وسنة رسوله الكريم العالم الروحاني الذي تميز عن غيره بالصدق والمنطق والعمل الصحيح المعالج الروحاني على مستوى العالم العربي والغربي العالم بالعلوم الفوق الطبيعه السيد الاجل الذي دل صدقه وكلامه على العالم بفضل الله ومنه ورحمته علينا وعليه المعالج الباب الاول لكل ما يطلب منه تجده بأذن الله ومشئيته سبحانه بين يديك ببركة الاولياء والانبياء واسرارهم
العالم الروحاني السيد الرضوي الموسوي للكشف الروحاني عن كل ما يطلب منه بأذن الله ولعلاج الحالات المرضيه الروحيه والنفسيه وفك السحر وابطاله وفتح النصيب واعمال المحبة كله من كتاب الله الكريم واسراررب العالمين تجده في الموقع الرضوي العالم الروحاني للكشف وللعلاج ولاي مقصد اتصل على الرقم اذا كنت من خارج العراق009647806835991 أومن داخل العراق07806835991 او راسلنا على الاميل الالكتروني morthadh86@yahoo.com العالم الروحاني الذي شاع صيته في البلدان بصدقه ونورعمله وعلوا مرتبته العالم الروحاني السيد الرضوي الموسوي العالم الروحاني المتواضع في العمل وتزكيته معكم الموقع الشخصي للعالم الروحاني السيد الرضوي الموسوي والله يشهد انه لمن الصادقين https://morth.forumarabia.com

 

 الرب في كلمة الحمد لله رب العالمين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد الله السائر الى الله
المديرالعام للمنتدى



عدد المساهمات : 1869
تاريخ التسجيل : 25/02/2012

الرب في كلمة الحمد لله رب العالمين  Empty
مُساهمةموضوع: الرب في كلمة الحمد لله رب العالمين    الرب في كلمة الحمد لله رب العالمين  Icon_minitimeالخميس أغسطس 16, 2012 2:22 am

المفردة الثانية: ربّ
الربّ: وصف لاسم الجلالة، فإنّه بعد أن أسند الحمد لاسم ذاته تعالى تنبيهاً على الاستحقاق الذاتي، عقّب بالوصف وهو «الربّ» ليكون الحمد متعلّقاً به أيضاً، لأنّ وصف المتعلّق متعلّق أيضاً، فلذلك لم يقل «الحمد لرب العالمين» كما قال: (يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) (المطفّفين: 6) ليؤذن باستحقاقه الوصفي أيضاً للحمد كما استحقّه بذاته.
الربّ لغة
تختزن اللغة ـ عادةً ـ الإيماءات الأُولى لمعاني المفردات التي قد تكتسب في التداول الاصطلاحي معاني جديدة، وربّما بقيت محافظة على معانيها اللغويّة، ولكن مع اختلاف المصاديق التي تنطبق عليها. هذه القاعدة تنطبق بحذافيرها على الجذر اللغوي لمصطلح الربوبيّة أيضاً المتمثّل بـ «ربّ».
قال ابن فارس: «ربّ: الراء والباء يدلّ على أصول:
فالأوّل: إصلاح الشيء والقيام عليه، فالربّ: المالك والخالق والصاحب، والربّ المصلح للشيء، يقال: ربَّ فلانٌ ضيعتَه إذا قام على إصلاحها. والربّ: المصلح للشيء، والله جلَّ ثناؤه الربّ، لأنّه مصلح أحوال خلقه.
والأصل الآخر: لزوم الشيء والإقامة عليه، وهو مناسب للأصل الأوّل، يقال: أرَّبت السحابة بهذه البلدة إذا دامت، وأرض مَرَبٌّ لا يزال بها مطر، ولذلك سُمّي السحاب رباباً.
والأصل الثالث: ضمّ الشيء للشيء، وهو أيضاً مناسب لما قبله.
ومتى أنعم النظر كان الباب كلّه قياساً واحداً» (1).

ــــــــــ

(1) معجم مقاييس اللغة: مادّة «رب»، ج2 ص381.
صفحة 263

وقال الجوهري: «ربُّ كلّ شيء: مالكه، والربّ: اسم من أسماء الله عزّ وجلّ ولا يقال في غيره إلاّ بالإضافة، وقد قالوه في الجاهليّة للمَلِك. والربّاني: المُتألِّه العارف بالله تعالى. وقال سبحانه: (كُونُوا رَبَّانِيِّينَ). ورببتُ القوم: سُسْتُهم أي كنت فوقهم، ومنه قول صفوان: «لأن يُربّني رجل من قريش أحبُّ إليّ من أن يُربَّني رجل من هوازن» ورَبَّ الضيعة أي أصلحها وأتمّها» (1).
وجاء في «لسان العرب»: «الربّ: يُطلق في اللغة على المالك، والسيّد والمدبّر والقيّم والمُنعم» (2).
وفي «المفردات»: «الربّ: في الأصل التربية، وهو إنشاء الشيء حالاً فحالاً إلى حدّ التمام. فالربّ: مصدر مستعار للفاعل، ولا يقال الربّ مطلقاً إلاّ لله تعالى المتكفّل بمصلحة الموجودات» (3).
والمستفاد من هذه الكلمات أمران:
الأوّل: أنّ الأصل في هذه المادّة هو سوق شيء إلى جهة الكمال ورفع النقائص بالتخلية والتحلية، سواء كان من جهة الكمالات الأوّليّة أو الثانويّة، وسواء كان في الأُمور المادّية أو المعنويّة ـ الأعمّ من الاعتقادات والمعارف والصفات والأخلاقيّات أو الأعمال والآداب ـ في إنسان أو حيوان أو نبات أو جماد، ففي كلّ شيء بحسبه وبما يقتضيه رفع حاجته وتكميل درجته.
وبهذا يتّضح أنّ إطلاقه على غير ذلك كالخالق والسيّد والملِك والمنعم والمعبود والصاحب والقيّم والسائس، فهو باعتبار أنّها من لوازم آثار الربوبيّة،

ــــــــــ

(1) الصحاح، تاج اللغة وصحاح العربيّة: مادّة «ربب»، ج1 ص130.
(2) لسان العرب، ابن منظور: مادّة «ربب»، ج5 ص95.
(3) المفردات في غريب القرآن: مادّة «ربّ»، ص184.
صفحة 264

حيث تستلزم في كلّ مورد ما يقتضيه بحسب حاجته.
وبعبارة جامعة: التربية هي إصلاح الشيء مطلقاً بإعطائه ما يحتاج إليه ودفع ما يضارّه وينافيه .
الثاني: لا يستخدم مصطلح «الربّ» مطلقاً من غير إضافة إلاّ للدلالة على الله سبحانه، كما في قوله تعالى: (بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ) (سبأ: 15)، وإذا أطلقت على غيره أُضيفت فيُقال: ربّ الدار، وربّ الناقة، وكذلك في قوله: (اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ) (يوسف: 42) وذلك لدفع توهّم العموم المستفاد من حذف المتعلّق، لأنّ حذف ما يضاف إليه ـ حيث لا عهد بأقسامه ـ يفيد العموم، وهو منحصر فيه تعالى دون غيره جلّ وعلا.
الربّ اصطلاحاً
يتأسّس المدلول الاصطلاحي للربّ والربوبيّة على التحديد اللغوي الذي يتمحور حول التدبير والإنماء وسوق الأشياء صوب كمالها اللائق بها. ومن ثمّ فأيّ حديث عن التدبير الوجودي والكوني الموحّد هو إثبات للربوبيّه وحديث عن وحدة الربّ.
إذن فالربوبيّة مآلها إلى التدبير، والتدبير هو الإتيان بالشيء عقيب الشيء، أي ترتيب الأشياء المتعدّدة المختلفة ونظمها بوضع كلّ شيء في موضعه الخاصّ به، بحيث يلحق بكلّ منها ما يقصد به من الغرض والفائدة، ولا يختلّ الحال بتلاشي الأصل وتفاسد الأجزاء وتزاحمها. يُقال: دبّر أمر البيت أي نظّم أموره والتصرّفات العائدة إليه بحيث يؤدّي إلى صلاح شأنه وتمتّع أهله بالمطلوب من فوائده.
وبهذا يكون تدبير أمر العالم نظم أجزائه نظماً جيّداً متقناً بحيث يتوجّه كلّ

صفحة 265

شيء إلى غايته المقصودة منه، وهي آخر ما يمكنه من الكمال الخاصّ به ومنتهى ما ينساق إليه من الأجل المسمّى. ثمّ تدبير الكلّ بإجراء النظام العامّ العالمي بحيث يتوجّه إلى غايته النهائيّة، وهي الرجوع إلى الله وظهور الآخرة بعد الدُّنيا .
ممّا تقدّم يتبيّن أنّ إطلاقه على غير ذلك كالمالكيّة والمصاحبة والسيادة والقيمومة والزيادة والنموّ والعلوّ والملازمة والإقامة والإدامة وما يشابهها، كلّ منها إنّما هي من لوازم وآثار الربوبيّة، حيث تستلزم في كلّ مورد ما يقتضيه بحسب حاجته. وبعبارة جامعة: التربية هي إصلاح الشيء مطلقاً من رزق وعطاء ما يحتاج إليه ودفع ما يضارّه وينافيه.
على هذا فما ذكره بعض المفسّرين ـ تبعاً لجمع من اللغويّين ـ أنّ الربّ بمعنى المالك والمَلِك أو الصاحب، لا ينسجم مع استعمالات هذه المفردة، وذلك لأنّ الملك شيء وربوبيّته شيءٌ آخر؛ قال تعالى: (ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ) (الزمر: 6)، وقال: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ) (الناس: 1 ـ 3)، فإنّ فيه خصوصيّة ليست هي في المالك والمَلِك والصاحب وهي الربوبيّة الحقيقيّة الناشئة من الحكمة الكاملة التي لا يتصوّر النقص فيها بوجه. فالتكوين شيء وتنظيم عالم التكوين بتربيبه على النظام الأحسن شيء آخر؛ قال تعالى: (وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ) (الأنعام: 164)، ويدلّ على ذلك مضافاً إلى ما ذكر، عدم صحّة استعمال كلّ واحد منها مقام الآخر في الاستعمالات الصحيحة إلاّ بالعناية.
وعلى أيّة حال فإنّ الربّ مجمع جميع أسماء أفعال الله المقدّسة لأنّ جميع أفعاله تبارك وتعالى متشعّبة من جهة تدبيره تعالى.
وتربيبه في كلّ موجود بحسبه؛ فالربّ مظهر الرحمة والخلق والقدرة والتدبير والحكمة، فهو الشامل لما سواه تعالى، فإنّهم المربوبون له تعالى على
صفحة 266

اختلاف مراتبهم.
والربوبيّة لها مراتب تختلف باختلاف مراتب المربوب والمتعلّق، فكم فرق بين الربوبيّة المتعلّقة برسوله الأكرم صلّى الله عليه وآله، حيث قال: (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ) (العلق: 3)، وقال: (وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى) (النجم: 42)، أو سائر الأنبياء العظام أو الملائكة المقرّبين، وما تعلّق بسائر الناس؟!
ولعلّه لأجل ما تقدّم لم يرد في القرآن الكريم دعاء من عباده إلاّ مبدوءاً باسم الربّ؛ قال تعالى: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً) (البقرة: 201)، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا) (آل عمران: 147)، (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً) (إبراهيم: 35)، وغيرها من الآيات المباركة. والسرّ في ذلك هو إفادة هذه اللفظة حالة الانقطاع إلى الله تعالى أكثر من غيرها، ولذا وقع من أنبيائه العظام في تلك الحالة؛ قال تعالى عن لسان نبيّنا الأعظم صلّى الله عليه وآله: (يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً) (الفرقان: 30)، وقال على لسان نوح عليه السلام: (رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً) (نوح: 5). فليس في أسمائه المقدّسة أعمّ نفعاً وأكمل عنايةً ولفظاً من هذا الاسم المبارك.
(7) المفردة الثالثة: العالمين
«عالمين» جمع «عالم» وهو أيضاً جمع لا واحد له من لفظه كالقوم والرهط والنفر. ولم يجمع «فاعَلٌ» هذا الجمع إلاّ في لفظين: «عالَم» و «ياسَم» اسم للزهر المعروف بالياسمين، قيل جمعوه على ياسمُون وياسمين.
واشتقاقه من العلم أو من العلامة، لأنّ كلّ جنس له تميّز عن غيره فهو له علامة أو هو سبب العلم به فلا يختلط بغيره.
وهذا البناء مختصّ بالدلالة على الآلة غالباً كخاتم وقالب وطابع لما يختم به ولما يقلب به ولما يطبع به، فجعلوا العوالم لكونها كالآلة للعلم بالصنائع أو

صفحة 267

العلم بالحقائق. ولقد أبدع العرب في هذه اللطيفة إذ بنوا اسم جنس الحوادث على وزن فاعل لهذه النكتة.
وله إطلاقات متعدّدة:
- الأوّل: خصوص الإنسان؛ لقوله تعالى: (أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنْ الْعَالَمِينَ) (الشعراء: 165)، وهو المنقول عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام والمأخوذ من بحر أهل البيت، وربّ البيت أدرى. ولعلّ الوجه فيه الإشارة إلى أنّ الإنسان هو المقصود بالذات من التكليف بالحلال والحرام وإرسال الرُّسل عليهم الصلاة والسلام، ولأنّه فذلكة جميع الموجودات ونسخة جميع الكائنات المنقولة من اللوح الربّاني بالقلم الرحماني، ومن هذا الباب ما نسب لباب مدينة العلم عليّ عليه السلام:
دواؤك فيك وما تبصرُ وداؤك مـنك ولا تَشـعرُ

وتزعمُ أنّك جرمٌ صغير وفيك انطوى العالم الأكبرُ
ومن تأمّل في ذاته وتفكّر في صفاته، ظهرت له عظمة باريه وآيات مبديه (وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ) (الذاريات: 20ـ21) بل «من عرف نفسه عرف ربّه».
- الثاني: الإنس والجنّ؛ فيكون المراد بالعالمين عوالم الإنس والجنّ وجماعاتهم، ويؤيّده ورود هذا اللفظ بهذه العناية في القرآن كقوله تعالى: (وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ) (آل عمران: 42)وقوله: (لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً) (الفرقان: 1) وقوله: (وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ) (آل عمران: 96) وقوله: (ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ) (الأنعام: 90).
- الثالث: خصوص ما يظهر فيه معنى التربية؛ حيث ذكروا أنّ العرب لم يجمعوا لفظ العالم هذا الجمع إلاّ لنكتة تلاحظها فيه وهي: أنّ هذا اللفظ لا يُطلق عندهم على كلّ كائن وموجود كالحجر والتراب، وإنّما يطلقونه على كلّ

صفحة 268

جملة متمايزة، لأفرادها صفات تقرّبها من العاقل الذي جمعت جمعه إن لم تكن منه فيُقال: عالم الإنسان، وعالم الحيوان، وعالم النبات، ونحن نرى أنّ هذه الأشياء هي التي يظهر فيها معنى التربية الذي يعطيه لفظ «الربّ» لأنّ فيها مبدؤها وهو الحياة والتغذّي والتولّد، وهذا ظاهر في الحيوان.
وهذا الإطلاق إن كان المراد به التغليب فله وجه، وإن كان المراد عدم الصدق الحقيقي على غير هذه الأمور فهو مخالف لصحّة إطلاق عالم التكوين، فإنّ إطلاقه يشمل الجمادات أيضاً، وإنّ أثر التربية يظهر في كلّ ما يسمّى شيئاً، خصوصاً إذا قبلنا أنّ كلّ شيء له نحو من العلم والشعور والحركة كما في قوله: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) (الإسراء: 44)، لذا قال تعالى: (وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ) (الأنعام: 164).
عن الإمام علي أمير المؤمنين عليه السلام في بيان المراد من العالمين: «هم الجماعات من كلّ مخلوق من الجمادات والحيوانات، فأمّا الحيوانات فهو يقلّبها في قدرته، ويغذوها من رزقه، ويحوطها بكنفه، ويدبّر كلاًّ منها بمصلحته، وأمّا الجمادات فهو يمسكها بقدرته، ويمسك المتّصل منها أن يتهافت، ويمسك المتهافت منها أن يتلاصق، ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلاّ بإذنه، ويمسك الأرض أن تنخسف إلاّ بأمره؛ إنّه بعباده رؤوفٌ رحيم» (1).
هذه الإطلاقات جميعاً وغيرها وإن كانت صحيحة في نفسها لما ذكر من الآيات وبعض الروايات التي تؤيّد صحّة استعمالها، إلاّ أنّ المناسب للمقام هو العموم كما سيتّضح.
- الرابع: جميع ما سوى الله تعالى. إنّ المراد من العالمين جميع عوالم الوجود الإمكانيّة من العلويات والسفليّات والمجرّدات والمادّيات والروحانيّات

ــــــــــ

(1) تفسير نور الثقلين، مصدر سابق: الحديث: 73، ج1 ص17.
صفحة 269

والجسمانيّات وما يرى منها وما لا يرى، وفي كلمة واحدة جميع ما سوى الله تعالى، وذلك لما تقرّر في محلّه من إفادة الجمع المحلّى بالألف واللام للعموم والاستغراق حيث لا عهد، وما ذكر في بعض الروايات أو الكلمات من التخصيص بالعاقل أو الناس فإنّه من باب المثال لا القصر.
وليس هذا اللفظ اسماً لمجموع ما سوى الله تعالى بحيث لا يكون له إلاّ أجزاء تركيبيّة يمتنع من أجلها الجمع كما توهّم، بل إنّما الجمع بلحاظ كلّ عالم عالم، ومن المعلوم أنّه بهذا اللحاظ كان للجمع أفراد لا أجزاء، وإن كان لكلّ فرد من العالمين أجزاء تشكّل عالماً، كعالم الملائكة وعالم الإنس وعالم الجنّ وعالم الأفلاك وعالم النبات وعالم الحيوان وغيرها.
قال تعالى: (قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ * قَالَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إنْ كُنتُمْ مُوقِنِينَ * قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ * قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمْ الأَوَّلِينَ * قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمْ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ * قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) (الشعراء: 23 ـ 28). وقال: (فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَوَاتِ وَرَبِّ الأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الجاثية: 36).
صفحة 270

فوائد وإشارات
الأُولى: مراتب التوحيد
للتوحيد ـ بشكل عامّ ـ مراتب ثلاث هي: التوحيد الذاتي، والتوحيد الصفاتي، والتوحيد الأفعالي.
ومن أهمّ ما يلحظ في التمييز بين هذه المراتب الثلاث: أنّ أهمّية البحث في المرتبتين الأوليين تكمن في ما يثمره من نتائج ومعطيات نظريّة تدخل في صياغة العقيدة التوحيديّة للموحّد، أمّا في المرتبة الثالثة أي التوحيد الأفعالي، فإنّ نتائج البحث أوثق صلة بالجانب العملي والسلوكي لحياة الموحّد، على الرغم من أنّ للتوحيد الأفعالي مرتكزات نظريّة موصولة بالبناء الفكري الذي يقوم عليه التوحيد الذاتي والصفاتي.
ثمّ إنّ للتوحيد الأفعالي مراتب متعدّدة، منها التوحيد في الخالقيّة، والتوحيد في الربوبيّة، والتوحيد في العبادة، والتوحيد في التشريع، والتوحيد في الحاكميّة، والتوحيد في الشفاعة، وغير ذلك من مظاهر الأفعال.
الثانية: أهمّية البحث في توحيد الربوبيّة
قوله تعالى: (رَبِّ الْعَالَمِينَ) يعطي حصر الربوبيّة في الله تعالى من كلّ وجه. فهذه الكلمة إقرار بالتوحيد الربوبي وأنّه لا ربّ غيره ولا يتّصف بشيء من التربية سواه.
وهو توحيد غامض صعب المنال ولا يبلغ غوره ولا يدرك معناه على ما ينبغي إلاّ من استقام على الطريقة وسُقي ماءً غدقاً. وهو التوحيد الذي يقوم على أساسه التوكّل وخلوص الإيمان من الشرك بأنواعه، وتتجلّى مظاهره في المخلوقين من خلال أسماء الله الحسنى كالشافي والرازق والرحيم والودود

صفحة 271

وغيرها ممّا يغفل الخلق عن حقائقها المندرجة تحت كلمة الجلالة «الله» الجامع لجميع المعاني الكماليّة.
ومن هنا جيء بلفظ «ربّ العالمين» ليكون مظهراً لما للفظ الجلالة من آثار، وتفصيلاً لإجمال الذات المتعالية، وإشعاراً للسبب الذي من أجله يكون الثناء له تعالى بالاستحقاق ذاتاً، لأنّ تعليق الحكم على الوصف مشعر بالعلّية.
والربوبيّة المطلقة هي مفرق الطرق بين وضوح التوحيد الكامل الشامل والغبش الذي ينشأ من عدم وضوح هذه الحقيقة بصورتها القاطعة. وكثيراً ما كان الناس يجمعون بين الاعتراف بالله بوصفه الموجد الواحد والخالق لهذا الكون، والاعتقاد بتعدّد الأرباب الذين يتحكّمون في الحياة. فهذه كتب الملل والنحل تحكي أحوال هؤلاء، سواء في ماضي البشريّة أو في العصور التي اقترنت ببعثة خاتم النبيّين محمّد صلّى الله عليه وآله، في ما حدّثت به عن ديانات الوثنيّين ومعتقداتهم.
فالوثنيّون يؤمنون أنّ الله سبحانه هو الخالق، لكنّهم مع ذلك يشركون في الربوبيّة، هذه الحقيقة بما تنطوي عليه من مفارقة صارخة وغريبة يتحدّث عنها القرآن الكريم بصراحة، كما في قول الله عزّ وجلّ: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ) (لقمان: 25). فمع إيمانهم هذا بتوحيد الخالقيّة يتّجهون في تدبير هذا العالم إلى ما سوى الله، في ثنائيّة هابطة يدينها القرآن بعد أن يصفها بقوله: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِي اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِي اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ) (الزمر: 38)، إذ تتحدّث الآية صراحةً عن شرك هؤلاء وإيمانهم بأنّ هناك موجودات تخلق وتنفع بنفسها من دون الله، وأنّ الله فوّض إليها هذا الأمر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://morth.forumarabia.com
 
الرب في كلمة الحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ثواب من قال:"الحمد لله كما هو أهله"
» ثواب من قال في كل يوم سبع مرات "الحمد لله على كل نعمة كانت أو هي كائنة"
» سورة الحمد تقراء 30مره على رائس المريض الممسوس من الجان يفيق انشاءالله
» ما معنى كلمة إنجيل ؟ تعرف على الاجابة الشافية
» تأمل معرفي في قوله : الحمدالله رب العالمين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السيد مرتضى الموسوي الروحاني رقم الجوال009647806835991 :: (تفسيرالاسماءوالصفات والعقائد والايات)-
انتقل الى: