السيد مرتضى الموسوي الروحاني رقم الجوال009647806835991
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

السيد مرتضى الموسوي الروحاني رقم الجوال009647806835991

السيد الرضوي الموسوي الروحاني للعلاج الروحاني العالم الروحاني للكشف الروحاني هاتف 07806835991
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
السيد المقدس مرتضى الموسوي الروحاني المعالج الروحاني لجلب الحبيب من العراق الاتصال07806835991 ومن خارج العراق 009647806835991
السيدمرتضى الموسوي الروحاني المعالج بالقران وسنة رسوله الكريم العالم الروحاني الذي تميز عن غيره بالصدق والمنطق والعمل الصحيح المعالج الروحاني على مستوى العالم العربي والغربي العالم بالعلوم الفوق الطبيعه السيد الاجل الذي دل صدقه وكلامه على العالم بفضل الله ومنه ورحمته علينا وعليه المعالج الباب الاول لكل ما يطلب منه تجده بأذن الله ومشئيته سبحانه بين يديك ببركة الاولياء والانبياء واسرارهم
العالم الروحاني السيد الرضوي الموسوي للكشف الروحاني عن كل ما يطلب منه بأذن الله ولعلاج الحالات المرضيه الروحيه والنفسيه وفك السحر وابطاله وفتح النصيب واعمال المحبة كله من كتاب الله الكريم واسراررب العالمين تجده في الموقع الرضوي العالم الروحاني للكشف وللعلاج ولاي مقصد اتصل على الرقم اذا كنت من خارج العراق009647806835991 أومن داخل العراق07806835991 او راسلنا على الاميل الالكتروني morthadh86@yahoo.com العالم الروحاني الذي شاع صيته في البلدان بصدقه ونورعمله وعلوا مرتبته العالم الروحاني السيد الرضوي الموسوي العالم الروحاني المتواضع في العمل وتزكيته معكم الموقع الشخصي للعالم الروحاني السيد الرضوي الموسوي والله يشهد انه لمن الصادقين https://morth.forumarabia.com

 

 قصة الجزيرة الخضراء في البحر الأبيض

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد الله السائر الى الله
المديرالعام للمنتدى



عدد المساهمات : 1869
تاريخ التسجيل : 25/02/2012

قصة الجزيرة الخضراء في البحر الأبيض Empty
مُساهمةموضوع: قصة الجزيرة الخضراء في البحر الأبيض   قصة الجزيرة الخضراء في البحر الأبيض Icon_minitimeالسبت يوليو 07, 2012 12:20 pm

قصة الجزيرة الخضراء في البحر الأبيض
يقول العلامة المجلس قدس سره الشريف في بحاره : وجدت رسالة مشتهرة بقصة الجزيرة الخضراء في البحر الأبيض أحببت ايرادها لاشتمالها على ذكر من رآه ، ولما فيه من الغرائب .

وإنما أفردت لها بابا لأني لم أظفر به في الأصول المعتبرة ولنذكرها بعينها كما وجدتها :

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي هدانا لمعرفته ، والشكر له على ما منحنا للاقتداء بسنن سيد بريته ، محمد الذي اصطفاه من بين خليقته ، وخصنا بمحبة علي والأئمة المعصومين من ذريته ، صلى الله عليهم أجمعين الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيرا .

وبعد : فقد وجدت في خزانة أمير المؤمنين ، وسيد الوصيين ، وحجة رب العالمين ، وإمام المتقين ، علي بن أبي طالب بخط الشيخ الفاضل والعالم العامل ، الفضل بن يحيى بن علي الطيبي الكوفي قدس الله روحه ما هذا صورته : الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله .

وبعد : فيقول الفقير إلى عفو الله سبحانه وتعالى الفضل بن يحيى بن علي الطيبي الامامي الكوفي عفى الله عنه : قد كنت سمعت من الشيخين الفاضلين العالمين الشيخ شمس الدين بن نجيح الحلي والشيخ جلال الدين عبد الله بن الحرام الحلي قدس الله روحيهما ونور ضريحيهما في مشهد سيد الشهداء وخامس أصحاب الكساء مولانا وإمامنا أبي عبد الله الحسين في النصف من شهر شعبان سنة تسع وتسعين وستمائة من الهجرة النبوية على مشرفها محمد وآله أفضل الصلاة وأتم التحية ، حكاية ما سمعاه من الشيخ الصالح التقي والفاضل الورع الزكي زين الدين علي بن فاضل المازندراني ، المجاور بالغري - على مشرفيه السلام - حيث اجتمعا به في مشهد الامامين الزكيين الطاهرين المعصومين السعيدين بسر من رأى وحكى لهما حكاية ما شاهده ورآه في البحر الأبيض ، والجزيرة الخضراء من العجائب فمر بي باعث الشوق إلى رؤياه ، وسألت تيسير لقياه ، والاستماع لهذا الخبر من لقلقة فيه باسقاط رواته ، وعزمت على الانتقال إلى سر من رأى للاجتماع به . فاتفق أن الشيخ زين الدين علي بن فاضل المازندراني انحدر من سر من رأى إلى الحلة في أوائل شهر شوال من السنة المذكورة ليمضي على جاري عادته ويقيم في المشهد الغروي على مشرفيه السلام .

فلما سمعت بدخوله إلى الحلة وكنت يومئذ بها قد أنتظر قدومه فإذا أنابه وقد أقبل راكبا يريد دار السيد الحسيب ، ذي النسب الرفيع ، والحسب المنيع السيد فخر الدين الحسن بن علي الموسوي المازندراني نزيل الحلة أطال الله بقاه ولم أكن إذ ذاك الوقت أعرف الشيخ الصالح المذكور لكن خلج في خاطري أنه هو .

فلما غاب عن عيني تبعته إلى دار السيد المذكور فلما وصلت إلى باب الدار رأيت السيد فخر الدن واقفا على باب داره مستبشرا فلما رآني مقبلا ضحك في وجهي وعرفني بحضوره فاستطار قلبي فرحا وسرورا ولم أملك نفسي على الصبر على الدخول إليه في غير ذلك الوقت .

فدخلت الدار مع السيد فخر الدين فسلمت عليه ، وقبلت يديه ، فسأل السيد عن حالي ، فقال له : هو الشيخ فضل بن الشيخ يحيى الطيبي صديقكم فنهض واقفا وأقعدني في مجلسه ورحب بي وأحفى السؤال عن حال أبي وأخي الشيخ صلاح الدين لأنه كان عارفا بهما سابقا ولم أكن في تلك الأوقات حاضرا بل كنت في بلدة واسط ، أشتغل في طلب العلم عند الشيخ العالم العامل الشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الواسطي الامامي تغمده الله برحمته ، وحشره في زمرة أئمته .

فتحادثت مع الشيخ الصالح المذكور متع الله المؤمنين بطول بقائه فرأيت في كلامه أمارات تدل على الفضل في أغلب العلوم من الفقه والحديث ، والعربية بأقسامها ، وطلبت منه شرح ما حدث به الرجلان الفاضلان العالمان العاملان الشيخ شمس الدين والشيخ جلال الدين الحليان المذكوران سابقا عفى الله عنهما فقص لي القصة من أولها إلى آخرها بحضور السيد الجليل السيد فخر الدين نزيل الحلة صاحب الدار ، وحضور جماعة من علماء الحلة والأطراف ، قد كانوا أتوا لزيارة الشيخ المذكور وفقه الله ، وكان ذلك في اليوم الحادي عشر من شهر شوال سنة تسع وتسعين وستمائة وهذه صورة ما سمعته من لفظه أطال الله بقاءه وربما وقع في الألفاظ التي نقلتها من لفظة تغيير ، لكن المعاني واحدة قال حفظه الله تعالى : قد كنت مقيما في دمشق الشام ، منذ سنين ، مشتغلا بطلب العلم ، عند الشيخ الفاضل الشيخ عبد الرحيم الحنفي وفقه الله لنور الهداية في علمي الأصول و العربية ، وعند الشيخ زين الدين علي المغربي الأندلسي المالكي في علم القراءة لأنه كان عالما فاضلا عارفا بالقراءات السبع وكان له معرفة في أغلب العلوم من الصرف ، والنحو ، والمنطق ، والمعاني ، والبيان ، والأصولين وكان لين الطبع لم يكن عنده معاندة في البحث ولا في المذهب لحسن ذاته .

فكان إذا جرى ذكر الشيعة يقول : قال علماء الإمامية . بخلاف من المدرسين فإنهم كانوا يقولون عند ذكر الشيعة : قال علماء الرافضة ، فاختصصت به وتركت التردد إلى غيره ، فأقمنا على ذلك برهة من الزمان أقرأ عليه في العلوم المذكورة .

فاتفق أنه عزم على السفر من دمشق الشام ، يريد الديار المصرية ، فلكثرة المحبة التي كانت بيننا عز علي مفارقته ، وهو أيضا كذلك فآل الامر إلى أنه هداه الله صمم العزم على صحبتي له إلى مصر ، وكان عنده جماعة من الغرباء مثلي ، يقرؤون عليه فصحبه أكثرهم .

فسرنا في صحبته إلى أن وصلنا مدينة بلاد مصر المعروفة بالفاخرة ، وهي أكبر من مدائن مصر كلها ، فأقام بالمسجد الأزهر مدة يدرس ، فتسامع فضلاء مصر بقدومه ، فوردوا كلهم لزيارته وللانتفاع بعلومه ، فأقام في قاهرة مصر مدة تسعة أشهر ، ونحن معه على أحسن حال وإذا بقافلة قد وردت من الأندلس ومع رجل منها كتاب من والد شيخنا الفاضل المذكور يعرفه فيه بمرض شديد قد عرض له وأنه يتمنى الاجتماع به قبل الممات ، ويحثه فيه على عدم التأخير .

فرق الشيخ من كتاب أبيه وبكى ، وصمم العزم على المسير إلى جزيرة الأندلس ، فعزم بعض التلامذة على صحبته ، ومن الجملة أنا ، لأنه هداه الله قد كان أحبني محبة شديدة وحسن لي المسير معه فسافرت إلى الأندلس في صحبته فحيث وصلنا إلى أول قرية من الجزيرة المذكورة ، عرضت لي حمى منعتني عن الحركة .

فحيث رآني الشيخ على تلك الحالة رق لي وبكى ، وقال : يعز علي مفارقتك ، فأعطى خطيب تلك القرية التي وصلنا إليها عشرة دراهم ، وأمره أن يتعاهدني حتى يكون مني أحد الامرين ، وإن من الله بالعافية أتبعه إلى بلده هكذا عهد إلي بذلك وفقه الله بنور الهداية إلى طريق الحق المستقيم ، ثم مضى إلى بلد الأندلس ، ومسافة الطريق من ساحل البحر إلى بلده خمسة أيام .

فبقيت في تلك القرية ثلاثة أيام لا أستطيع الحركة لشدة ما أصابني من الحمى ففي آخر اليوم الثالث فارقتني الحمى ، وخرجت أدور في سكك تلك القرية فرأيت قفلا قد وصل من جبال قريبة من شاطئ البحر الغربي يجلبون الصوف و السمن والأمتعة ، فسألت عن حالهم فقيل : إن هؤلاء يجيئون من جهة قريبة من أرض البربر ، وهي قريبة من جزائر الرافضة .

فحيث سمعت ذلك منهم ارتحت إليهم ، وجذبني باعث الشوق إلى أرضهم فقيل لي : إن المسافة خمسة وعشرون يوما ، منها يومان بغير عمارة ولا ماء ، و بعد ذلك فالقرى متصلة ، فاكتريت معهم من رجل حمارا بمبلغ ثلاثة دراهم ، لقطع تلك المسافة التي لا عمارة فيها ، فلما قطعنا معهم تلك المسافة ، ووصلنا أرضهم العامرة ، تمشيت راجلا وتنقلت على اختياري من قرية إلى أخرى [ إلى ] أن وصلت إلى أول تلك الأماكن ، فقيل لي : إن جزيرة الروافض قد بقي بينك و بينها ثلاثة أيام ، فمضيت ولم أتأخر .

فوصلت إلى جزيرة ذات أسوار أربعة ، ولها أبراج محكمات شاهقات ، وتلك الجزيرة بحصونها راكبة على شاطئ البحر ، فدخلت من باب كبيرة يقال لها : باب البربر ، فدرت في سككها أسأل عن مسجد البلد ، فهديت عليه ، ودخلت إليه فرأيته جامعا كبيرا معظما واقعا على البحر من الجانب الغربي من البلد ، فجلست في جانب المسجد لأستريح وإذا بالمؤذن يؤذن للظهر ونادى بحي على خير العمل ولما فرغ دعا بتعجيل الفرج للامام صاحب الزمان .

فأخذتني العبرة بالبكاء ، فدخلت جماعة بعد جماعة إلى المسجد ، وشرعوا في الوضوء ، على عين ماء تحت شجرة في الجانب الشرقي من المسجد ، وأنا أنظر إليهم فرحا مسرورا لما رأيته من وضوئهم المنقول عن أئمة الهدى .

فلما فرغوا من وضوئهم وإذا برجل قد برز من بينهم بهي الصورة ، عليه السكينة والوقار ، فتقدم إلى المحراب ، وأقام الصلاة ، فاعتدلت الصفوف وراءه وصلى بهم إماما وهم به مأمومون صلاة كاملة بأركانها المنقولة عن أئمتنا على الوجه المرضي فرضا ونفلا وكذا التعقيب والتسبيح ومن شدة ما لقيته من وعثاء السفر ، وتعبي في الطريق لم يمكني أن أصلي معهم الظهر .

فلما فرغوا ورأوني أنكروا علي عدم اقتدائي بهم ، فتوجهوا نحوي بأجمعهم وسألوني عن حالي ومن أين أصلي وما مذهبي ؟ فشرحت لهم أحوالي وأني عراقي الأصل ، وأما مذهبي فإنني رجل مسلم أقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله [ بالهدى ] ودين الحق ليظهره على الأديان كلها ولو كره المشركون .

فقالوا لي : لم تنفعك هاتان الشهادتان إلا لحقن دمك في دار الدنيا لم لا تقول الشهادة الأخرى لتدخل الجنة بغير حساب ؟ فقلت لهم : وما تلك الشهادة الأخرى ؟ اهدوني إليها يرحمكم الله ، فقال لي إمامهم : الشهادة الثالثة هي أن تشهد أن أمير المؤمنين ، ويعسوب المتقين ، وقائد الغر المحجلين علي بن أبي طالب والأئمة الأحد عشر من ولده أوصياء رسول الله ، وخلفاؤه من بعده بلا فاصلة ، قد أوجب الله عز وجل طاعتهم على عباده ، وجعلهم أولياء أمره ونهيه ، وحججا على خلقه في أرضه ، وأمانا لبريته ، لان الصادق الأمين محمدا رسول رب العالمين أخبر بهم عن الله تعالى مشافهة من نداء الله عز وجل له في ليلة معراجه إلى السماوات السبع ، وقد صار من ربه كقاب قوسين أو أدنى ، وسماهم له واحدا بعد واحد ، صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين .

فلما سمعت مقالتهم هذه حمدت الله سبحانه على ذلك ، وحصل عندي أكمل السرور ، وذهب عني تعب الطريق من الفرح ، وعرفتهم أني على مذهبهم ، فتوجهوا إلي توجه إشفاق ، وعينوا لي مكانا في زوايا المسجد ، وما زالوا يتعاهدوني بالعزة والاكرام مدة إقامتي عندهم ، وصار إمام مسجدهم لا يفارقني ليلا ولا نهارا .

فسألته عن ميرة أهل بلده من أين تأتي إليهم فاني لا أرى لهم أرضا مزروعة ، فقال : تأتي إليهم ميرتهم من الجزيرة الخضراء من البحر الأبيض ، من جزائر أولاد الامام صاحب الامر ، فقلت له : كم تأتيكم ميرتكم في السنة ؟ فقال : مرتين ، وقد أتت مرة وبقيت الأخرى فقلت : كم بقي حتى تأتيكم ؟ قال : أربعة أشهر .

فتأثرت لطول المدة ، ومكثت عندهم مقدار أربعين يوما أدعو الله ليلا ونهارا بتعجيل مجيئها ، وأنا عندهم في غاية الاعزاز والاكرام ، ففي آخر يوم من الأربعين ضاق صدري لطول المدة فخرجت إلى شاطئ البحر ، أنظر إلى جهة المغرب التي ذكروا أهل البلد أن ميرتهم تأتي إليهم من تلك الجهة .

فرأيت شبحا من بعيد يتحرك ، فسألت عن ذلك الشبح أهل البلد وقلت لهم : هل يكون في البحر طير أبيض ؟ فقالوا لي : لا ، فهل رأيت شيئا ؟ قلت : نعم فاستبشروا وقالوا : هذه المراكب التي تأتي إلينا في كل سنة من بلاد أولاد الإمام .

فما كان إلا قليل حتى قدمت تلك المراكب ، وعلى قولهم إن مجيئها كان في غير الميعاد ، فقدم مركب كبير وتبعه آخر وآخر حتى كملت سبعا ، فصعد من المركب الكبير شيخ مربوع القامة ، بهي المنظر ، حسن الزي ، ودخل المسجد فتوضأ الوضوء الكامل على الوجه المنقول عن أئمة الهدى ، وصلى الظهرين ، فلما فرغ من صلاته التفت نحوي مسلما علي فرددت فقال : ما اسمك وأظن أن اسمك علي ؟ قلت : صدقت فحادثني بالسر محادثة من يعرفني فقال : ما اسم أبيك ؟ ويوشك أن يكون فاضلا ، قلت : نعم ، ولم أكن أشك في أنه قد كان في صحبتنا من دمشق .

فقلت : أيها الشيخ ! ما أعرفك بي وبأبي ؟ هل كنت معنا حيث سافرنا من دمشق الشام إلى مصر ؟ فقال : لا ، قلت : ولا من مصر إلى الأندلس ؟ قال : لا - ومولاي صاحب العصر ، قلت له : فمن أين تعرفني باسمي واسم أبي ؟ .

قال : اعلم أنه قد تقدم إلي وصفك ، وأصلك ، ومعرفة اسمك وشخصك و هيئتك واسم أبيك ، وأنا أصحبك معي إلى الجزيرة الخضراء . فسررت بذلك حيث قد ذكرت ولي عندهم اسم ، وكان من عادته أنه لا يقيم عندهم إلا ثلاثة أيام فأقام أسبوعا وأوصل الميرة إلى أصحابها المقررة لهم ، فلما أخذ منهم خطوطهم بوصول المقرر لهم ، عزم على السفر ، وحملني معه ، وسرنا في البحر .

فلما كان في السادس عشر من مسيرنا في البحر رأيت ماء أبيض فجعلت أطيل النظر إليه ، فقال لي الشيخ واسمه محمد : ما لي أراك تطيل النظر إلى هذا الماء ؟ فقلت له : إني أراه على غير لون ماء البحر .

فقال لي : هذا هو البحر الأبيض ، وتلك الجزيرة الخضراء ، وهذا الماء مستدير حولها مثل السور من أي الجهات أتيته وجدته ، وبحكمة الله تعالى إن مراكب أعدائنا إذا دخلته غرقت وإن كانت محكمة ببركة مولانا وإمامنا صاحب العصر فاستعملته وشربت منه ، فإذا هو كماء الفرات .

ثم إنا لما قطعنا ذلك الماء الأبيض ، وصلنا إلى الجزيرة الخضراء لا زالت عامرة أهله ، ثم صعدنا من المركب الكبير إلى الجزيرة ودخلنا البلد ، فرأيته محصنا بقلاع وأبراج وأسوار سبعة واقعة على شاطئ البحر ، ذات أنهار وأشجار مشتملة على أنواع الفواكه والأثمار المنوعة ، وفيها أسواق كثيرة ، وحمامات عديدة وأكثر عمارتها برخام شفاف وأهلها في أحسن الزي والبهاء فاستطار قلبي سرورا لما رأيته .

ثم مضى بي رفيقي محمد بعد ما استرحنا في منزله إلى الجامع المعظم ، فرأيت فيه جماعة كثيرة وفي وسطهم شخص جالس عليه من المهابة والسكينة والوقار ما لا أقدر [ أن ] أصفه ، والناس يخاطبونه بالسيد شمس الدين محمد العالم ، ويقرؤون عليه القرآن والفقه ، والعربية بأقسامها ، وأصول الدين والفقه الذي يقرؤونه عن صاحب الامر مسألة مسألة ، وقضية قضية ، وحكما حكما .

فلما مثلت بين يديه ، رحب بي وأجلسني في القرب منه ، وأحفى السؤال عن تعبي في الطريق وعرفني أنه تقدم إليه كل أحوالي ، وأن الشيخ محمد رفيقي إنما جاء بي معه بأمر من السيد شمس الدين العالم أطال الله بقاءه .

ثم أمر لي بتخلية موضع منفرد في زاوية من زوايا المسجد ، وقال لي : هذا يكون لك إذا أردت الخلوة والراحة ، فنهضت ومضيت إلى ذلك الموضع ، فاسترحت فيه إلى وقت العصر ، وإذا أنا بالموكل بي قد أتى إلي وقال لي : لا تبرح من مكانك حتى يأتيك السيد وأصحابه لأجل العشاء معك ، فقلت : سمعا وطاعة .

فما كان إلا قليل وإذا بالسيد سلمه الله قد أقبل ، ومعه أصحابه ، فجلسوا ومدت المائدة فأكلنا ونهضنا إلى المسجد مع السيد لأجل صلاة المغرب والعشاء فلما فرغنا من الصلاتين ذهب السيد إلى منزله ، ورجعت إلى مكاني وأقمت على هذه الحال مدة ثمانية عشر يوما ونحن في صحبته أطال الله بقاءه .

فأول جمعة صليتها معهم رأيت السيد سلمه الله صلى الجمعة ركعتين فريضة واجبة ، فلما انقضت الصلاة قلت : يا سيدي قد رأيتكم صليتم الجمعة ركعتين فريضة واجبة ؟ قال : نعم لان شروطها المعلومة قد حضرت فوجبت فقلت في نفسي : ربما كان الإمام حاضرا .

ثم في وقت آخر سألت منه في الخلوة : هل كان الامام حاضرا ؟ فقال : لا ولكني أنا النائب الخاص بأمر صدر عنه فقلت : يا سيدي وهل رأيت الإمام ؟ قال : لا ، ولكني حدثني أبي - رحمه الله - أنه سمع حديثه ولم ير شخصه وأن جدي - رحمه الله - سمع حديثه ورأي شخصه .

فقلت له : ولم ذاك يا سيدي يختص بذلك رجل دون آخر ؟ فقال لي : يا أخي إن الله سبحانه وتعالى يؤتي الفضل من يشاء من عباده ، وذلك لحكمة بالغة وعظمة قاهرة ، كما أن الله تعالى اختص من عباده الأنبياء والمرسلين ، والأوصياء المنتجبين ، وجعلهم أعلاما لخلقه ، وحججا على بريته ، ووسيلة بينهم وبينه ليهلك من هلك عن بينة ، ويحيى من حي عن بينة ، ولم يخل أرضه بغير حجة على عباده للطفه بهم ، ولا بد لكل حجة من سفير يبلغ عنه .

ثم إن السيد سلمه الله أخذ بيدي إلى خارج مدينتهم ، وجعل يسير معي نحو البساتين ، فرأيت فيها أنهارا جارية ، وبساتين كثيرة ، مشتملة على أنواع الفواكه ، عظيمة الحسن والحلاوة ، من العنب والرمان ، والكمثرى وغيرها ما لم أرها في العراقين ، ولا في الشامات كلها .

فبينما نحن نسير من بستان إلى آخر إذ مر بنا رجل بهي الصورة ، مشتمل ببردتين من صوف أبيض فلما قرب منا سلم علينا وانصرف عنا ، فأعجبتني هيئته فقلت للسيد سلمه الله : من هذا الرجل ؟ قال لي : أتنظر إلى هذا الجبل الشاهق ؟ قلت : نعم ، قال : إن في وسطه لمكانا حسنا وفيه عين جارية ، تحت شجرة ذات أغصان كثيرة ، وعندها قبة مبنية بالآجر ، وإن هذا الرجل مع رفيق له خادمان لتلك القبة ، وأنا أمضي إلى هناك في كل صباح جمعة ، وأزور الإمام منها واصلي ركعتين ، وأجد هناك ورقة مكتوب فيها ما أحتاج إليه من المحاكمة بين المؤمنين ، فمهما تضمنته الورقة أعمل به ، فينبغي لك أن تذهب إلى هناك وتزور الإمام من القبة .

فذهبت إلى الجبل فرأيت القبة على ما وصف لي سلمه الله ، ووجدت هناك خادمين ، فرحب بي الذي مر علينا وأنكرني الآخر فقال له : لا تنكره فاني رأيته في صحبة السيد شمس الدين العالم ، فتوجه إلي ورحب بي وحادثاني وأتيا لي بخبز وعنب فأكلت وشربت من ماء تلك العين التي عند تلك القبة ، وتوضأت و صليت ركعتين . وسألت الخادمين عن رؤية الإمام فقالا لي : الرؤية غير ممكنة وليس معنا إذن في إخبار أحد ، فطلبت منهم الدعاء ، فدعيا لي ، وانصرفت عنهما ، ونزلت من ذلك الجبل إلى أن وصلت إلى المدينة .

فلما وصلت إليها ذهبت إلى دار السيد شمس الدين العالم ، فقيل لي : إنه خرج في حاجة له ، فذهبت إلى دار الشيخ محمد الذي جئت معه في المركب فاجتمعت به وحكيت له عن مسيري إلى الجبل ، واجتماعي بالخادمين ، وإنكار الخادم علي فقال لي : ليس لأحد رخصة في الصعود إلى ذلك المكان ، سوى السيد شمس الدين وأمثاله ، فلهذا وقع الانكار منه لك ، فسألته عن أحوال السيد شمس الدين أدام الله إفضاله ، فقال : إنه من أولاد أولاد الامام ، وإن بينه وبين الإمام عليه السلام خمسة آباء وإنه النائب الخاص عن أمر صدر منه .

قال الشيخ الصالح زين الدين علي بن فاضل المازندراني المجاور بالغري على مشرفه السلام : واستأذنت السيد شمس الدين العالم ، أطال الله بقاءه في نقل بعض المسائل التي يحتاج إليها عنه ، وقراءة القرآن المجيد ، ومقابلة المواضع المشكلة من العلوم الدينية وغيرها فأجاب إلى ذلك وقال : إذا كان ولا بد من ذلك فابدء أولا بقراءة القرآن العظيم .

فكان كلما قرأت شيئا فيه خلاف بين القراء أقول له : قرأ حمزة كذا ، و قرأ الكسائي كذا ، وقرأ عاصم كذا ، وأبو عمرو بن كثير كذا . فقال السيد سلمه الله : نحن لا نعرف هؤلاء ، وإنما القرآن نزل على سبعة أحرف ، قبل الهجرة من مكة إلى المدينة وبعدها لما حج رسول الله صلى الله عليه وآله حجة الوداع ، نزل عليه الروح الأمين جبرئيل ، فقال : يا محمد أتل علي القرآن حتى أعرفك أوائل السور ، وأواخرها ، وشأن نزولها .

فاجتمع إليه علي بن أبي طالب ، وولداه الحسن والحسين عليهم السلام وأبي بن كعب ، و عبد الله بن مسعود ، وحذيفة بن اليمان ، وجابر بن عبد الله الأنصاري ، و أبو سعيد الخدري ، وحسان بن ثابت ، وجماعة من الصحابة رضي الله عن المنتجبين منهم ، فقرأ النبي القرآن من أوله إلى آخره ، فكان كلما مر بموضع فيه اختلاف بينه له جبرئيل ، وأمير المؤمنين يكتب ذاك في درج من أدم فالجميع قراءة أمير المؤمنين ووصي رسول رب العالمين . فقلت له : يا سيدي أرى بعض الآيات غير مرتبطة بما قبلها ، وبما بعدها كأن فهمي القاصر ، لم يصر إلى غورية ذلك .

فقال : نعم ، الامر كما رأيته وذلك [ أنه ] لما انتقل سيد البشر محمد بن عبد الله من دار الفناء إلى دار البقاء وفعل صنما قريش ما فعلاه ، من غصب الخلافة الظاهرية ، جمع أمير المؤمنين القرآن كله ، ووضعه في إزار وأتى به إليهم وهم في المسجد .

فقال لهم : هذا كتاب الله سبحانه أمرني رسول الله أن أعرضه إليكم لقيام الحجة عليكم ، يوم العرض بين يدي الله تعالى ، فقال له فرعون هذه الأمة ونمرودها : لسنا محتاجين إلى قرآنك ، فقال : لقد أخبرني حبيبي محمد بقولك هذا ، وإنما أردت بذلك إلقاء الحجة عليكم . فرجع أمير المؤمنين به إلى منزله ، وهو يقول : لا إله إلا أنت ، وحدك لا شريك لك لا راد لما سبق في علمك ، ولا مانع لما اقتضته حكمتك ، فكن أنت الشاهد لي عليهم يوم العرض عليك .

فنادى ابن أبي قحافة بالمسلمين ، وقال لهم : كل من عنده قرآن من آية أو سورة فليأت بها ، فجاءه أبو عبيدة بن الجراح ، وعثمان ، وسعد بن أبي وقاص ومعاوية بن أبي سفيان ، وعبد الرحمان بن عوف ، وطلحة بن عبيد الله ، وأبو سعيد الخدري ، وحسان بن ثابت ، وجماعات المسلمين وجمعوا هذا القرآن ، وأسقطوا ما كان فيه من المثالب التي صدرت منهم ، بعد وفاة سيد المرسلين فلهذا ترى الآيات غير مرتبطة والقرآن الذي جمعه أمير المؤمنين بخطه محفوظ عند صاحب الامر فيه كل شئ حتى أرش الخدش ، وأما هذا القرآن ، فلا شك ولا شبهة في صحته ، وإنما كلام الله سبحانه هكذا صدر عن صاحب الامر .

قال الشيخ الفاضل علي بن فاضل : ونقلت عن السيد شمس الدين حفظه الله مسائل كثيرة تنوب على تسعين مسألة ، وهي عندي ، جمعتها في مجلد وسميتها بالفوائد الشمسية ولا أطلع عليها إلا الخاص من المؤمنين ، وستراه إنشاء الله تعالى .

فلما كانت الجمعة الثانية وهي الوسطى من جمع الشهر ، وفرغنا من الصلاة وجلس السيد سلمه الله في مجلس الإفادة للمؤمنين وإذا أنا أسمع هرجا ومرجا وجزلة عظيمة خارج المسجد ، فسألت من السيد عما سمعته ، فقال لي : إن امراء عسكرنا يركبون في كل جمعة من وسط كل شهر ، وينتظرون الفرج فاستأذنته في النظر إليهم فأذن لي ، فخرجت لرؤيتهم ، وإذا هم جمع كثير يسبحون الله ويحمدونه ، ويهللونه جل وعز ، ويدعون بالفرج للامام القائم بأمر الله والناصح لدين الله م ح م د بن الحسن المهدي الخلف الصالح ، صاحب الزمان .

ثم عدت إلى مسجد السيد سلمه الله فقال لي : رأيت العسكر ؟ فقلت : نعم قال : فهل عددت أمراءهم ؟ قلت : لا قال : عدتهم ثلاث مائة ناصر وبقي ثلاثة عشر ناصرا ، ويعجل الله لوليه الفرج بمشيته إنه جواد كريم .

قلت : يا سيدي ومتى يكون الفرج ؟ قال : يا أخي إنما العلم عند الله والامر متعلق بمشيته سبحانه وتعالى حتى أنه ربما كان الإمام لا يعرف ذلك بل له علامات وأمارات تدل على خروجه . من جملتها أن ينطق ذو الفقار بأن يخرج من غلافه ، ويتكلم بلسان عربي مبين : قم يا ولي الله على اسم الله ، فاقتل بي أعداء الله .

ومنها ثلاثة أصوات يسمعها الناس كلهم الصوت الأول : أزفت الآزفة يا معشر المؤمنين ، والصوت الثاني : ألا لعنة الله على الظالمين لآل محمد والثالث بدن يظهر فيرى في قرن الشمس يقول : إن الله بعث صاحب الامر محمد بن الحسن المهدي فاسمعوا له وأطيعوا . فقلت : يا سيدي قد روينا عن مشايخنا أحاديث رويت عن صاحب الامر أنه قال لما امر بالغيبة الكبرى : من رآني بعد غيبتي فقد كذب فكيف فيكم من يراه ؟ فقال : صدقت إنه إنما قال ذلك في ذلك الزمان لكثرة أعدائه من أهل بيته وغير هم من فراعنة بني العباس ، حتى أن الشيعة يمنع بعضها بعضا عن التحدث بذكره ، وفي هذا الزمان تطاولت المدة وأيس منه الأعداء وبلادنا نائية عنهم وعن ظلمهم وعنائهم ، وببركته لا يقدر أحد من الأعداء على الوصول إلينا .

قلت : يا سيدي ! قد روت علماء الشيعة حديثا عن الإمام عليه السلام أنه أباح الخمس لشيعته ، فهل رويتم عنه ذلك ؟ قال : نعم إنه رخص وأباح الخمس لشيعته من ولد علي وقال : هم في حل من ذلك ، قلت : وهل رخص للشيعة أن يشتروا الإماء والعبيد من سبي العامة ؟ قال : نعم ، ومن سبي غيرهم لأنه قال : عاملوهم بما عاملوا به أنفسهم ، وهاتان المسألتان زائدتان على المسائل التي سميتها لك . وقال السيد سلمه الله : إنه يخرج من مكة بين الركن والمقام في سنة وتر فليرتقبها المؤمنون .

فقلت : يا سيدي قد أحببت المجاورة عندكم إلى أن يأذن الله بالفرج فقال لي : اعلم يا أخي أنه تقدم إلي كلام بعودك إلى وطنك ، ولا يمكنني وإياك المخالفة ، لأنك ذو عيال وغبت عنهم مدة مديدة ، ولا يجوز لك التخلف عنهم أكثر من هذا ، فتأثرت من ذلك وبكيت . وقلت : يا مولاي وهل تجوز المراجعة في أمري ؟ قال : لا ، قلت : يا مولاي وهل تأذن لي في أن أحكي كلما قد رأيته وسمعته ؟ قال : لا بأس أن تحكي للمؤمنين لتطمئن قلوبهم ، إلا كيت وكيت وعين ما لا أقوله . فقلت : يا سيدي أما يمكن النظر إلى جماله وبهائه ، قال : لا ، ولكن اعلم يا أخي أن كل مؤمن مخلص يمكن أن يرى الامام ولا يعرفه ، فقلت : يا سيدي أنا من جملة عبيده المخلصين ، ولا رأيته .

فقال لي : بل رأيته مرتين مرة منها لما أتيت إلى سر من رأى وهي أول مرة جئتها ، وسبقك أصحابك وتخلفت عنهم ، حتى وصلت إلى نهر لا ماء فيه فحضر عندك فارس على فرس شهباء ، وبيده رمح طويل ، وله سنان دمشقي ، فلما رأيته خفت على ثيابك فلما وصل إليك قال لك : لا تخف اذهب إلى أصحابك ، فإنهم ينتظرونك تحت تلك الشجرة فأذكرني والله ما كان فقلت : قد كان ذلك يا سيدي .

قال : والمرة الأخرى حين خرجت من دمشق تريد مصرا مع شيخك الأندلسي ، وانقطعت عن القافلة ، وخفت خوفا شديدا ، فعارضك فارس على فرس غراء محجلة ، وبيده رمح أيضا ، وقال لك : سر ولا تخف إلى قرية على يمينك ونم عند أهلها الليلة ، وأخبرهم بمذهبك الذي ولدت عليه ، ولا تتق منهم فإنهم مع قرى عديدة جنوبي دمشق ، مؤمنون مخلصون ، يدينون بدين علي بن أبي طالب والأئمة المعصومين من ذريته .

أكان ذلك يا ابن فاضل ؟ قلت : نعم - وذهبت إلى عند أهل القرية ونمت عندهم فأعزوني وسألتهم عن مذهبهم ، فقالوا لي - من غير تقية مني - : نحن على مذهب أمير المؤمنين ، ووصي رسول رب العالمين علي بن أبي طالب والأئمة المعصومين من ذريته فقلت لهم : من أين لكم هذا المذهب ؟ ومن أوصله إليكم ؟ قالوا : أبو ذر الغفاري رضي الله عنه حين نفاه عثمان إلى الشام ، ونفاه معاوية إلى أرضنا هذه ، فعمتنا بركته ، فلما أصبحت طلبت منهم اللحوق بالقافلة فجهزوا معي رجلين ألحقاني بها ، بعد أن صرحت لهم بمذهبي .

فقلت له : يا سيدي هل يحج الإمام في كل مدة بعد مدة ؟ قال لي : يا ابن فاضل ! الدنيا خطوة مؤمن ، فكيف بمن لم تقم الدنيا إلا بوجوده ووجود آبائه ، نعم يحج في كل عام ويزور آباءه في المدينة والعراق ، وطوس ، على مشرفيها السلام ، ويرجع إلى أرضنا هذه . ثم إن السيد شمس الدين حث علي بعدم التأخير بالرجوع إلى العراق وعدم الإقامة في بلاد المغرب ، وذكر لي أن دراهمهم مكتوب عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله محمد بن الحسن القائم بأمر الله .

وأعطاني السيد منها خمسة دراهم وهي محفوظة عندي للبركة .

ثم إنه سلمه الله وجهني مع المراكب التي أتيت معها إلى أن وصلنا إلى تلك البلدة التي أول ما دخلتها من أرض البربر ، وكان قد أعطاني حنطة وشعيرا فبعتها في تلك البلدة بمائة وأربعين دينارا ذهبا ، من معاملة بلاد المغرب ولم أجعل طريقي على الأندلس امتثالا لامر السيد شمس الدين العالم أطال الله بقاءه وسافرت منها مع الحجج المغربي إلى مكة شرفها الله تعالى وحججت ، وجئت إلى العراق وأريد المجاورة في الغري على مشرفيها السلام حتى الممات .

قال الشيخ زين الدين علي بن فاضل المازندراني : لم أر لعلماء الامامية عندهم ذكرا سوى خمسة : السيد المرتضى الموسوي ، والشيخ أبو جعفر الطوسي ومحمد بن يعقوب الكليني ، وابن بابويه ، والشيخ أبو القاسم جعفر بن سعيد الحلي .

هذا آخر ما سمعته من الشيخ الصالح التقي والفاضل الزكي علي بن فاضل المذكور أدام الله إفضاله وأكثر من علماء الدهر وأتقيائه أمثاله ، والحمد لله أولا وآخرا ، ظاهرا وباطنا ، وصلى الله على خير خلقه سيد البرية ، محمد وعلى آله الطاهرين المعصومين وسلم تسليما كثيرا .

بيان : " اللقلقة " بفتح اللامين : الصوت ، والقفل بالتحريك اسم جمع للقافل ، وهو الراجع من السفر ، وبه سمي القافلة قوله : " تنوف " أي تشرف وترتفع وتزيد .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://morth.forumarabia.com
 
قصة الجزيرة الخضراء في البحر الأبيض
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» وصفه تتحدى الشيب...وداعاً للشعر الأبيض
» الإمام بمنزلة البحر لا ينفد ماعنده

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السيد مرتضى الموسوي الروحاني رقم الجوال009647806835991 :: (النبي واهل بيته الطبين الطاهرين صلوات الله عليهم)-
انتقل الى: